فلاش

أبو علي مصطفى.. 18 عاماً على اغتيال رمز النضال الفلسطيني

لم تهدأ نار البغض في صدر العدو الصهيوني بعد الانتفاضة الفلسطينية الأولى، إلى أن نفذت في 27 آب، عام 2001، عملية اغتيال البطل الفلسطيني أبو علي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في عملية عرفت بالأرفع على مستوى الاغتيالات إبان انتفاضة الأقصى.

وكان أبو علي مصطفى (مصطفى الزبري) من آمن بكافة أشكال المقاومة، منها الكفاح المسلح لاستعادة الأرض، ومن أقواله “معركتنا وصراعنا مع “إسرائيل” مسألة استراتيجية لا تخضع لأي اعتبارات، حتى وإن كانت الظروف الآن تتحدث عن تسوية أو سلام، فنحن لا نعتبر ما هو قائم تسوية ولا سلاما”.

ويعتبر أبو علي مصطفى أن “من حق الشعب الفلسطيني المشرد والواقع تحت الاحتلال أن يناضل بكل الأشكال بما فيها الكفاح المسلح، لأننا نعتبر أن الثابت هو حالة الصراع، والمتغير قد تكون الوسائل والتكتيكات، هذه سياستنا”، داعياً للوحدة الوطنية في كل زمان.

ويعد أبو علي مصطفى رفيق درب الدكتور جورج حبش، في علاقة نضالية امتدت لقرابة 45 عاماً، تشاركا فيها تأسيس “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” عام 1967، حيث شغل حبش منصب الأمين العام لها، وأبو علي نائباً له لمدة 30 عاماً، إلى أن استقال حبش عام 2000، فتولى منصب أمينها العام لحين اغتياله.

و تولى أبو علي مسؤولية الداخل في قيادة الجبهة الشعبية، ثم المسؤول العسكري لقوات الجبهة في الأردن إلى عام 1971، وكان قائدها أثناء معارك المقاومة في سنواتها الأولى ضد الاحتلال، كما شارك في أحداث معركة الكرامة 1970 وحرب جرش-عجلون في عام 1971 .
وتفانى أبو علي مصطفى في عمله السياسي الذي قاده من خارج الأراضي الفلسطينية، ثم من داخلها بعد 32 قضاها في المنفى، تنقل بين دول عدة منها سوريا، لبنان والأردن إلى حين تمكن من العودة إلى رام الله سنة 1999.

وأتم أبو علي مسيرته النضالية من رام الله رافعاً شعار “عدنا لنقاوم لا لنساوم”، وحاملاً دمه على كفيه، بعد أن كان على دراية بنوايا العدو الغاشم.

وقضى أبو علي مصطفى 5 سنين من شبابه في معتقل بالأردن نتيجة نشاطه السياسي منذ عام 1957، بعد أن أقام في عمان مع عائلته منذ 1950، وانتمى بين التاريخين تحديداً سنة 1955 إلى حركة القوميين العرب.

ولد الشهيد سنة 1938، وهو ابن بلدة عرابة، قضاء مدينة جنين في فلسطين، حيث تلقى تعليمه الأول فيها، وخاض تدريباً عسكرياً في مصر سنة 1965.

واستفاقت فلسطين، وكل مناضل في العالم في 27 آب من عام 2001، على خبر خسارة الحركة الفدائية الفلسطينية بطلاً ورمزاً قدم حنكة سياسية، ومحبة جماهيرية، أنهاها صاروخين غادرين من العدو الصهيوني الجبان، أطلقا على مكتب أبو علي مصطفى في رام الله.

إلا أن غياب أبو علي مصطفى لم يوهن عزيمة الفلسطينيين على استمرار النضال، بل غدا أبو علي مصطفى رمزاً للأحرار، المؤمنين بشدة أن التضحية في سبيل فلسطين غاية، ومهمة يبذل فيها الغالي والنفيس حتى الرمق الأخير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى