العناوين الرئيسيةكاسة شاي

أقدم أسواق دمشق يفقد رواده وعماله في آن معاً

بين ليلة وضحاها، اضطر الشاب “علاء” لأن يبقى في منزله بعد أن أخبره صاحب المحل الذي يعمل فيه بأن “سوء الأوضاع” أجبره على التقليل من عدد العمال في المحل الكائن في أكثر سوق مكتظ بدمشق، سوق الحميدية.

يفضل “علاء” العمل في سوق الحميدية مجدداً، بحكم أنه قضى عدة سنوات في السوق وبات يعرفه جيداً، وعن أيامه الأخيرة في العمل يقول: “كنت أقف قرب المحل وأنادي مراقباً المارة المعرضين عن الشراء أصلاً، فحركة البيع لم تنخفض فقط، بل أصبحت نادرة”.

حال الشاب “علاء” ذو الـ 23 عاماً، كحال الكثير من الشبان الذين أبعدتهم حرب التسع سنوات عن مقاعد دراستهم وباتوا مجبرين على تأمين لقمة العيش والعمل في أي مكان يقدم لهم مبلغ مناسب.

ورغم مقاومتهم لكل ظروف الحرب، إلا أن الظرف الحالي، أجبر أرباب العمل على تخفيض عدد عمالهم، كما هو الحال مع العم “أبو محمد” الذي لم يترك فيروس كورونا له ولكثيرين مثله خياراً، فاضطر للتخلي عن بعض العمال في محله الذي يبيع فيه الألبسة.

يقول “أبو محمد” إن ارتفاع الأسعار وقلة حركة البيع والشراء ومطالبة العمال برواتب أعلى، جميعها أمور اضطرته مرغماً للتخلي عن بعضهم والإبقاء على القليل منهم فقط.

إلا أن جائحة كورونا كانت أعراضها أقسى على ذوي الدخل المحدود الذين لا حول لهم ولا قوة، ليجدوا أنفسهم بدون عمل وتبدأ رحلة البحث عن بديل.

مقابل الجامع الأموي، خلت باحة كبرى إلا من بعض المارة، بعدما كانت المنطقة واحدة من أكثر الأماكن ازدحاماً داخل دمشق القديمة، لتعاود اليوم الازدحام مع اقتراب موعد عيد الأضحى.

وبعدما كان سوق “الحميدية”، يضيق بقاصديه ويضج بأصوات الباعة، بات اليوم هاجس السوريين الأول لشدة ازدحامه مع اقتراب كل مناسبة، فترى المارة على نوعين، الأول من يمرون في السوق مسرعين يرتدون الكمامات ويرشون بالمعقمات، والثاني من يحافظ على طقوسه الخاصة ويقصد كل محال السوق بتأني واستمتاع وكأنه يتوقع أنها المرة الأخيرة التي يزور فيها السوق.

رغم ذلك، لا تتوانى وسائل الإعلام الرسمية والخاصة والإعلانات الطرقية عن توجيه السوريين إلى ضرورة حماية أنفسهم واتباع الإجراءات الصحية، لكن المشهد المقترن بكل مناسبة في أسواق دمشق، يخالف كل التوصيات.

غنوة المنجد – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى