فلاش

إدلب والباصات الخضر .. حكاية حرب كيف ستنتهي ؟

مع كل اتفاق تسوية أو مصالحة بين الحكومة السورية والمسلحين المتشددين في أي منطقة تبرز مدينة إدلب كوجهة للمسلحين الذين لا يريدون تسوية أوضاعهم، حيث يبرز أيضا اسم “الباص الأخضر” الذي يتم عن طريقه نقل المسلحين.

وتشهد إدلب حالياً “زحمة مسلحين” يتبعون لمنابع مختلفة، من مقاتلين من داخل سوريا وخارجها ومن مذاهب وحركات وجنسيات مختلفة كالوهابية والاخوان المسلمين والتركستان والشيشان والسعوديون وغيرهم، التي لا تستطيع بأي شكل من الأشكال الاندماج مع بعضها البعض، “اللهم إلا إذا اجتمعوا في معركة واحدة ضد الحكومة السورية”، كما يقولون.

ونتيجة لذلك شهدت إدلب وريفها شتى أنواع الاندماجات والانفصالات والاقتتالات الداخلية والتصفيات بين التنظيمات المنتاحرة، وانتشرت في إدلب وريفها “موضة” الاغتيالات والعبوات الناسفة، علماً أن ما يعرف بـ “جيش الفتح”، المؤلف من عدة عناصر تابعة لعدة تنظيمات، هو من يحتل إدلب.

السبب الأهم لكون إدلب هي الوجهة المفضلة لمسلحي التنظيمات المتشددة هو أن المدينة هي الوحيدة الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية بكلها وريفها، ويساعدها في ذلك أنها على الحدود مع تركيا التي تمول العديد من هذه التنظيمات.

وبعض عناصر التنظيمات المتشددة التي تم الاتفاق على ترحيلها من مناطق التسويات والمصالحات، اختارت إدلب “كمستقر لها ولعملياتها”، كما مسلحي “داريا” الذين شاركوا فور وصولهم بمعركة “مروان حديد” التي شنتها تنظيمات متشددة على مدينة حلب أواخر 2016.

وحقيقة أن إدلب على الحدود مع تركيا يعني أنها أصبحت الممر الوحيد لعناصر هذه التنظيمات من الذين يريدون ترك السلاح وإما الهجرة باتجاه أوروبا أو الاستقرار في تركيا نفسها، بخلاف الرقة التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” أو ريفي الحسكة ودير الزور اللذان تسيطر عليهما “القوات الكردية”، أما ريف حلب الشمالي “مشكل ملون”.

وعند كل اتفاق تسوية أو متصالحة وترحيل يظل سؤال معلق يطرح نفسه، ما هو مصير مدينة إدلب أخيرا؟، وفرضاً تمت تسوية في إدلب، أين سيذهب كل هؤلاء المسلحون الذين وفدوا إليها؟، بمعنى أن الباصات الخضراء إذا ما خرجت يوماً من إدلب أين يجب أن تستقر؟.

علاء الخطيب – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى