سياسة

أين ذهبت الصواريخ الأمريكية الـ 36 التي لم تصل لقاعدة الشعيرات ؟

قامت الولايات المتحدة الأمريكية بعدوان على سوريا مستهدفة، بحسب تصريحات مسؤوليها وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي، قاعدة الشعيرات الجوية بـ 59 صاروخا، وصل منها 23 فقط، فيما “ضاع” 36 أخرين.

وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء “إيغور كوناشينكوف” أن “من بين 59 صاروخاً مجنحا تم إطلاقها من المدمرتين الأمريكيتين “روس” و”بورتير” لم يصل إلى قاعدة الشعيرات السورية إلا 23 صاروخاً”.

ومرت عدة أيام بعد العدوان الأمريكي ولم يعرف مصير “الصواريخ الضايعة” الـ 36، وتوالت التحليلات والتخمينات والروايات والقصص التي مال بعضها نحو “الرومانسية الحالمة” ومنها من بدأ أكثر واقعية، ولكن أغلب هذه الروايات أتى في إطار الكوميديا السوداء التي استقرت في سوريا بعد 7 سنين حرب.

ويجمع أغلب السوريين على أن الصواريخ التي قصفت بها الولايات المتحدة سوريا هي سابقة الدفع، أي أن الأمريكان سبق وأن “قبضوا حقها” من جهة ما، اتفق أغلبهم أنها السعودية، أو كما سماها يوماً ما الرئيس الأمريكي ترامب في حملته الانتخابية “البقرة الحلابة”.

ويقول سوريون أنه باعتبار أن السعودية دفعت ثمن الصواريخ الـ 59 التي أعلن البنتاغون عنها، وباعتبار أن السعودية هي “قطر عربي شقيق”، وفي ظل التأكيدات الرسمية السورية والروسية وحتى الأمريكية على أن 23 صاروخاً فقط سقط على الشعيرات، سارع السوريون لتحذير السعوديين من “خازوق” امريكي تمثل بسرقة “حق” 36 صاروخاً لم يطلقوا أبداً.

وتعد هذه الرواية الأكثر تصديقاً في صفوف السوريين، فالولايات المتحدة قامت بإطلاق 23 صاروخاً فقط، فيما أعلنت عن إطلاقها 59 صاروخاً و”قبضت حقها”، وبذلك تكون السعودية دفعت ثمن 59 صاروخاً، أطلق الأمريكان منها 23 و”ضبوا البقية بجيبتن”، خصوصاً بعد معرفة أن الرئيس الأمريكي له أسهم في الشركة المصنعة لصواريخ “توماهوك” التي قصفت بها قاعدة الشعيرات.

وعطفاً على هذه الرواية، وفي رواية قريبة منها، يقول سوريون أن الأمريكان بالفعل أطلقوا 59 صاروخاً، وبالفعل وصل 23 صاروخاً فقط، وبالفعل هناك 36 صاروخاً مفقوداً، والسبب أن الأمريكان أطلقوا صواريخاً قديمة “حشوتها مرطبة”، وسقطت في البحر “لحالا”.

فيما تبنت إحدى الروايات قصة إسقاط الدفاعات الجوية الروسية للصواريخ الـ 36 في عرض البحر المتوسط قبل وصولها للأراضي السورية، وهو ما نفاه المسؤولون الروس غير مرة، مؤكدين أن الأمريكان أطلعوهم على العدوان قبل حدوثه.

وتناقلت بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر بقايا معدنية قالوا أنها لصواريخ “توماهوك” الأمريكية في عدة قرى وبلدات في محافظة طرطوس كبلدة كرتو.

وزعم ناشطون أخرون “سقوط 12 صاروخاً في ريف اللاذقية”، الشيء الوحيد المؤكد هو أن هناك صواريخ أصابت قرى قريبة من قاعدة الشعيرات في حمص وأصابت مدنيين بينهم أطفال.

وتتبنى إحدى الروايات نظرية أن تكون الدفاعات الجوية السورية أسقطت الصواريخ الـ 36، ويعللون ذلك بحقيقة أن الروس تبلغوا من الأمريكان بوقت القصف وبطبيعة الحال نقل الروس ذلك للقيادة السورية، التي سحبت العناصر والذخيرة والطائرات، خصوصاً “السوخوي”، وبقي عدة عناصر مع منطومة دفاع جوي في مهمة استشهادية، استطاعت التصدي لعدة صواريخ قبل استهدافها واستشهاد العناصر.

ولم يصدر أي تصريح رسمي سوري أو روسي بخصوص تصدي الدفاعات الجوية السورية للصواريخ الأمريكية، واقتصر تصريح القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة بالتأكيد على العدوان وتوقيته وعدد الشهداء.

إلى ذلك، ستبقى قصص وروايات الصواريخ الـ 36 “الضايعة” معلقة، حتى يعلن أحد الأطراف عن القصة الحقيقية، التي يؤمن السوريون وكثيرون حول العالم أنها لن تخرج للعلن أبداً، كغيرها من القصص التي يضفي الغموض عليها صبغة “الأكشن” المثيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى