اقتصاد

أسعار الحلويات في دمشق مريخية.. ومحدودو الدخل “حلاوة الروح أهم”

 

لطالما كان تناول الحلويات طقس سوري شتوي بإمتياز، حيث تجتمع العائلة أمام المدفئة، التي افتقدوها مؤخراً، وهي تهدر مع أحاديثهم التي كانت تخلو منها مصطلحات الحرب التي ألمت بالبلاد.

وسرعان ما بدأت الكثير من التفاصيل التي اعتادها السوريون بالتلاشي شيئاً فشيء مع أحداث الحرب السورية الدائرة والتي أثرت على مفاصل الحياة الأساسية وأهمها الاقتصادية.

ومن المنتجات التي شهدت ارتفاعاً كبيراً في أسعارها بالأسواق المحلية بمدينة دمشق هي الحلويات الشرقية التي وصل سعر الكيلو منها لأكثر من 10 آلاف ليرة سورية.

والملفت أنه خلال الفترة الماضية، وبحسب موقع “الاقتصادي”، فإن “أسعار الحلويات لم تنخفض رغم انخفاض أسعار السكر مؤخراً”.

وتعتبر “العوامة” و”المشبّك” الأرخص سعراً حيث “لا يدخل فيها سوى الطحين والسكر ويتراوح سعر الكيلو بين 500 إلى 600 ليرة سورية”.

ويتأثر سعر “الكنافة النابلسية” بسعر الجبنة والسمنة، ويتراوح سعر الكيلو “بين 1300 إلى 1400 ليرة في غالبية المحلات”، بحسب “الاقتصادي”.

وتختلف أسعار “الهريسة ” حسب نوع السمنة المستخدمة ووجود مادة الفستق فوقها ويبلغ سعر كيلو الهريسة من النوع الجيد “حوالي 1400 ليرة ويرتفع سعر كيلو الهريسة الإكسترا إلى 1800 ليرة”.

وفي حديث لتلفزيون الخبر مع أحد باعة الحلويات أوضح أن “أسعار المواد مرتفعة ولا يمكننا الغش فيها كي لا نخسر زبائننا المحددين، واللي مابيفرق معهن السعر”.

ويقول “أنس” وهو عامل في أحد مصانع الحلويات، “نلجأ لتخفيض وزن العبوة إلى 750 غرام ووضع فستق العبيد والكاجو ضمن الحشو لتخفيض السعر”.

ويضيف بائع آخر أسعاره منخفضة: “أسعار حلوياتنا منخفضة تصل لحدود 3 آلاف ليرة للكيلو، ويساعدنا على تخفيضها استخدامنا لأنواع رخيصة من المكسرات وتقليل كميتها واستخدام السمن النباتي”.

كما يقول “بديع”، وهو رجل خمسيني يبدو أنه متعيش: “علينا تأمين المستلزمات الأساسية أولاً والحلويات هي تحصيل حاصل فحلاوة الروح أهم”.

وينوه بائع حلويات لتلفزيون الخبر أن هناك “حالات غش وتلاعب بالأسعار ورفعها بشكل جنوني، على الرغم من استخدام مصنيعها لمواد رديئة”.

ويتابع البائع: ” المحلات تقوم بخلط السمن النباتي، بمنكهات للسمن الحيواني وتباع هذه الحلويات على أنها مصنعة من السمن الحيواني، وبعضهم يستخدمون البازلاء بعد تحضيرها بطرق خاصة لاستخدامها بدلاً من الفستق.”

وبذلك وأمام تلك الأسعار، فإن المطّلع على حال سوق الحلويات من ذوي الدخل المحدود، يجد أسباباً لجعلها بعيدة عن سُلم أولويات حاجاتهم الأساسية، وخصوصاً أمام “استصغار عقول المواطن” وغشّه بطرقٍ لم تعد تخفى عليه.

روان السيد – تلفزيون الخبر – دمشق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى