العناوين الرئيسيةثقافة وفن

إطلاق مشروع سوري خاص بالتراث الدمشقي المادي واللامادي على الانترنت

أطلق مع بداية شهر نيسان الجاري مشروع أرشيف “التراث الدمشقي”، على يد الكاتبة السورية والباحثة في التراث الدمشقي والعمارة الإسلامية، هلا قصقص، وهو موقع الكتروني معني بتوثيق التراث المادي واللامادي الدمشقي.

May be an image of 1 person, standing, tree and outdoors

وحول مشروعها، قالت “قصقص”، في حديث مع تلفزيون الخبر، إن “أرشيف التراث الدمشقي” عبارة عن “مؤسسة انطلقت من كندا هدفها توثيق التراث الدمشقي بشقيه المادي واللامادي”.

وبدأت “قصقص” الأرشيف من فكرة مفادها “بضرورة إنشاء موقع بحثي يعتمد على المقالات والأبحاث الموثقة بمصادر ومراجع معتمدة، وخاصة أن الكثير من السوريين المهتمين بالتراث تفرقوا في بلدان مختلفة، وصار من الصعب اقتناء الكتاب الورقي والسفر به”.

وأردفت “من هنا نشأت الفكرة وهي التسهيل على الباحث لإيجاد معلومة من دون ضرورة اقتناء تلك المراجع والمصادر”.

وذكرت “قصقص” أن “المؤسسة بدأت عملها عن طريق إطلاق موقع إلكتروني توثيقي بحثي يُعنى بالتراث الدمشقي، وأسسته بشكل منفرد مستغرقاً ما يقارب الستة أشهر، من إنشاء الموقع، تصميم الهوية البصرية، ترتيب الأقسام وتبويبها إلى آخره من العمليات التقنية الأخرى”.

وربطت “قصقص” الموقع “بصفحات السوشال ميديا من فيسبوك وانستغرام ويوتيوب، وسيتم مشاركة جميع المقالات تباعاً على الفيسبوك.

ولاحقاً سيكون هناك سلسة فيديوهات عن دمشق ستعرض على قناة يتناول كل فيديو موقعاً أثرياً معيناً أو ربما مهنة أو فن دمشقي، لا يتجاوز الدقيقتين من الوقت، وهذا سيعزز الموقع وسيساعد في انتشاره اولاً، وجذب المتلقي ثانياً”.

وابتدعت “قصقص” في أرشيفها، هوية بصرية خاصة، وعزت ذلك إلى “منافسة المواقع العالمية المختصة بالتراث، المعتمدة على التصميم الغرافيكي لجذب المتابع”.

May be a cartoon of one or more people and text

وتضيف “من هنا قمت بدراسة الهوية البصرية بما يتناسب مع تراث دمشق الغني، ابتداءً من تصميم شعار الموقع الذي يرمز للوردة الدمشقية”.

وتكمل “قصقص” كذلك سخرت “رسوم مبسطة لبعض الأوابد الدمشقية واستخدامها في لافتات الأبواب الرئيسية. أما المقالات، فقمت بتصميم لافتة خاصة لكل مقال بخلفية ورقم، وتعبّر عن المقالة بأسلوب مبسط وملفت، ولها أيضاً تصميم خاص فيها”.

يحتوي الموقع على ست أبواب رئيسية وهي المباني التاريخية، وتقول عنه “قصقص” إنه “الباب الأكبر والأوسع والذي يقوم بتوثيق لجميع المباني الأثرية في دمشق في جميع العصور السابقة انتهاء بالعصر العثماني”.

ويضم باب المباني التاريخية على فصول مختلفة وهي: المساجد والكنائس والمدارس والخانات والحمامات والترب والمقابر والأسواق والمقاهي بالإضافة إلى البيوت والقصور.

ويشمل الباب الثاني على الفنون الشعبية، وفيه كل ما يتعلق بالفنون التي صدرت عن الدمشقيين سواء كانت فنون مرئية كمسرح خيال الظل، أو فنون محكية كالحكواتي والموسيقا وغيرها من الفنون الأخرى، كما سيتم البحث والتركيز على أسماء العائلات التي اشتهرت بهذه الفنون.

ويجد الباحث في الباب الثالث على حرف تقليدية التي اشتهر بها الدمشقيون والتي ذكرها العلامة جمال الدين القاسمي في كتابه “قاموس الصناعات الدمشقية” بالإضافة إلى رفد كل حرفة بصور توثيقية بالأبيض والأسود لتغني القارئ.

أما رابع الأبواب ففيه شخصيات وأعلام سواء كانت دمشقية أو مرت على دمشق فكان لها الأثر الكبير في حياة الدمشقيين، منهم الأمراء والولاة ورجال الدين والعلماء والأعيان بالإضافة إلى ظرفاء دمشق.

وخصص الباب الخامس لقراءة في كتاب ويتناول مقالات تحليلية عن كتب تحدثت عن التاريخ والتراث الدمشقي مع وجود خاصية تحميل بعض الكتب والمصادر القديمة التي يمكن لأي باحث أن يستفيد منها، وسيتم أيضاً تحميل بعض الكتب الجديدة بعد الحصول على موافقة الكتّاب.

وآخر أبواب الموقع عبارة عن أرشيف غني للصور يضم ثلاثة فصول وهي: أرشيف الصور القديمة بالأبيض والأسود، وأرشيف الصور القديمة التي تم تلوينها من قبل مختصين محترفين، وأرشيف الصور الحديثة الملونة. مع شرح مبسط عن كل صورة وتحديد مصدرها وهويتها ومكانها.

وترى “قصقص” أن “أي مجتمع يريد أن يظل متجدداً، عليه أن يعيد اكتشاف نفسه من وقت لآخر، وربما الطريقة الوحيدة لهذا، هي البقاء على صلة وثيقة مع التاريخ، فالشيء المؤكد هو أننا إذا كنا لانعرف التاريخ، فلن نعرف أنفسنا أبداً”.

وتضيف “مجتمعنا مجتمع منفتح يضم مختلف أنواع النسيج الدمشقي، والعضوية مفتوحة للجميع، نحن هنا في الأرشيف لتبادل المعرفة على أمل إثراء فهمنا المتبادل للتاريخ الدمشقي.

وعن الباحثين المشاركين في أرشفة التراث المادي، شاركت “قصقص” مع كل من “عماد الأرمشي الذي له فضل كبير على توثيق الآثار المعمارية لمدينة دمشق، والياس بولاد، وهو من يقوم بتغطية تاريخ دمشق بما يخص كنائسها وأعلامها من رجال الدين المسيحي. ونبيلة القوصي، التي تغطي أعلام دمشق من أمراء وولاة وعلماء ورجال دين. وغيرهم من الباحثين”.

ولفتت “قصقص” إلى أن “الباب مفتوح لأي باحث يرغب بنشر مقالاته على موقع أرشيف التراث الدمشقي”.

الجدير بالذكر أن الباحثة هلا قصقص لها خمسة مؤلفات من الكتب وعدة أبحاث منشورة في مجلات بحثية عربية محكمة، تعنى بالتراث الدمشقي والعمارة الإسلامية.

لين السعدي – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى