العناوين الرئيسيةمحليات

أسعار اللوازم المدرسية بـ “العلالي”.. ولسان حال الأهالي “العين بصيره واليد قصيره”

مفارقة كبيرة بين الماضي والحاضر في سوريا، فالمجتمع السوري الذي كان يردّد قبل الـ 2011 “يأتي الولد وتأتي رزقته معه”، بات اليوم ينادي “الله يعين اللي عندو ولاد” بسبب تضخّم أسعار كل ما يحتاجه الطفل من لوازم حياتية بشكل عام ولوازم مدرسية بشكل خاص في ظل الأزمات المتتالية والغلاء الفاحش التي تشهده الأسواق.

وبدأت “دينا” (33عاماً) وهي موظفة وأم لطفل وطفلة حديثها لتلفزيون الخبر بالمثل الشعبي “(شر البلية ما يضحك)، واصفة واقعها السيء وانعدام القدرة الشرائية التي تواجهها هي وعائلتها وسط الاستعداد إلى المدارس وما يتوجّب عليها من دفع لشراء لوازم مدرسية لأولادها”.

وأضافت “مرام: “كنّا ننتظر المدرسة بفارغ الصبر لكي تحمل معنا متاعب أولادنا.. والآن لا نريدها أن تفتح أبوابها لما يتطّلب علينا المزيد من المدفوعات التي تفوّقت على مرتّباتنا كموظفين وضاقت بها صدورنا، فالعين بصيرة واليد قصيرة”.

وقالت “مرام”: “حرمت نفسي من احتياجاتي الأساسية لكي أكسي ابنتي بحقيبة متوسطة الجودة بـ 30000 ليرة، وبنطال بـ 35000 ليرة، وقميص بـ 20000 ليرة سورية”.

“البيع بمرحلة الجفاف”

أكد “رامي” (37 عاماً) وهو تاجر جملة ومفرّق للألبسة واللوازم المدرسية في باب الجابية – سوق الحيمدية بدمشق لتلفزيون الخبر أن “إقبال الناس قليل جداً والبيع متراجع مقارنة بالسنوات الماضية، واصفاً المرحلة التي تمر بها الأسواق بجفاف البيع”.

وقال “رامي”: “الأهل يعانون في تأمين حاجيات أطفالهم المدرسية، ونحن كتجّار نعاني من قلّة البيع.. أيام الزمن الجميل كانت وافرة، أما الآن من الممكن أن ينتهي النهار دون بيع قطعة واحدة”.

وأردف “رامي”: “الأمر أصبح طبيعي لأن المواطن يحتاج تأمين طعامه في هذه الأيام وكل مايخص لباسه أصبح من الكماليات.. هناك فئة كبيرة لا تستطيع شراء لوازم مدرسية لأطفالها وتعمل على البدائل وباتت تُعيد تدوير لباس الأخوة مع بعضها البعض”.

وأضاف “رامي”: “هذه أسعار المفرق ولا يوجد فرق كبير مع أسعار الجملة بسبب قلّة البيع، والألبسة تمر في أسوأ أيامها.. العالم مامعها مصاري”.

أسعار “مرّيخية” في الحميديّة

وبالعوة إلى الأسعار، فقد بلغ سعر قمصان المدرسة للذكور في سوق الحمدية من 15 ألف إلى 35 ألف، أما قمصان الإناث المدرسية تراوح بين 20 و45 ألف ليرة سورية.

وفي حال حاولت العائلات استبدال القمصان ببلوزات مدرسية، فهذا لا يخفف الكثير على الجيبة، فقد بلغ سعر البلوزة الواحدة من 12 إلى 30 ألف ليرة سورية.

وبالنسبة لسعر البنطال المدرسي من عمر 4 حتى 10 سنوات فتراوح من 12 إلى 25 ألف ليرة سورية، ومن عمر 11 حتى 15 من 20 إلى 35 ألف ليرة سورية، ومن سن 15 حتى 18 السعر من 25 إلى 45 ألف ليرة سورية.

ولم يكن سعر “المريولة” للأطفال أرحم بكثير، فقد تراوح سعرها من 10 إلى 22 ألف ليرة سورية، ووصلت في بعض المحال بمحافظة اللاذقية إلى 27 ألف .

محتوى الحقيبة “بهد الحيل”

حمل تلفزيون الخبر حقيبته وتوجّه لملأها من إحدى مكتبات ريف دمشق ببعض أنواع القرطاسية المدرسية وكانت الأسعار: دفتر السلك 3000 والدفتر العادي 100 طبق يبدأ سعره بـ 2000 ودفتر الـ 50 طبق 1000 ليرة.

أما سعر قلم الرصاص أو الأزرق يبدأ سعره ب 500 و مافوق، والبراية والمحاية يبلغ سعر كل واحدة 500 ليرة سورية، والمسطرة 500 أو 1000 ليرة سورية.

وبلغ سعر مطرة المياه من 3 ألاف إلى 40 ألف، أما الحقائب المدرسية تراوح سعرها من 20 إلى 70 ألف ليرة سورية، في حين يبلغ سعر باكورة التجليد 20 ألف ليرة سويبة وسعر المتر الواحد 1800 ليرة سورية.

وأكد “بدران” صاحب مكتبة في ريف دمشق لتلفزيون الخبر أن “أسعار القرطاسية مرتفعة جداً هذا العام ما يزيد الحمل على الأهالي، ولكنّها تبقى رحيمة مقارنة بالأسعار في دمشق، وإذا أراد المواطن شراء القرطاسية من الأسواق الأساسية.. نعم يوفّر القليل من سعرها ويدفع الفرق أجرة مواصلات”.

حتى بالمحافظات.. “العواطف على جنب”

من الملاحظ أن هناك فوارق بين العاصمة وباقي المحافظات السورية بالنسبة لأسعار اللوازم المدرسية، حيث أكد الشاب “كرم” صاحب مكتبة في مدينة جبلة لتلفزيون الخبر أن “أسعار القرطاسية ارتفعت إلى الضعف هذا العام، لأن المعامل في حلب ودمشق ترفع أسعارها بشكل يومي، والتاجر لا يستطيع دفع أجار الحوالات وكلفة الشحن دون إضافتها على القطع المراد بيعها”.

وأضاف “كرم”: “المولدات والآمبيرات زادت التكلفة على الطباعة، فكل صاحب مكتبة في جبلة يدفع نصف مليون ليرة سورية آمبيرات شهرياً، فيجب مواجهة الواقع ووضع العواطف على جنب”.

وبلغ سعر المقلمة من 3000 إلى 5000، ويوجد مقلمة ذات السحابين يتراوح سعرها من 5000 إلى 7000 حسب العلامة المسجلة، وبلغ سعر دفتر السلك الوسط 2000 والدفتر العادي 72 طبق يبدأ سعره بـ 1700 ودفتر الـ 40 طبق 1000 ليرة”.

أما سعر قلم الرصاص يبدأ بـ 200 وصولاً إلى 500، والقلم الأزرق يبدأ سعره من 300 وصولاً للـ 1000 والبراية والمحاية والمسطرة يبدأ سعر كل واحدة بـ 200 وصولاً إلى 500 ليرة سورية، في حين يبلغ سعر بكرة التجليد وسطياً 18 ألف ليرة سورية وسعر المتر الواحد 1200 ليرة سورية.

والحال من بعضه في مدينة اللاذقية، فالارتفاع طال جميع المستلزمات وتختلف النسبة بحسب النوعية والجودة فأسعار الحقائب تبدأ من 10 ألاف ولا تنتهي عند 80 ألفاً، والدفاتر من 1000 إلى 7000 حسب عدد أوراقها، عدا عن الأبسة والتي تبدأ من 15الف للقميص وتصل إلى 40 الفا للبنطال، عدا عن الأحذية التي تختلف تبعا لمتانتها.

وارتفعت أسعار كل تلك اللوازم بما يقارب 30% عن العام الفائت في حمص، بحسب جولة تلفزيون الخبر، حيث تراوح سعر البنطال بين 15و20 ألف، والقميص بين10و15 ألف ليرة سورية، بحسب نوع القماش.

ولا يوجد قلم سعره أقل من 500 ليرة، والدفاتر من 1500 وأكثر، عدا عن تكلفة تصوير الورقة الواحدة ارتفعت لتصل إلى 500 ليرة، وقد تزيد في حال رغبت بتصوير الأوراق خلال ساعات القطع الكهربائي المستمر معظم ساعات اليوم.

لوازم مدرسية بـ 600 ألف

لا تختلف الأسعار في باقي المحافظات السورية إلا القليل، وبحسبة قريبة من الصواب باتت تحتاج كل عائلة بشكل تقريبي إلى ثلاثة أو أربعة رواتب شهرية لإكساء أولادهم وشراء لهم حاجاتهم المدرسية، أي أن اللوازم المدرسية لثلاثة أولاد تأخذ من جيوب الأهل نحو 600 ألف ليرة سورية تقريباً.

يشار إلى أن المؤسسة السورية للتجارة أعلنت عن فتح باب التقسيط على القرطاسية والألبسة المدرسية والحقائب للعاملين بالدولة بمناسبة قرب بدء العام الدراسي بسقف قدره 500 ألف ليرة سورية دون فوائد.

يذكر أن وزارة التربية عممت على مديرياتها في المحافظات موعد بدء العام الدراسي 2022_2023، الأحد في 4 أيلول القادم في جميع المدارس الرسمية والخاصة والمستولى عليها، فيما حدّدت الوزارة بدء دوام الإداريين والمعلمين والمدرسين الأحد 28 أب الجاري.

كلير عكاوي – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى