علوم وتكنولوجيا

رئيس الجمعية الفلكية: شتاء غير اعتيادي ستشهده سوريا ودخول مبكر للصيف

قال رئيس الجمعية الفلكية السورية، الدكتور محمد العصيري، في توضيح لتلفزيون الخبر أن: “علم الأرصاد الجوية يقسم إلى قسمين، منه ما يختص بالتنبؤات الجوية قصيرة المدى، وهو تابع للمديرية العامة للأرصاد الجوية، وآخر من اختصاصنا في الجمعية الفلكية”.

وأضاف العصيري: “نحن كجمعية فلكية سورية ينحصر اختصاصنا بدراسة الرياح الشمسيّة، النشاط الشمسي، إضافةً إلى الاحتباس الحراري الذي يرفع من درجة حرارة الأرض بشكلٍ كبير”.

وتابع: “كل ما يحدث الآن للأرض سببه إساءات الإنسان المتكررة للغلاف الجوي، وما نتج عن ممارساته من ازدياد نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون في طبقات الجو المنخفضة، ويجب أن يكون لنا في كوكب الزهرة عبرة”.

وأوضح أن: “زيادة نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون تسببت باحتباسٍ في درجات الحرارة، بالتالي تسارع في ذوبان الجليد وارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات، وهذا ما نتج عنه تآكل للشواطئ العالمية، إضافةً إلى تخبّط في توزّع الأمطار، وتغيّر الخارطة المناخية العالمية”.

وأشار العصيري إلى أن: “كل ما سبق، بدأنا نشعر به خلال السنوات الماضية، حيث كانت ترتفع درجات الحرارة كل عام عن سابقه، وصولاً إلى هذا العام الذي سجّلت به بعض الدول ارتفاعات وأرقام غير مسبوقة، وما نتج عن ذلك من وفيات”.

وتابع: “إضافةً إلى الحرائق الهائلة للغابات في معظم دول العالم، الفيضانات.. وغير ذلك، وكل هذا ناتج عن الاضطراب المناخي المرتبط بزيادة نسب انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون، علماً أن هناك دول ستغرق وتمحى عن الخارطة بالكامل بحلول عام 2050”.

ونوّه العصيري: “نحن لا نتدخّل باختصاص الأرصاد الجوية، وحالة الجو ليومين أو ثلاثة أيام قادمة، وإنّما لفترات طويلة نسبياً، وحسب المعطيات ستشهد سوريا دخول مبكر للصيف هذا العام، بسبب استمرار ارتفاع درجات الحرارة”.

وأكّد: “كما أننا سنشهد شتاءً مستقراً، واختلافاً في توزّع الخارطة المطريّة، والتي ستكون مختلفة عمّا اعتدنا عليه”.

وتابع: “ستأتي أيام ستؤدي غزارة الأمطار فيها إلى تسجيل نسب مرتفعة من الهطولات، إضافةً إلى السيول، ونتوقّع ألّا نشهد فيضانات خطيرة، ولكن هذا متوقّع في دول الجوار كالعراق مثلاً”.

وأوضح: “لن نشهد شتاءً اعتيادياً، أي أن سمته العامة منخفضات وأيام ماطرة كما هو متعارف عليه، وإنما استقرار يتخلله أمطار غزيرة في بعض الأيام، وأيام باردة وقارصة لكنها متقطعة”.

ونوّه: “أعود وأكرر هذا ليس تنبؤ، وإنما مبني على دراسة الغلاف الجوي من خلال الأقمار الصناعية، إضافةً إلى دراسات كوكب الزهرة والشمس، ودراسات نسب غاز ثاني أوكسيد الكربون في الجو، وتجارب علميّة”.

ودعا العصيري: “كل دول العالم للتوحّد ومواجهة خطر انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون، وإلّا نحن على أبواب انقراض سادس، إذا استمر الحال على ما هو عليه حتّى عام 2050”.

وأضاف: “العلماء اليوم متحدون لمواجهة الاحتباس الحراري، لكن هذا يحتاج لإرادة من قبل بعض الدول، وخاصةً الدول المتسببة بالتلوّث الأكبر للمناخ ونسبة انبعاث ثاني أوكسيد الكربون فيها عالية جداً”.

وختم العصيري حديثه بالقول: “ندعو الإنسان لعدم العبث بالبيئة، حاول ذلك، وجاء الرد عليه قاسي جداً، فالطبيعة عندما ترد، ترد بقسوة كبيرة، والآن بدأنا نستشعر الرد المبدئي ليس إلّا، وما يحدث ما هو إلّا تمهيد لما هو قادم، فالطبيعة لا تسمح لأحد باللعب بقوانينها”.

يُذكر أن نحو 200 دولة توصّلت الشهر الماضي خلال مؤتمر المناخ “كوب 26” إلى اتّفاق عالمي لمكافحة التغيّر المناخي بعد مفاوضات صعبة استمرّت لأسبوعين، من دون أن تنجح في تبنّي ما يقوله العِلم لاحتواء الارتفاع الخطر في درجات الحرارة.

شعبان شاميه ـ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى