محليات

ألواح الطاقة الشمسية “ توحد “ أشكال الدوارات في حلب

تنتشر في مدينة حلب طريقة جديدة لإنارة شوارع المدينة المظلمة منذ 5 سنوات، وإشارات مرورها، وبعض ساحاتها، وهي الإنارة عبر الطاقة الشمسية، والتي لاقت استحسان من قبل الأهالي، بإعتبارها تذكرهم بأيام ما قبل الحرب عندما كانت شوارع حلب ، لا تنام .

وترى في كل ساحة (دوار) في مدينة حلب ألواح الطاقة الشمسية مرتفعة في المنتصف، والتي يبدو أنها أصبحت رمزاً موحداً لكافة مستديرات المدينة، وبديلاً عن الأعمال المقامة فيها.

“دوار الصخرة نفسو دوار العمارة نفسو دوار شارع النيل أو دوار البولمان أو حتى ساحة الجامعة”، فكتاب عمر أبو ريشة والصخرة المرتفعة بالمياه كلها أصبحت متشابهة ، ولم تعد ترى أمام ألواح الطاقة الشمسية التي أصبحت إحدى مفرزات الحرب تشهد على ما تعرضت له المدينة من ويلات وما تعانيه من إهمال خدمي.

وتساعد الألواح الشمسية المنتشرة على تأمين التيار الكهربائي البديل لإنارة الشوارع وإشارات المرور ولو بشكل قليل، ويستمر التيار الذي تولده هذه الألواح لحوالي منتصف الليل في بعض المناطق، ولأوقات أقل في مناطق أخرى.

وهذه الطريقة البديلة لاقت ارتياحاً نفسياً لدى الأهالي أكثر من كونها وسيلة لتشغيل إنارة الشوارع وإشارات المرور التي تنظم حركة السيارات، فالمدينة سابقاً كانت تغط في ظلام دامس منذ ساعات الليل الأولى، أما الآن فترى بعض الشوارع مضاءة حتى منتصف الليل.

وتلك الشوارع المضاءة، حتى إن كانت قليلة، تعتبر إحدى الدلائل على استمرار الحياة في مدينة حلب، وعند أهالي المدينة هي مؤشر على عودة الحياة الطبيعية للمدينة وخروج من “مود الحرب” ما أمكن.

ومدينة حلب عانت ولا زالت بشكل كبير من سوء الوضع الكهربائي فيها، طيلة سنوات الحرب التي تعيشها، واختفت الكهرباء عن المدينة بشكل كامل منذ حوالي الثلاث سنوات بعد توقف المحطة الحرارية في السفيرة عن العمل.

وعاشت مدينة حلب مجبرةً على الأمبيرات واستغلال أصحابها، وأصبح تجار الأمبيرات يعتبرون أنفسهم “وزراء” في المدينة، فمولداتهم كانت الوسيلة الوحيدة لإضاءة المدينة، أمام الإهمال واختفاء الحلول من قبل الحكومة، التي كانت تعد وتعد وتعد.

وأكثر ما عانته المدينة على يد تجار الأمبيرات هو الحالة التي كانت أشبه “بصراع” بين أصحاب الأمبيرات ومحافظة حلب، مدعومةً بشكاوى المواطنين، من أجل تنظيم عمل الأمبيرات وضبط استغلالهم، ليتم في نهاية الأمر التوصل لتحديد نظام تشغيل وأسعار محددة للأمبيرات من قبل المحافظة.

والتزم البعض من أصحاب الأمبيرات بالنظام الذي وضعته محافظة حلب في حين أن البعض الآخر من أصحاب الواسطات لا زال مستمراً باستغلاله “وكلو بحسب كبر واسطتو”.

ومن الجدير بالذكر أن مدينة حلب وبعد الوعود الرسمية من وزارة الكهرباء بتحسن الواقع الكهربائي فيها بساعتي تشغيل، “على مبدأ الرمد أحسن من العمى”، لم تأت الكهرباء إلى معظم مناطق المدينة منذ يوم السبت، سوى ساعتين فقط.

وفا أميري – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى