فلاش

أهالي قرية “ذيادة العليا” بريف طرطوس يشتكون من الإهمال

اشتكى عدد من أهالي قرية “ذياده العليا” بريف طرطوس عبر تلفزيون الخبر من إهمال المعنيين للنواحي الخدمية في قريتهم، أبرزها عدم وجود شبكة للصرف الصحي في القرية، وسوء الطرقات فيها.

وأوضح المشتكون لتلفزيون الخبر أن “قريتهم التي تبعد عن مدينة طرطوس 20 كم، والتي تقع على طريق حمص القديم المتفرع من خط لبنان، منسية من قبل المعنيين بعدة نواحي خدمية”.

وأشار المشتكون إلى أنه “لا يوجد شبكة للصرف الصحي في القرية” لافتين إلى أنه “عند هطول الأمطار تفيض الحفر الفنية وتنبعث الروائح الكريهة منها، لتنتشر في أرجاء القرية ما يسبب ضرراً كبيراً على صحة الأهالي”.

وأفاد المشتكون بأنه “بالرغم من التوسع العمراني للقرية إلا أنها مهملة جدا خدميا”، مضيفين أن “للقرية خمسة مداخل وجميع الطرقات فيها سيئة، ولا يوجد سرفيس يخدم القرية”.

وبيّن المشتكون أن “المسؤول عن القرية خدمياً بلدية عين الزرقا (المنطار)، إلا أنهم قاموا بمناشدة البلدية أكثر من مرة، ولكنهم لم يلقوا أذن صاغية من قبلها لسماع طلباتهم”.

ولفت المشتكون إلى أنه “كل عام نسمع من البلدية أن هناك مخصصات لإصلاح بعض النواحي الخدمية في القرية، إلا أننا نتفاجأ بأنها ذهبت لأماكن أخرى”.

وأشار المشتكون إلى أن “شبكة الكهرباء سيئة جدا في قريتهم مقارنة مع القرى المجاورة التي لا تنقطع عنها أبداً، ومن بينها قرية المنطار بسبب وجود المطاحن، وقرية الجماسة لوجود منزل أحد المسؤولين فيها”.

وأضاف المشتكون أن “سكان القرية يضطرون لاستئجار سيارات توصيل لقرية المنطار بمبلغ 500 ليرة رغم أن المسافة بين القرية والمنطار لا تتجاوز 3 كم”.

ونوّه المشتكون إلى أن “ذلك يخلق معاناة كبيرة في التنقل لدى أولادنا في الجامعات والوظائف، وأن الكثير منهم يحاول أن يغادر القرية لتلك الأسباب”.

بدوره، أوضح رئيس بلدية عين الزرقا (المنطار) عماد التيشوري لتلفزيون الخبر أن “التوسع العمراني في قرية ذياده العليا حصل على أراضي زراعية خارج التنظيم وبشكل عشوائي” لافتاً إلى أن “التجمع السكني أصبح اسمه قرية بمساعي البلدية والمخترة بشكل عام”.

وأضاف التيشوري “لاحقاً أصبح هناك مخطط تنظيمي من قبل البلدية، وذلك بإنشاء تنظيم لهذا التجمع السكني وهذا بحد ذاته إنجاز أول للبلدية”، مشيراً إلى أن “هناك مشاريع مدروسة للصرف الصحي من قبل البلدية، وتم مراسلة المحافظة بها”.

وأردف التيشوري أنه “تمت الموافقة عام 2018 بتمويلها من الموازنة المستقلة للمحافظة، وهي جاهزة للتنفيذ فور ورود إيعاز بتوفير المبلغ”، موضحاً أن “إصلاح هذا الموضوع متعلق ليس فقط بإمكانيات البلدية، لأن التوسع الجغرافي الهائل للمنازل يحتاج لميزانية ضخمة هائلة لتخديم شبكة الصرف الصحي”.

وأفاد رئيس البلدية بأنه “قمنا بدراسة المحاور الأساسية لموضوع الصرف الصحي وجاهزة للتنفيذ، ولكن يلزمها تمويل من الموازنة المستقلة للمحافظة”.

أما فيما يتعلق بالطرق، أوضح التيشوري ” أن بلدية عين الزرقا قامت بتنفيذ العام الماضي 1000 متر طول في القرية كمدخل رئيسي وطريق يخدّم المدرسة، وتم تمويل المشروع من الموازنة المستقلة”.

وبيّن التيشوري أن “للقرية خمسة مداخل تم تأهيل وتخديم مدخلين منها بشكل جيد ” لافتا إلى أنه “لا يمكن قيام البلدية بأكثر من ذلك بالنسبة لقرية تعدادها السكني لا يتجاوز 800 نسمة، انتشرت في القرية بشكل عشوائي”.

وأفاد التيشوري بأن “أغلب الطرق في القرية زراعية، والذي بالإمكان أن تقوم به البلدية لا تقصر” مضيفاً أنه “من حق الناس أن تشتكي، ولكن البلدية لديها إمكانيات محددة لا تستطيع تجاوزها في ظل المتطلبات الكبيرة جداً”.

وأشار رئيس البلدية إلى أن “خطوط السرافيس تسير في محاور رئيسية لا تدخل إلى القرى، وهذه مسألة شخصية خاصة”، لافتاً إلى أنه “لا يمكننا أن نقوم بتغيير خط السرفيس الرئيسي”.
وأردف التيشوري أن “السرافيس تصل إلى بوابة القرية والمدرسة، كما تصل إلى الحميدية وغيرها” مضيفاً “أما أن تدخل إلى القرية فلم تحصل لا فيها ولا في غيرها”.

ولفت التيشوري أنه “يوجد عدة مرسلات مع المحافظة، وتم تأجيل عدد من مشاريع العام الماضي إلى العام الحالي، وإلى الآن لم يحصل شيء” .

أما فيما يخص الكهرباء، أوضح التيشوري أنه “يوجد منازل مربوطة على خط التوتر العالي الذي بدوره يغذي مطاحن خاصة بالجيش (سارة والعالمية) والتي أبرمت عقد مع وزارة الكهرباء بتغذية متواصلة على مدار الساعة”، مشيراً إلى أن “هذا الموضوع تم طرحه لأكثر من مرة دون حل، لأنها شبكة خط توتر عالي لا يمكن أن تنفصل وهذا هو السبب”.

من جانبه أفاد عضو المكتب التنفيذي لقطاع الصرف الصحي والبلديات في محافظة طرطوس جابر حسن لتلفزيون الخبر بأن “أهالي القرية يجب أن يقدموا كتاب للبلدية، وفي حال لم يتم التجاوب، نوجه بدورنا دراسة فنية للموضوع ودراسة إمكانيات التخديم”.

وأضاف حسن أنه “في حال لم يكن هناك إشكالية فنية، وتم الحصول على موافقة مؤسسة المياه سنسعى لتخديم القرية والقرى المماثلة لوضعها”.

وأوضح حسن أنه “سيتم توجيه المجلس المحلي في البلدية لوضع موضوع القرية ضمن خططه ودراسته، وفي حال عدم وجود اعتماد من الموازنة المستقلة أو من وزارة الموارد المائية، سنقوم بإعطائهم إعانة لتنفيذ الموضوع، لكنه يحتاج لدراسة واعتماد”.

وأفاد حسن بأنه “ضمن المناطق السهلية ترتفع نسبة خطر الإصابة بالأمراض نتيجة الصرف الصحي، والمحافظة تسعى في مجال الصرف الصحي والطبي وتوليه اهتماماتها وأولويتها”.

من جهته، أوضح عضو المكتب التنفيذي لقطاع الخدمات والطرق أكرم عبد الجليل في محافظة طرطوس أن “مضمون الشكوى فيما يخص طرقات القرية المذكورة، لم يتم مراجعتنا فيه لا من قبل مجلس المحافظة أو من أعضاء اللجنة أو من أحد أهالي القرية، ويُذكر للمرة الأولى”.

وبيّن عبد الجليل أنه “إذا تم توجيه الشكوى للبلدية فالموضوع تابع لخدمات بلدية عين الزرقا، والخدمات الفنية خارج عن اختصاصها”، مشيراً إلى أنه “سيتم إجراء جولة على القرية ومتابعة الشكوى على أرض الواقع وتلبية المواطنين وحصر الموضوع ومعالجته”.

يُشار إلى أن قرية “ذياده العليا” منطقة سهلية، نسبة المياه الجوفية فيها ترتفع بشكل كبير خلال فصل الشتاء، مما يسبب انسداد الحفر الفنية وفيضانها في شوارع القرية، والذي يشكل تلوث بيئي وخطر صحي على سكان القرية.

علي رحال – تلفزيون الخبر – طرطوس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى