كاسة شاي

أطباق رمضان الشهيرة تغيب عن المائدة …. حتى الشعبية منها

يعتبر المطبخ السوري، من المطابخ العريقة الغنية بأطباقها الشهية وحلوياتها الشهيرة، ولكل مدينة سورية ما يميزها من الأكلات بين دمشق وحلب وحمص وحماة والساحل والجزيرة العربية والبادية.

ومع دخول شهر رمضان واستمرارالحرب في عامها السادس، غابت الأطباق السورية وحتى الشعبية منها، عن المائدة، بعد أن أصبحت تشكل عبئاً على جيبة المواطن، التي لم تستطع مواكبة غلاء الأسعار.

ومن الأكلات السورية التي افتقدتها مائدة رمضان، ورق العنب المحشي باللحمة والأرز، والكوسا باللبن، والمقلوبة، والمحاشي، والشيشبرك و اللحمة بالصينية و داوود باشا وعساكره، وغيرها من الأكلات التي تدخل اللحمة والأرز في مكونها.

وارتفعت أسعار اللحوم خلال سنوات الحرب أكثر من 10 أضعاف، وبلغ سعر كيلو لحمة الغنم نحو 6000 آلاف وارتفع إلى 7000 ليرة في أسواق دمشق، بينما ارتفع سعر كيلو الأرز حسب جودته إلى 600 ليرة بعد أن كان يباع قبل الحرب بـ 55 ليرة.

وتعتبر الأطباق السورية في معظمها غنية باللحوم والسمن والأرز، وهذه السلع الأكثر ارتفاعاً خلال سنوات الحرب، ولذلك عملت معظم العائلات السورية على استبدالها بمأكولات أخف واقل سعراً.

واختلف شكل المائدة الرمضانية السورية، خلال سنوات الحرب، واختفت أنواع عديدة من المقبلات التي اعتادت الأسرة على تحضيرها في رمضان، كالسلطة والفتوش والتبولة، بعد أن أصبح طبق صغيرة من التبولة يحتاج لأكثر من 2500 ليرة لتحضيرة، بعد ارتفاع أسعار البندورة والخيار والخس والزيت البقدونس، ومختلف الخضراوت بمختلف أنواعها.

وتعرف مائدة رمضان، بأطباق اللبن، أو كما يسميها الأهالي الشيشبرك والشاكرية والكوسا باللبن، وهذه الأطباق، تعتمد على لحمة الغنم، وهذا ما جعلها تتراجع وتختفي عن مائدة معظم العائلات خلال شهر رمضان، إضافة إلى ارتفاع أسعار اللبن في الأسواق.

وللصنوبر واللوز حكاية آخرى، حيث اعتادت ربة المنزل على الصنوبر واللوز لتزيين طبقها أو طبختها، كالمقلوبة والمنسف والتسقية والفريكة والأرز مع البازلياء وغيرها.

و ارتفعت أسعار هذه المكسرات إلى معدلات عالية جداً، وبلغ سعر الـ 15 غرام من الصنوبر نحو 1300 ليرة سورية، بينما ارتفع سعر الكيلو منه إلى نحو 10 آلاف ليرة، وهذا ما جعل معظم العائلات تستعيض عنه بالفستق أو الجوز اللذين يعتبران أقل سعراً.

ورغم ارتفاع الأسعار واختفاء عدد كبير من الأطباق على المائدة السورية في رمضان، بقيت هذه المائدة حاضرة وموجودة، بامكانيات كل عائلة، واعتمدت الأسرة على الأطباق الخفيفة كالبرغل و المعكرونة و أطباق الزيت الخفيفة ذات الأسعار المتوسطة.

وتحوّلت العائلة إلى مرقة الدجاج الجاهزة بدلاً من اللحوم، وأرز وسمنة المعونات الأقل ثمناً، و باقي المكونات التي تباع في الأسواق، والتي ظهرت خلال سنوات الحرب تماشياً مع قدرة المواطن الشرائية.

ومع دخول الحرب عامها السادس، تستمر الأسرة السورية باستقبال شهر رمضان، و إقامة مائدته، حسب قدرتها، بينما تستمر الجمعيات الخيرية بتقديم وجبات الإفطارللعائلات الأشد فقراً، والتي لم تعد قادرة حتى على تحضير أبسط طبق من أطباق شهر رمضان.

سها كامل – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى