موجوعين

أم رهف .. حكاية كل امرأة ديرية خذلناها

لايزال السكان المحاصرون في أحياء دير الزور منذ أكثر من عامين يعانون يوما بعد يوم من ويلات الحصار الخانق والموت البطيء وسوء الأوضاع الإقتصادية والإنسانية، في ظل البطالة والفقر واشتداد وطأة الحصار خلال هذه الأعوام.

أم رهف ، إمراة من سكان حي الجورة ، قال لتلفزيون الخبر “أعيش انا وزوجي ووالدته وطفلتي حياة صعبة ومريرة ولاتطاق من كل نواحي الحياة، فأنا ربة منزل وزوجي عاطل عن العمل منذ عامين ويعاني من مرض القلب وإرتفاع في ضغط الدم ويحتاج لدواء مميع للدم وحب يوضع تحت اللسان وهومفقود بشكل نهائي، ممايجعل وضعه يزداد سوءا”.

وتابعت أم رهف بمزيد من الألم “منذ مرض زوجي وأنا أوصل الليل بالنهار من أجل جلب بعض النقود التي تؤمن قوت يومنا من خبز وحطب للطبخ وشحن البطارية للإنارة وتعبئة المياه في أيام الضخ”.

وأضافت أم رهف “والدة زوجي تعيش معنا وهي مقعدة وتعاني من مرض السكر والضغط وتسرع في القلب ويبلغ عمرها 80 عام ودوائها اللازم مفقود أيضا وبات تأمينه مستحيل”.

وتابعت “لدي طفلتين رهف ابنة 11عام ورغد ابنة 10 أعوام تعانيان من فقر الدم واليرقان وانا لا أستطيع تلبية أي حاجة من حاجاتهن أو حتى شراء قطعة من البسكويت او الحلوى لهن، فانا بالكاد استطعت تأمين قلم ودفتر لكل واحدة منهن وكيسان من القماش تستخدمانه كحقيبة من أجل المدرسة”.

وقالت أم رهف “الخبز أصبح طعامنا اليومي وفي أحسن أحوالنا أقوم بطهي شوربة العدس أوالبرغل حسب توفر الحطب وحسب ثمنه الأمر الذي جعلني أحرق الملابس القديمة وأكياس النايلون للطهي وتسخين المياه للنظافة”.

بالنسبة لوضعها الصحي، قالت أم رهف “أعاني من فرط في الهرمونات الذكورية جعلت الشعر ينمو بغزارة في جسدي ووجهي كما وسببت لي حساسية مفرطة أهلكت جسدي وصحتي ومنعتني في أيام كثيرة من النوم ليلا فلجأت إلى مستوصف الهلال الأحمر حيث قامو بإعطائي دواء مضاد للحساسية سبب لي النوم لساعات طويلة وفتح شهيتي للطعام وهذه تعتبر اكبر كارثة بالنسبة لي”.

وأضافت أم رهف ليس لدينا اي معيل ونعتمد بشكل كامل على المساعدات التي توزعها منظمة الهلال الأحمر بين الحين والآخر.
وأوضحت “الوضع أصبح في هذه المدينة المحاصرة من كل شيء لايطاق ولم أعد قادرة على تحمل هذا الألم والجوع الذي جعلنا نفقد أعصابنا معظم الأحيان بسب ضيق الحال فزوجي يصرخ إما من الألم أو الجوع وأنا أصرخ في وجه طفلتي من ضيق حالي، وأصبحت أكبر أمنياتي أن أخرج من هذه المدينة التي مات فيها كل شيء”.

يذكر أن أكثر من مئة ألف مواطن يعيشون معاناة لاتوصف وحياة صعبة في مدينة حاصرها الجوع والألم وأنهكها الحصار الذي أطبق على أنفاس سكانها.

حلا المشهور – دير الزور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى