العناوين الرئيسيةمجتمع

“أحمد أبو صابر” يوثق حصار مخيم النيرب بلوحات تعبيرية على جدرانه

عاش الرسام الفلسطيني أحمد أبو صابر حصار مخيم النيرب في حلب لأكثر من 8 أشهر متواصلة خلال الحرب في سوريا، حيث عمل على توثيق أحداث الحصار على جداران المخيم .

واشتهر أبو صابر برسوماته النافرة ومتعددة الأبعاد، في حين وظّف موهبته في تخليد ذكرى الشهداء من أبناء مخيم النيرب، وذلك من خلال رسم صورهم على جدران المخيم ليتعرف زوار المخيم على الشهداء الذين راحوا ضحية حرب طويلة.

وفي حديثه لتلفزيون الخبر يستعيد أبو صابر ذكرياته في الأيام الأشد قسوة خلال حصار مخيم النيرب في حلب إذ يقول: “صمدنا عدة أشهر دون طعام، أطفالي كانوا يشتهون الفاكهة مثلاً أو ورق العنب أو الدجاج وكنت أرسم لهم ما يشتهون من أطعمة، تعويضاً عن حالة الحرمان التي عاشوها”.

Image may contain: 1 person, indoor

وكان أبو صابر يرسم جداريات فنية تعبيرية وتوعوية في مدارس حلب، إلا أن عمله توقف خلال الحرب، لكن أهالي المخيم ساندوه بطريقة إنسانية حسب ما يقول.

وأضاف “بعض ميسوري الحال في مخيم النيرب لم يرغبوا بالتصدق علينا أو إحراجنا فكانوا يطلبون مني أن أرسم لهم جداريات فنية ملونة في منازلهم ويدفعون لي مبلغاً من المال مقابل ذلك، وفي ذلك أمضينا أشد الأيام صعوبة”.

أما عن صعوبات العمل يشير أبو صابر إلى أنه كان هناك صعوبات في تأمين المواد اللازمة للرسم كالألوان فكان يستعين بأقلام الفحم لرسم اللوحات الصغيرة ومواد بديلة لرسم الجداريات الكبيرة.

Image may contain: 1 person

وعمل أبو صابر على تجسيد معاناة وصعوبات الحياة اليومية في رسوماته، مشيراً إلى أن ما مرّ عليهم خلال الحرب السورية لم يعايشه الفلسطينيون في حربهم حسب ما كان يروي له والده أيام أحداث الـ 48 في فلسطين.

وفي إحدى لوحاته جسد أبو صابر مشاهد المشافي الميدانية وعمل الكوادر الطبية بأقل الإمكانيات المتوفرة، وفي لوحات أخرى جسد صورة المعلم كقدوة ومثل يحتذى به في المجتمع وكيف صمد المعلم في وجه الحرب محاولاً أن يكون قدوة للأطفال.

وبرأي أبو صابر أن موهبته ساعدته على تفريغ طاقات كامنة بداخلة ليعبر عما بداخله من معاناة ومشاعر وعما يشعر به أهالي منطقته في أحلك الظروف.

Image may contain: 1 person, closeup

ومع هدوء الأحوال في البلاد اتجه أبو صابر لإقامة جلسات دعم نفسي للأطفال في مدارس مخيم النيرب بالاعتماد على الرسم كوسيلة للتعبير، كما اتجه لتعليم الرسم للأطفال محاولاً تنمية مواهبهم في أطر أكاديمية.

أما عن الدمار الذي خلفته الحرب فقد عمل أبو صابر على ترميم المناطق المدمرة بالرسم، فأي حائط متضرر مثلاً أو بناء مهدوم جزء منه كان يقوم أبو صابر برسم الجزء المتهدم في محاولة لإعادة ألوان الحياة إلى منطقة سكنه.

أما المعالم المهدمة فقد عمل على إعادة رسمها كما كانت من قبل، ليُبين للأطفال الذين نشأوا خلال الحرب كيف كانت تلك المناطق قبل الحرب وكيف أصبحت.

Image may contain: 2 people, people standing and outdoor

أما اليوم فقد عاد أبو صابر لعمله في رسم الجداريات ضمن مدارس حلب، فيما اتجه أيضاً إلى توظيف موهبة الرسم لديه في ديكورات المنازل.

ويرى أبو صابر أن الرسم عبارة عن معالجة نفسية للكبار والصغار، تبرز حاجته في وقت الشدائد إلا أن مازال هذا الفن في بلادنا بحاجة إلى دعم واهتمام كي يتمكن رواده من تقديم إبداعاتهم بالشكل الأمثل، بما يعود عليهم بالفائدة، وعلى المجتمع بصورة حضارية تحكي قصصاً من الحرب، حاول أبو صابر توثيقها ضمن رسوماته.

نغم قدسية – تلفزيون الخبر – حلب

Image may contain: 1 person, indoorImage may contain: 1 personImage may contain: one or more people and indoorImage may contain: indoorImage may contain: 2 people, people sittingImage may contain: 3 people, people sitting

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى