علوم وتكنولوجيا

“إلو أول مالو آخر” .. تعرف على شبكة “الانترنت المظلم”


يتساءل عدد كبير من مستخدمي شبكة الانترنت عن مصطلح “Deep Web”، أي الإنترنت العميق أو المظلم وهل ما يروى عنه من قصص حقيقية أم مجرد خرافات والحقيقة أنه موجود فعلاً ، حيث يوجد شبكات إنترنت كاملة تعمل بالخفاء ولا يمكن الوصول لها عن طريق أي من محركات البحث المعروفة.

تعرف شبكة الانترنت كما نستخدمها في حياتنا اليومية بإسم “Web Surface” أي “سطح الويب” وتشمل المواقع الممكن الوصول إليها بسهولة بمجرد الاتصال بالانترنت كمواقع “جوجل” و “فيسبوك” وغيرها من المواقع المعروفة.

أما ” Deep Web” فهو عالم خفي لا يخضع لأي شروط ولا لأي رقابة، ولا يمكن تعقبه أو تعقب مستخدميه ويتم استخدامه عادةً بطرق سرية وأسماء وهمية وحواسيب لا تتصل بشكل مباشر مع شبكة الإنترنت الطبيعية، حيث يتم الدخول لهذه المواقع أو لعالم “الديب ويب” عن طريق برامج خاصة تخضع لبروتوكولات معينة.

ويمكن القول أن ” Deep Web” هو عبارة عن مواقع لا يمكنك الوصول لها عن طريق المتصفحات العادية مثل “Google Chrome”، بل تحتاج لمتصفحات أخرى لا يمكن أرشفتها وتمكنك من الدخول دون الكشف عن هويتك، وأداة “The Hidden Wiki” وهي مثل البوابة الخلفية للوصول و تصفح بعض المواقع.

ويعد متصفح ” TOR” أشهر المتصفحات المستخدمة لدخول “الديب ويب” حيث تم تصميمه في البداية من قبل “البحرية الأمريكية” بهدف تأمين الحماية للاتصالات العسكرية قبل أن يطرح للاستخدام العام ويدار من قبل متطوعين ومؤسسات غير ربحية.

ويعمل ” TOR” على تشفير الاتصال كما يمنحك إمكانية فتح بعض المواقع المخفية على الانترنت عبر بروتوكول “Tor Hidden Service Protocol” وهذه المواقع تحتوي على عنوان .onion في الرابط وهي الخدمة التابعة لشبكة TOR.

ويصبح السؤال هنا “لماذا كل هذا السرية ؟ وماذا سأجد هناك؟” والجواب أن مواقع الـ”Deep Web” تقدم كل شيء خارج القانون ليس بداية من تجارة الأعضاء البشرية ولا نهاية عند تجارة الأسلحة وحتى استئجار القتلة المأجورين.

وعلى الرغم من محاولة مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI لمراقبة ذلك القسم من الشبكة العنكبوتية وضبطه، إلّا أنّ الحوادث المرعبة التي وقع الكثير من الناس ضحايا لها جراء دخولهم هذه الشبكة لم تتوقف ووصلت للتهديد و الابتزاز، وأحياناً لدرجة القتل.

هناك روابط داخل الشبكة تسري الأمور بعد الضغط عليها بطبيعية، ولكنها في الحقيقة تُفعل كاميرا الحاسوب وبذلك يستطيع المخترق أن يعرف هوية المستخدم وصورته وأن ينقل بث حي لما يفعله.

ونقل عن أحد المستخدمين قوله “نشرت تعليقاً على فيديو، وعندما عدت إلى تلك الصفحة لمشاهدة الفيديو في وقت لاحق، رد أحدهم على تعليقي قائلاً: “هذا رائع جداً يا سيد (اسمي الكامل)”.

وتعرض بعض المواقع الثغرات الأمنية داخل المواقع الكبرى وبيع هذه الثغرات لمن يريد كما تبيع الفيروسات والبرمجيات الخبيثة كـ”فيروس الفدية” وغيره من الفيروسات المدمرة.

وتمكن مواقع أخرى المستخدمين من الحصول على هوية أو جواز سفر مزورين أو أية أوراق رسمية من جهة محلية أو دولية في بلد معين كالشهادات الجامعية المزورة.

وتسهل مواقع داخل الشبكة عمليات بيع العملات المزورة فبعض من تلك المواقع تعرض العملة المزورة من فئة 1000 دولار مقابل 300 دولار علاوة على أن هذه العملات تتجاوز فحص الأموال بسهولة.

ولعل الحصول على سلاح مرخص قانونياً يعد أمراً سهل نسبياً إلا أنه لا يمكنك من الحصول حتى على الأسلحة المخصصة للاستخدام العسكري فكافة أنواع الأسلحة والقنابل موجودة، مع “إمكانية التوصيل” والدفع بعملة BitCoin الرقمية.

كما تتضمن الشبكة مواقع مخصصة لتجارة المخدرات مثل موقع “Silk Road” الذي تفوق بالمبيعات على سوق “أمازون” الالكتروني المعروف قبل أن تتم السيطرة عليه و إغلاقه من قبل الشرطة عدة مرات، لكن سرعان ما افتتح موقع جديد تحت نفس الاسم، و تتم عمليات البيع و الشراء بعملة BitCoin أيضاً.

كما تحتوي على مواقع لبيع الأعضاء البشرية التي تكون مسروقة أو حصل عليها بطرق غير شرعية حيث يصل سعر العضو إلى ما يقارب الـ200 ألف دولار.

وتعرض الشبكة عبر مواقعها إعلانات عن قاتلين مأجورين، خدماتهم مكلفة تتزايد حسب طبيعة الهدف و يتم الدفع بعملة BitCoin، و الترتيب من الأقل إلى الأكثر: المدنيين – الشرطة – السياسيين – الأطفال.

وبحسب بعض المستخدمين، فإن الشبكة تحتوي على أشياء مرعبة ومقرفة في الوقت نفسه كـ”الغرفة الحمراء” المصممة حرفياً للتعذيب الجسدي للبشر من كافة الأجناس والأعمار، حيث يقام مزاد علني يقرر فيه كيفية تعذيب الشخص و اختيار طريقة موته.

يبلغ محتوى شبكة ” Deep Web” مايقارب خمسة أضعاف محتوى “سطح الويب” المستخدم يومياً، وعلى الرغم من إغراء الدخول إلى هذا العالم الخفي إلا أن الحذر واجب في هذه الحالة فاحتمالية التعرض للقرصنة عالية في أغلب مواقعها عدا عما يوجد فيها من محتوى “صادم” و “مزعج” لأغلب المستخدمين.

حمزه العاتكي – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى