علوم وتكنولوجيا

أبرز ثمانية أحداث علمية شغلت العالم بـ 2017

شهد عام 2017 العديد من الأحداث الهامة التي نالت اهتمام العالم أجمع، ما بين اكتشافات جديدة لأسرار الأرض والبشر والفضاء الخارجي بالإضافة لرصد ظواهر كونية تخص حركة النجوم واصطدامها ونشوء عوالم جديدة.

ورصد موقع “بي بي سي” أبرز الأحداث والقصص التي كان لها صدى كبير في العالم خلال عام 2017، لتكون 8 أحداث تبدأ باصطدام نجمين ميتين في الفضاء، الحادثة التي تنبأ بها العالم الشهير ألبرت أينشتاين.

ونتيجة موجات الجاذبية رصد علماء الفلك حادثة اصطدام نجمين ميتين، أو نجمين نيوترونيين، علماً أن أول اكتشاف لهذه الموجات كان عام 2016.

وحصلت تليسكوبات من مختلف أنحاء العالم، بشهر آب الماضي، على تفاصيل تصادم نجمين نيوترونين قبل نحو 130 مليون عام، في مجرة تبعد حوالي ألف مليار كيلومتر في كوكبة هيدرا (كوكبة الشجاع)، ليتمكن الفريق من التأكد من أن هذه التصادمات تؤدي إلى إنتاج الذهب والبلاتين الموجودين في الكون.

وجاءت الحادثة الثانية الأبرز خلال العام بإنهاء مركبة كاسيني مهمتها الأخيرة بعد بعثة طويلة إلى كوكب زحل دامت نحو 20 عاماً، حيث انطلقت في مسارها نحو الكوكب في 15 تشرين أول 1997.

واحترقت مركبة الفضاء كاسيني-هوجينز بعد دخولها الغلاف الجوي لكوكب زحل بسرعة كبيرة، وكانت وصلت إلى النظام الخاص بالكوكب في 2004، وبدأت في إرسال معلومات وصور للمساعدة في فهم حلقات زحل والأقمار التي تدور رحوله، وإمكانية وجود حياة عليها.

واكتشفت المركبة عيوناً حارة تقذف المياه التي تتجمد في الفضاء، وكذلك اكتشفت بحار وبحيرات الميثان على تيتان، أكبر أقمار زحل.

و”كاسيني” هي رابع مسبار فضائي يزور زحل وأول مسبار يدخل مداره، حيث قررت “ناسا” تدمير المركبة في 15 أيلول الماضي، بعد أن أوشكت خزانات الوقود فيها على النفاد، علماً أنها كانت تستخدم وقوداً نووياً خلال رحلتها الطويلة.

والحدث الثالث كان من شخصية سياسية، وهو انسحاب ترامب من اتفاقية باريس، حيث أن الرئيس الأمريكي الحالي، بينما كان مرشحاً للانتخابات الرئاسية، تعهد بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ.

ولكن بعد فوزه بالانتخابات أطلق عدة تصريحات حول قضية تغير المناخ، وأشارت تقارير إلى “وجود انقسام بين مستشاري ترامب حول القضية، وكان هناك جدل حول مدى قناعته بالبقاء في الاتفاقية وعدم الانسحاب”.

ولم ينتظر ترامب طويلاً، ليعقد مؤتمراً صحفياً في البيت الأبيض معلناً انسحاب أمريكا رسمياً من اتفاقية باريس للمناخ.

وكما كان متوقعاً فجّر هذا الإعلان غضباً داخل أمريكا وخارجها، وأدان الديمقراطيون والعديد من قادة العالم قرار ترامب.

ورابعاً كان حدث اكتشاف أراضٍ جديدة في الفضاء، حيث اكتشف علماء الفلك 3500 كوكباً خارج نظامنا الشمسي، بعضها غريب جداً والآخر يشبه الأرض بشكل كبير.

وعثر العلماء في كانون الأول على نظام نجمي يشبه نظامنا الشمسي ويتكون من ثمانية كواكب، تدور حول نجم سمي كيبلر-90، مشيرين إلى أن” ثلاثة كواكب منها توجد في مدار يمكن أن يحتفظ بسيولة المياه ما يجعلها مؤهلة لإنشاء حياة تشبه تلك الموجودة على كوكب الأرض”.

ويعد هذا أكبر عدد من العوالم يتم اكتشافها على الإطلاق في نظام كوكبي خارج نظامنا المعروف، كما أن النجم يقع على مسافة 2545 سنة ضوئية.

أما الحدث الخامس فهو اكتشاف هياكل عظمية في المغرب من شأنها إعادة كتابة التاريخ الإنساني من حيث أصل أجداد البشر، حيث اكتشف علماء حفريات خمسة أشخاص من البشر الأوائل العاقلين، في جبل إيغود بإقليم اليوسفية في دولة المغرب، في حزيران، مؤكدين أنها الحفريات البشرية الأقدم.

وما يميز هذا الاكتشاف أن “تاريخه يعود إلى ما بين 300 ألف و350 ألف عام، أي أقدم بأكثر من 1000 عام عن الحفريات البشرية التي تم العثور عليها سابقاً في إثيوبيا”.

وهذا الاكتشاف يعني، بحسب العلماء، أن البشر “تطوروا وعاشوا في مناطق مختلفة بالقارة الأفريقية وليس في مكان واحد كما كان يعتقد في السابق”.

والحدث السادس التي اختصت به الولايات المتحدة الأمريكية فهو “الكسوف الأمريكي العظيم”، حيث أظلمت السماء تماماً فوق الولايات المتحدة في 21 آب، بسبب الكسوف الكلي للشمس الذي يعد الأكبر منذ اكتشاف أمريكا عام 1776.

ووُصف الحدث بأنه “الكسوف الأمريكي العظيم” لأنه كسوف شمسي كامل، وأظلمت السماء تماماً في معظم القارة الأمريكية.

وبدأ الكسوف في المحيط الهادئ وانتهى في المحيط الأطلسي عابراً الولايات المتحدة الأمريكية من الساحل إلى الساحل في طريقه من الشمال الغربي إلى الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المتحدة.

وكان هذا أول كسوف منذ 99 عاماً،
يمر من الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي، حيث تجمع ملايين الأمريكيين عبر الولايات المتحدة لمشاهدة تلك الظاهرةة الفلكية النادرة.

وبالانتقال إلى الحدث السابع، فكان كما يسميه المراقبون الفلكيون قدوم “زائر من الفضاء الخارجي”، قاصدين فيه اقتراب كويكب ضخم، بحجم “جبل طارق” من الأرض

وظل العلماء لسنوات طويلة يتوقعون أن كويكباً من الفضاء سيزور الأرض، وكانت الزيارة بالفعل خصلت هذا العام 2017، بشهر تشرين الأول.

واكتشف تلسكوب بان ستارس في هاواي الكويكب، وأطلقوا عليه اسم “أومواموا” وتعني بلغة هاواي “المرسال”، وكان يشبه السيجار، لتقول الدراسات أن سرعة الكويكب ومساره تشير إلى أنه من خارج نظامنا الشمسي.

وبعد الإعلان عن رصده من جانب التليسكوب في هاواي أصبحت جميع مراصد العالم قادرة على متابعته وتسجيل حركته بدقة، وكان طوله 400 متراً وعرضه 40 متراً فقط.

ومنذ اكتشاف الكويكب، لوحظ أنه يسير بشكل متقاطع مع المسارات البيضاوية للكواكب السيّارة وفي 20 تشرين الثاني، وتم تحديد سرعة مساره بـ38.3 كيلومتر في الثانية، واقترابه من الأرض لمسافة 200 مليون كيلومتر.

ونهايةً فكان الحدث الثامن الذي هو انفصال جبل الجليد العملاق عن القارة القطبية الجنوبية، حيث رصد العلماء في تموز، صدع وانفصال الجبل الجليدي الأكبر في العالم والذي يبلغ أربعة أضعاف حجم مدينة لندن.

ويبلغ حجم الجبل الضخم المنفصل عن الجرف الجليدي لارسن C، حوالي 5800 كيلومتر مربع، كما يزن نحو تريليون طن.

ويقول العلماء إن “الجبل الجليدي الذي يبلغ سمكه اكثر من 200 متر لن يتحرك لمسافة بعيدة على المدى القريب، ولكنه من الضروري وضعه تحت الرقابة إذ ان التيارات البحرية والرياح قد تدفع به شمالاً بحيث يصبح خطراً على حركة الملاحة”.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى