العناوين الرئيسيةفلاش

أول مدينة فرضت ارتداء الكمامات في سوريا .. اللاذقية : المدينة المثال والمركب الواحد

لليوم الثاني منذ بدء فرض ارتداء الكمامة على العاملين والمراجعين للجهات العامة وعلى السائقين في وسائل النقل العامة، ينأى الشارع بأغلبيته عن أي تعميم أو قرار يفرض الكمامة التي لا تزال تغرد خارج حسابات تقنين المواطنين التي تصرف الكثير والقليل على أشياء ثانوية، و(تدقر) على ٢٠٠ ليرة ثمن كمامة.

حسب الوجهة والغاية، انقسم الشارع اللاذقاني بين أشخاص يرتدون الكمامة لأنهم بصدد دخول جهةعامة أو طلبة يتوجهون لجامعاتهم لتقديم امتحاناتهم، أو سائقي سرافيس وتكاسي يخشون مخالفة لا على البال ولا ع الخاطر.

وعلى المقلب الآخر، انتشر بشكل واضح ارتداء الكمامات بشكل طوعي بين المارة، وعادت اللاذقية إلى أيامها الأولى، التي أبدت حضارية ملفتة، عرفت بها المدينة الساحلية، الغافية على كتف الجمال، وكتف الفقر.

فيما عدا هؤلاء فإن معظم الشارع اللاذقاني يسير على السبحانية، بدون كمامة، وبدون إجراءات احترازية، فأي تباعد مكاني أمام سرفيس يأتي من غامض علمه لعشرات الركاب المنتظرين الذين بلمح البصر يصبحون جميعهم أمام باب السرافيس (يطاحشون) للظفر بمقعد.

والأنكى هو ما يقوم به السائق عندما يطلب من الركاب أن يتقاربوا مكانياً فيما بينهم حتى يستطيع أن يجلس راكب رابع إلى جانبهم في المقعد المخصص أصلاً لثلاثة ركاب.

وحتى باصات النقل الداخلي عادت كقطرميز المكدوس، فالركاب الواقفين أكثر من الجالسين ومعظمهم لا يرتدي الكمامة، وآخر شيء يهتمون لأجله هو أن يصابوا بفيروس كورونا.

نبيل رجل خمسيني لا يرتدي كمامة، ويعلل ذلك بقوله لتلفزيون الخبر: “لدي عائلة مؤلفة من ٦ اشخاص، فإذا كل فرد سيشتري كمامة فاننا بحاجة إلى ميزانية خاصة للكمامة، ناهيك عن الكحول التي أصبح سعر العبوة الصغيرة ٣٠٠٠ ليرة”.

فيما تختصر السيدة الأربعينية أم أيهم كل القصة بقولها: “لا أخشى فيروس(كورونا) لأنه مجرد انفلونزا تؤثر على المرضى بحسب مناعتهم”، مضيفة: ” بالنهاية مابيصير غير اللي كاتبو الله بكمامة أو بدونها”.

نغم طالبة جامعية ترتدي كمامة وبيدها علبة كحول صغيرة، ترى أن الجميع بالنهاية سيصابون بكورونا، لكن ارتداء الكمامة واستعمال الكحول والالتزام بالاجراءات يقلل من حجم الإصابة”.

من جانبه، أبو حسين رجل ستيني يعمل سائق تكسي، يرتدي الكمامة، ويقول متذمراً لتلفزيون الخبر: “كل ساعة أقف إلى جانب الطريق وأخلع الكمامة عن وجهي لأنها تشعرني بضيق النفس، ثم أعيدها مجدداً”.

وأضاف: “لولا أن يخالفني شرطي المرور لما ارتديت الكمامة، لأنه بدون مخالفة ما عم توفي معنا وما عم نقدر نصلح الأعطال التي تصيب السيارة”.

ابو حسين يظن أن هناك مخالفة فيرتدي كمامة، في الوقت الذي يعرف فيه دريد سائق سرفيس انه لا توجد مخالفة حتى الآن ولذلك لا يرتدي كمامة، ويؤكد للخبر “عندما يصبح هناك مخالفة، سنتقيد بارتداء الكمامة فيها داخل الكراج”.

بدوره، قال عضو المكتب التنفيذي لمجلس محافظة اللاذقية عن قطاع النقل مالك الخير لتلفزيون الخبر: “لا يوجد حتى الآن أي قرار ينص على غرامة مالية بحق المخالفين الذين لا يرتدون كمامة”.

وأضاف الخير: “أصدر المحافظ تعميماً حول منع دخول أي جهة عامة دون ارتداء كمامة سواء من المراجعين أو من العاملين في هذه الجهات، لكن بدون فرض مخالفة مالية”.

وتابع الخير: “ندرس حالياً دعوة مجلس المحافظة بشكل طارئ لتحديد غرامة مالية لمخالفي ارتداء الكمامة سواء من السائقين أو من العاملين أو من المراجعين للجهات العامة”.

وكانت محافظة اللاذقية السباقة بإصدار تعميم حول إلزام عاملي ومراجعي الجهات العامة بارتداء الكمامة، ابتداءاً من بداية الدوام الرسمي بعد عطلة العيد، وذلك حرصاً على السلامة العامة للمواطنين، وفي إطار الاجراءات الحكومية للتصدي لانتشار كورونا.

“مستر كوفي” محل إسبريسو، مقابل باب جامعة تشرين، وضع سلة، ملأها بالكمامات، على واجهة المحل: وكتب عليها “ صحتكم تهمنا.. كمامتك هدية من عنا”، ساعدت هذه المبادرة الفردية عدد كبير من طلاب الجامعة على دخول الامتحان، في أول أيامه،ربما في إشارة تذكيرية تقول ما لا يجب أن يغيب عن البال، وهو أن الجميع أن المركب واحد،

تلفزيون الخبر – اللاذقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى