سوريين عن جد

أم قيس .. “مختار ناجح” لقرية المرحة في مصياف منذ أكثر من خمس سنوات

أصبح من المألوف أن تشغل المرأة مناصب قيادية في جميع المجالات ضمن المجتمع وأن تحقق النجاح في عملها مهما كانت صعوبته ومهما تطلب جهد وتعب.

ولطالما كانت المرأة في مجتمعنا تقف جنباً إلى جنب مع الرجل في كافة المجالات حتى تلك التي اعتبرت عبر التاريخ حكراً على الرجال.

هذا ما دفع السيدة نهيدة العلي أم قيس لتكون المرأة الأولى التي كسرت التقاليد وأصبحت مختاراً لقرية المرحة التابعة لناحية وادي العيون في مصياف بريف حماة منذ أكثر من خمس سنوات.

تقول المختار نهيدة العلي خلال حديثها لتلفزيون الخبر أن “الفكرة لم تكن موجودة بداية وأصبحت مختار القرية عن طريق الصدفة”.

وتابعت العلي “عند تغيير المختار السابق بحث الأهالي عن شخص ليحل محله وبحسب القانون يجب أن يكون المختار حائزاً على شهادة التعليم الأساسي”.

و تتابع السيدة نهيدة للصدفة، أن “الوجهاء وكبار القرية لم يكن معهم الشهادة المطلوبة لأن معظمهم متطوعون في الجيش”.

وأردفت “أثناء إحدى النقاشات تم طرح فكرة أن يكون المختار امرأة، حينها قال رئيس البلدية أن القوانين والأنظمة لا تمنع أن يكون المختار امرأة”.

تضيف أم قيس “بدأ حينها أهل القرية بالبحث عن المرأة المناسبة وقاموا بترشيحي وتشجيعي ودعمي وكانت المخترة من نصيبي حيث كنت السيدة الوحيدة المرشحة لشغل المنصب المحلي و الاجتماعي في قريتي”.

تشرح السيدة نهيدة لتلفزيون الخبر طبيعة عملها في المخترة قائلاً “من المفروض أن يتدخل المختار بكل ما يهم أهالي قريته، أنا أتابع أعمال القرية ومنها ما يتطلب التوجه إلى مصياف أو حماة أو دمشق حتى”.

وأضافت “كل ذلك لمتابعة أي شيء يخص القرية فالمختار يستطيع طرق باب أي مسؤول لمعالجة مشاكل قريته و في طبيعة الحال يوجد مخاتير فاعلين ويوجد مخاتير دورهم ضعيف وغير فاعلين بحسب “أم قيس”.

تتابع: “قابلت السيدة الأولى في إحدى المرات كأول مختار في سوريا وناقشت إحدى المشاكل التي تعد من أكبر هموم أهل القرية وتتعلق بالأراضي الزراعية العائدة للأهالي والتي اعتبرت وسجلت كأملاك الدولة نتيجة قرار ظالم بحق الأهالي”.

وعن تعاملها مع المواقف الصعبة والمشكلات التي تعترضها أثناء القيام بأعمالها، تقول أم قيس: “عند التعرض لمواقف محيرة استعين بأشخاص كان لهم فضل كبير علي كمختار مصياف”.

وأردفت: “منذ بداية استلامي علمني مختار مصياف إياس الملوحي مهام المختار وواجباته وكيفية التعامل مع أي موقف أو عارض، ولحد الآن أستشيره في بعض الأمور الجديدة التي لم تمر معي من سابقاً”.

وعن تعرضها لمضايقات أو استفزازات من الرجال في القرية بسبب استلامها للمخترة باعتبارها وظيفة ذكورية تصف المختارة نهيدة ذلك “تعرضت أحياناً لحالات من عدم الرضى من قبل بعض الأشخاص لكوني أنا مختارة القرية”.

وتتابع “أحد الأشخاص قالها لي صراحة بأنه لن يرضى ان يكون مختار القرية امرأة ولكن هذه الحالات دفعتني لأقدم أفضل ما عندي في خدمة قريتي “.

وفيما يتعلق بالتعارض بين مسؤوليتها في منزلها وعمل المخترة، تنفي العلي ذلك وتقول “لا يوجد تعارض بين عملي كمختار وبين منزلي وزوجي وأولادي، وزوجي أول من رشحني ويدعمني دوماً لخدمة الناس والقرية، أولادي شباب ولا يوجد لدي أطفال صغار لأتقيد بهم”.

محمد الأسعد – تلفزيون الخبر – حماة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى