فلاش

ابراهيم نادر ..مدِّرس يقطع عشرات الكيلومترات سيراً على الأقدام ليدرِّس الفقراء بريف حمص

يعتبر مدرس اللغة العربية ابراهيم نادر أن عمله مقاومة، فصور أمين عام حزب الله التي تزين جدران غرفته في بلدة القبو بريف حمص تشير الى ذلك، و إن كان التصريح جاء تلميحاً في سياق الحديث.

ابراهيم نادر، موجه اختصاص اللغة العربية في مجمع القبو التربوي، يشيد بالمادة التي يدرسها ويعتبر أن أس الحرب في الوطن العربي هو الهوية والتي تمثل اللغة أحد أهم أركانها وما تكريس البداوة المهجنة بالأوربية إلا دليلاً على ذلك”.

يقول المدرس ابراهيم نادر لتلفزيون الخبر أن “ناحية القبو تميزت عبر عقود من الزمن بكثرة الشهادات الجامعية فقلما تجد مواطناً فيها لايحمل شهادة جامعية أو شهادة معهد متوسط، ورغم الأحداث فما زالت القبو ترفد كلية الطب سنوياً بين 7-10 طلاب و أكثر من 25 طالب في كليات الهندسة عدا كلية الآداب والعلوم”.

وبين نادر أن “شباب البلدة وخلال فترة الحرب بدأوا بالتوجه نحو الكلية الحربية بشكل عام، مفضلين الالتحاق بصفوف الجيش العربي السوري، وقد ازدادت نسبة الملتحقين إلى الضعفين، مقارنة بسنوات قبل الحرب.

يؤكد المدرس ابراهيم نادر أن “من واجبه الأخلاقي الاهتمام بأبناء الشهداء والمخطوفين فسعى لافتتاح شعبة صفية لأبناء الشهداء في المنطقة وتم ذلك بالاتفاق مع المدرس ابراهيم ابراهيم، وفيها اليوم أكثر من 30 طالب وطالبة من أبناء الشهداء والمخطوفين وتطوع مدرسون من البلدة لمتابعة هؤلاء الطلاب وتأمين مستلزماتهم من القرطاسية اللازمة”.

وتابع المدرس ابراهيم حديثه لتلفزيون الخبر “كما أقوم بشكل شخصي بتدريس أكثر من 40 طالب في ناحية القبو و الشرقلية وشنية والقناقية والغور ورباح والغوصية وتليل وأقطع عشرات الكيلو مترات مشياً على الأقدام لزيارتهم وتدريسهم وهم من الأيتام والفقراء”.

لا يطلب المدرس ابراهيم من طلابه أجراً مادياً مقابل عمله ولكن يتمنى عليهم أن يقدموا خدماتهم مجاناً لمن يحتاج بعد تخرجهم من الجامعة”.

وتابع حديثه لتلفزيون الخبر “نعمل لوجه الله ومن منطلق إنساني ولا نبغى أجراً على عملنا، ومع ذلك التمسنا تشجيعاً من مديرية التربية ومن الأستاذ أحمد ابراهيم مدير تربية حمص”.

ويشدد المدرس ابراهيم نادر على التعليم قائلاً “في الواقع اعتبر أن التعليم هو الملاذ الوحيد في منطقتنا، جازماً أن القبو تنافس مدينة سلمية بنسبة الشهادات الجامعية مقارنة بعدد السكان في المنطقتين”.

وقال في حديثه لتلفزيون الخبر “تم تكليفي برئاسة بلدية القبو من عام 2005-2007 وكانت تجربة جيدة، ولكن لم أحبها لعدم قدرتي على خدمة الناس بالشكل المناسب، رغم أنني حصلت على أفضل تقييم رئيس مجلس بلدية ذلك الحين، بحسب شهادة عضو المكتب التنفيذي عامر خليل والذي أصبح فيما بعد أميناً عاماً لمحافظة حمص”.

لا يطلب ابراهيم من الطلاب الذين يتابع تحصيلهم أجراً مادياً، ولكن يتمنى عليهم أن يقدموا بعد تخرجهم ذات الخدمات لمن يحتاج، وبهذا العمل يعيدون له معروفه.

يعتبر أبناء البلدة أن تجربة الأستاذ ابراهيم نادر فريدة وقال عبدو ابراهيم، أحد أبناء القرية لتلفزيون الخبر “هذه المبادرات الكريمة من قبل أبناء بلدتنا تعزز الألفة والتعاون و الأخلاق التي يتمتع بها أبناء المنطقة”.

يذكر أن المدرس ابراهيم نادر من مواليد 1968، عازب، تخرج من الجامعة عام 1996 ودرس اللغة العربية على مدار 20 عاماً بريف درعا وريف حمص في تلدو والقناقية وبلدة القبو، ويسكن مع والدته في منزلهم القديم في بلدة القبو ،كما تم تكريمه مؤخراً من قبل عضو قيادة اتحاد شبيبة الثورة علي عباس وعضو مكتب الشباب في فرع الحزب شحادة مطر.

محمد علي الضاهر – تلفزيون الخبر – حمص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى