العناوين الرئيسيةسوريين عن جد

“أبو علاء” عامل نظافة أخذت شوارع اللاذقية من قدميه شقفة 

ترك أبو علاء قريته في صلنفة ذات المناخ البارد والمصيف الذي يقصده الكثير من سكان البلاد، في صيف عام 1994، ليبدأ عمله في بلدية اللاذقية كعامل نظافة.

قال أبو علاء لتلفزيون الخبر: العمل حلو، وشوارع اللاذقية أخذت شقفة من قدمي، أتجه كل يوم للشارع الممتد من المركز الثقافي نزولاً باتجاه فنار المينا عند المحكمة.

وبابتسامة رسمتها تجاعيد وجهه قبل إحساسه، قال: بعدما قدمت ولدي للوطن، بقي لدي صبيان وبنت، الحمد لله، اشتغلت لتأمين لقمة العيش بالحلال، إلى جانب عملي ببيع الخضار.

وعن عمله، قال أبو علاء: عملنا يعتبر عملاً شاقاً، والراتب قليل جداً، أتقاضى 54 ألف ليرة “وشو بدو يعمل ليعمل”، في قطاع عملنا لدينا نقص بكل شيء، عربة القمامة التي من المفترض أن تكون متطورة لكن رفيقتي عمرها أكبر من عمري.

وأضاف: أرتدي ملابس خاصة بي، بالرغم من تخصيصنا ببدلة زرقاء، لكنها غير مريحة ولا يمكننا ارتداؤها لساعات طويلة بسبب قماشها الرديء، وإذا أردنا تفصيلها فإن تكلفتها عالية جدا.

وعن نظرة البعض لعمال النظافة، قال أبو علاء: ما يهمني أن العمل فخر لكل فرد في المجتمع، وكل عمل هو مكمل للآخر، فنحن نحتاج للطبيب كما نحتاج لعامل النظافة، فنحن نحاول قدر الإمكان كنس الشوارع، وتنظيفها لنحافظ على سلامة الآخر الذي يرمي الأوساخ في الشوارع.

وأضاف أبو علاء: عمري 58 سنة، قدمت استقالتي منذ فترة لأني تعبت، لكنها أتت مع الرفض، بسبب قلة عدد العاملين في قطاعنا، “باقيلي سنتين للتقاعد، بيمرو”.

“يمكن يكونوا ولادي فخورين بوالدهم، لكن هالجيل ما بتعرف كيف بيفكر، لكن وصيتي أن يرفعوا رأسهم، بأن لقمتهم نضيفة وحلال”، وضع أبو علاء مكنسته المصنوعة من بعض النباتات اليابسة والأشواك، وجر عربته القديمة ومضى.

شذى يوسف – تلفزيون الخبر – اللاذقية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى