فلاش

أبواب حلب .. مداخل إلى تاريخ المدينة.

تملك مدينة حلب خمسة عشر بابا اشتهرت بصمودها أمام الغزاة عبر السنين, ورغم أنه لم يتبق إلا 4 أبواب إلا أن آثارها ما زالت تحاكي ماضي المدينة وتصله بحاضرها

يعد باب أنطاكية أقدم أبواب حلب وأعرقها ويقع في السور الغربي للمدينة كان موجودا على أيام السلوقيين في القرن الرابع قبل الميلاد وسمي بهذا الاسم لأنها الجهة التي كانت تؤدي إلى مدينة إنطاكية عاصمة سورية في تلك الفترة, ويوجد بمحيط باب أنطاكية أماكن ومباني أثرية تاريخية بالإضافة للمخازن والمحلات وبعض الصناعات التراثية القديمة.

سمي باب الحديد بهذا الاسم لأن المحلات التي تجاوره كان يصنع فيها الحديد ولا يزال حتى يومنا حدادون قربه ,ويقع الباب شمال القلعة مباشرة وكان اسمه باب القناة لأنها تعبر منه, وعرف أيضاً بباب بنقوسا., بناه قانصوه الغوري عام 1059هـ ,وفيه المدرسة الأتابكية, وهو مؤلف من بابين بينهما ممر وفوقهما حصن منيع.

أنشئ باب المقام أيام حكم الملك الظاهر غازي وسمي بباب المقام لأنه يتجه إلى المقام الذي ينسب إلى إبراهيم الخليل والموجود في جنوب مدينة حلب والمسمى كذلك مقام الصالحين, ويؤدى باب المقام كما باقي أبواب حلب إلى وسط المدينة القديمة.

عرف باب النصر قديما باسم باب اليهود لأن محال اليهود من داخله ومقابرهم من خارجه قبل أن يتم تغيير اسمه, ويقع الباب في شمال سور مدينة حلب, ورغم التغيرات الكبيرة التي طرأت عليه إلا أن مدخل الباب لا يزال كما كان بداية تشييده رغم انتقاله بضعة أمتار عما كان عليه.

ويقوم سوق باب النصر حول مكان توضع الباب حيث توجد بجانبه قيسارية الملقية، وما يزال إلى الآن فيها أنوال، وتباع في حوانيتها الجلود والغزل, وفي الساحة أمام الباب تقوم المكتبات والمطابع، ومنه يخرج إلى حي البندرة، وسوق الخابية، والفرافرة.

يقع باب قنسرين إلى الجنوب من حلب القديمة, بناه سيف الدولة الحمداني و رممه في ما بعد المماليك, يفضي الباب إلى قنسرين “كلمة عمورية تعني قن النسور” ويتألف من أربعة أبواب : باب يلي المدينة ,وباب يلي البرية , وبابان بينهما , وقنسرين تسمى في يومنا العيس.

وكان يوجد في مدخل باب قنسرين طاحون لطحن الحبوب وداخله ضريح الشيخ خليل الطيار, وفيه البيمارستان الأرغوني الكاملي ويسمى الجديد، وقربه المدرسة الأسدية التي بناها أسد الدين شيركوه وخارجه المدرسة السيفية بناها الأمير سيف الدين بالإضافة لعدد من المساجد والحمامات الآثرية.

يلفظ اسم باب الجنان باللهجة الحلبية “باب الجنين” وسمي بذلك لأنه يفضي الى جنان حلب حيث كان يجري نهر قويق .
هدمته الحكومة ووسعت به الطريق ولم يبق له أثر حيث كان يقع إلى الشمال من باب انطاكية وكان مركزاً لتحويل النقود وشحن البضائع والتجارة العامة , ويروى أن بباب الجنان طلسما للحيّـات في برج يسمى برج الثعابين حيث لا تضرّ معه حيّة ان لسعت , وفي باب الجنان قسطل أبي خشبة ويعود الى القرن السادس عشر الميلادي .

يفضى باب النيرب إلى قرية النيرب وسمي بإسمها, بناه الملك الاشرف برسباي, ويقع قرب جامع التوبه , وكانت قنطرة الباب موجودة حتى ثلاثينيات القرن الماضي ثم هدمت وزالت آثاره.

يقع باب الأحمر إلى الشرق من مدينة حلب بين بابي الحديد والنيرب ,والأحمر تحريف الحمر وهي قرية في صحراء حلب ولم يبق للباب أي أثر بل انهدم الى الأرض ,وهذه المنطقة تعرف في السجلات الحكومية بمحلة أغلبك أو أوغلبك أي ابن البك و عند العامة بمحلة باب الأحمر وأغلبك هو الأمير الشهابي المشهور بابن اغلبك الحلبي الحنفي.

سمي باب الأربعين بهذا الاسم لأنه خرج منه مرة أربعون ألفا فلم يعودوا, وقيل لأن بقربه مسجد فيه أربعون عابداً ,ويقع بالقرب من باب النصر سد مدة ثم فتح ولا وجود له الآن وإلى جانب الباب من الجهة الثانية كان يقع باب الفرج هو الباب الصغير سمي بهذا الاسم تفاؤلاً لما وجد من التفريج بفتحه والذي هدم أيضا وحالياً هو موقع حمـّام الناصري وإلى الغرب من باب الفرج كان يقع باب دار العدل في محل السراي حالياً وكان لا يركب منه إلا الملك الظاهر غياث الدين غازي وهو الذي بناه.

يقع باب السعادة بين الكلاسة وباب انطاكية في موقع خراق الجلّوم حالياً , أنشأه الملك الناصر وبنى عليه أبرجة و دركاهاً وبابين لكنه غير موجود الآن, وإلى الخارج من باب انطاكية وتحديدا على جسر نهر قويق يقع باب السلامة الذي دثر بعد أن خربته الروم أيام سيف الدولة الحمداني سنة 351 هـ .

يخرج باب العراق إلى شرق المدينة نحو العراق, وكان موضعه شمالي جامع الطواشي عند حمام الذهب غربي سوق الأصيلة, ويزعم أن به حجراً عليه كتابة بخط الامام علي بن أبي طالب , جدد الباب على يد المرداسة بعد سنة 420هـ, وهدم فيما بعد.

آخيرا باب الفراديس الذي يقع بين باب الفرج وباب النصر, أنشأه الملك الظاهر غازي وبنى عليه أبراج , سدَّ بعد وفاته , ثم فتحه الملك الناصر ابن ابنه, وهذا الباب لم يعد موجودا الآن.

حمزه العاتكي – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى