محليات

“آه ياحنان ..في منك عفريز .. سيكسي ليدي”.. أغان طغت على المشهد الفني في 2019

مثلما يختزل البعض عام كامل بحدثٍ ما وقع خلاله، يشير البعض الآخر إلى ذلك العام بجملة أغنيات رافقته وشكلت له “مرساةً” من الذكريات والمشاعر التي تستحضر بمجرد سماعها ومهما تقادمت عليها السنين، نفس الزمان والمكان وحتى الرائحة المرتبطة بتلك “المرساة”.

وصدر خلال 2019 عدد كبير من الأغنيات المتفاوتة في قيمتها الفنية، مع غياب شبه كامل لمفهوم “الألبوم” وسيطرة مطلقة “للسنغلز”، حيث أصبحنا نستمع في كل يوم إلى صوت جديد وأغنية جديدة.

وعند ذكر أبرز أغنيات 2019 التي لاقت نجاحاً وانتشاراً كبيراً، يمكن البدء بأغنية “ملعون أبو العشق” للفنانة اللبنانية، نجوى كرم (53 عاماً)، التي أصدرتها في شهر نيسان الماضي.

ومن أبرز عوامل نجاح تلك الأغنية هو تصوريها عبر طريقة “الفلاش موب”، التي تعتمد على إقامة عرض فني مباشر مفاجئ في مكان عام، وسط تفاعل المارة والناس المتواجدين فيه.

وأخرج الأغنية اللبناني، وليد ناصيف، وكتب كلماتها ولحنها، السوريين عامر لاوند وعلي حسون، وسجلت على منصة “يوتيوب” نحو 91 مليون مشاهدة، محققة أعلى نسبة مشاهدات في أرشيف كرم الغنائي.

وفي الجهة المقابلة لتصريحاتها “المثيرة للجدل”، أثبتت المصرية شيرين عبد الوهاب (39 عاماً) تواجدها الفني في 2019 بأغنية لبنانية لأول مرة في مسيرتها، حملت عنوان “يا بتفكر يا بتحس”.

وطرحت الأغنية التي ألفها علي المولى ولحنها صلاح الكردي، خلال شهر رمضان الماضي كشارة لمسلسل “خمسة ونص”، وحققت نسبة مشاهدات وصلت إلى 62 مليون مشاهدة.

أما السورية أصالة نصري (50 عاماً) التي أثارت أخبارها الخاصة المتعلقة بعلاقتها مع زوجها المخرج الفلسطيني، طارق العريان، اهتمام وسائل الإعلام، فطرحت في صيف 2019 ألبوماً غنائياً انتشرت منه عدة أغنيات ولاقت رواجاً جماهيرياً كبيراً.

وأبرز تلك الأغنيات : “بنت أكابر” باللون المصري الصعيدي محققةً نحو 50 مليون مشاهدة، إضافة إلى “جابوا سيرته” و”مبقاش سر”.

ومن أبرز الفنانات اللواتي “أنقذن” الـ2019 فنياً، بطرح عدة أغنيات تحاكي الزمن الجميل الذي تفتقده المسامع كلاماً ولحناً وصوتاً، هي الفنانة اللبنانية، عبير نعمة (39 عاماً).

وبعد النجاح الكبير الذي حققته في صيف 2018 عبر أغنية “وينك”، طرحت نعمة خلال العام الحالي أغنية منفردة حظيت بقبول وانتشار كبير حملت اسم “تلفنتلك”، واختتمت العام بألبوم ضم 7 أغنيات، أبرزهم: “حكاية” و”كل ما تقلي” و”كرمالي”.

أما الفنان السوري، ناصيف زيتون (31 عاماً)، فأضاف خلال العام الجاري نجاحات جديدة ساهمت بتثبيت اسمه على الخارطة الغنائية.

واعتمد زيتون خطة تسويقية جديدة لطرح أغنيات ألبومه، عن طريق إصدار أغنية كل شهر، أبرزها “كرمال الله”، “تكة” و”كل يوم بحبك”، حقق كل منها على التوالي عبر “يوتيوب” : 25 مليون، 52 مليون، 13 مليون مشاهدة، دون نسيان “أزمة ثقة” شارة مسلسل “الهيبة”.

وطرحت الفنانة اللبنانية، نوال الزغبي (48 عاماً)، في شباط الماضي ألبوماً غنائياً، اعتبره النقاد “عودة قوية لمفهوم الألبوم المتكامل”.

وحققت الزغبي فيه نجاحات كبيرة لاسيما بالأغنية التي حملت عنوان الألبوم، “كده باي”، و”اللي براسي عملتو” كلمات وألحان السوريين : حسان عيسى وعلي حسون، إضافة إلى “محاية” لحن السوري فضل سليمان، و”جوا قلبه”.

أما المغني السوري، حازم الصدير، الذي أثار العام الماضي جدلاً كبيراً بسبب أغنيته “شعراتا ولو”، خلق خلال العام الحالي “همروجة” عبر أغنيتي “نار بتولع نار” و”في منك ع فريز”، اللتان تدوران في نفس فلك الجملة اللحنية والتوزيعية السائدة خلال السنوات الـ10 الأخيرة.

وكما جرت العادة في كل عام، حقق الفنان الإماراتي، حسين الجسمي (40 عاماً)، نجاحاً جديداً بعد أغنية “أحبك”، من خلال أغنيتي “ما نسيتك” التي حققت 14 مليون مشاهدة، و”مهم جداً” 37 مليون مشاهدة.

ومن الفنانات الشابات اللواتي يبدو أنهن يسرن بخطوات ثابتة نحو النجومية، دعَّمت العراقية، أصيل هميم، سلسلة نجاحاتها السابقة بأغنية طرحتها خلال الصيف الماضي، حملت اسم “سر الحياة”، واحتلت المراكز الأولى لعدة أسابيع عبر الإذاعات العربية، وحققت 190 مليون مشاهدة.

وانتشرت خلال العام الحالي عدة أغنيات لممثلين “طق براسن شرش الغني”، وشكلت أغنياتهم حالة جماهيرية، غزت وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت الخيار الأول “للرقص” في مختلف “البارات والمقاهي”.

وأبرز تلك الحالات ما حققه الممثل المصري، محمد رمضان، الذي طرح عدة أغنيات من نمط “الراب”، حققت له ملايين المشاهدات، وقدمت له عشرات العروض لإحياء الحفلات الغنائية في مصر، المغرب والسعودية.

أبرزها : “نمبر ون” 127 مليون مشاهدة، “مافيا” 167 مليون مشاهدة، “الملك” 114 مليون مشاهدة، “السلطان” 17 مليون مشاهدة، ولا يمكن نسيان الأغنية الديو التي جمعته بالفنان المغربي، سعد لمجرد، “إنساي” والتي تخطت حاجز الـ195 مليون مشاهدة.

أما الممثل الكوميدي اللبناني، عباس جعفر، فطرح خلال مشاركته في برنامج “ديو المشاهير”، أولى أغنياته والتي لاقت جدلاً كبيراً حيث اتهم على خلفية غلافها الإعلاني بـ”ترويجه للعنف والسلاح وتجارة الحشيش”.

وحملت الأغنية اسم “راسي بعلبكي”، وكتب كلماتها علي المولى ولحنها جمال ياسين، وأطلق جعفر لاحقاً أغنيته الثانية بعنوان “قلن إيه” ألحان فضل سليمان والتي حققت له 15 مليون مشاهدة على “يوتيوب”.

وكان لأغاني الأطفال حصة واسعة من الانتشار في عالم الكبار، لاسيما بأغنية “بيبي شارك” التي أصبحت بين “ليلة وضحاها” أغنيتهم المفضلة في أماكن العمل والسهر، مادفع عدة فنانين لوضع كلام على لحنها وأدائها خلال حفلاتهم الغنائية.

ومن الأغاني “اللي كيف ما التفتنا سمعناها” خلال 2019 رغم أنها صدرت العام الفائت، هي أغنية “كراميلا السكسي ليدي”، لفرقة فلسطينية تدعى “جابيد”، وحققت على “يوتيوب” نحو 42 مليون مشاهدة.

ونجح مقطع فيديو صغير ظهر فيه طفل يمني يدعى “عمرو أحمد” وهو يغني أغنية بعنوان “حبيبي أنت وينك من زمان”، بنشرها وتسليط الضوء عليها بعدما كانت غير معروفة في الوطن العربي.

والتقط أحد المارة الفيديو للطفل اليمني وهو يبيعه الماء، ولقي تفاعلاً وانتشاراً عم فضاء “السوشال ميديا”، جعل الأغنية “ترند” رقم واحد في الوطن العربي.

وتحول مقطع فيديو صوره الشاب السعودي، حمدي “أسير الأحزان”، يلوم فيه حبيته التي تخلت عنه، إلى أغنية غزت العالم العربي من “محيطه إلى خليجه”.

وقال حمدي في المقطع : “آه ياحنان، حبيت المستقبل حبيت الدنيا من بعدك، مشكورة على الخيانة مشكورة على الكذب، مشكورة على الغدر، أنا أسير الأحزان، مساء الخير، مساء الشهرة”.

ودمج الـ”دي جي” اللبناني، غابي غزال، الجمل التي قالها “أسير الأحزان” ووضعها في “ريمكس” حقق ملايين المشاهدات في أيام، الأمر الذي دفع الكثير من الفنانين لركوب موجة نجاح الـ”ميكس” وإعداده كأغنية خاصة مع “فيديو كليب”.

وحتى يكون ختام 2019 مناقضاً للمسك، اكتلمت “جودة” المشهد الفني العام، بديو غنائي جمع بين نجم “الحبي دبي” بهاء اليوسف وفنانة “الملبن” دانا الحلبي، بأغنية “الورد الجوري” توقيع السوري عامر لاوند كلاماً، وسهيل شاكر لحناً.

بعد جرد الأغاني الصادرة في 2019، نجد أنه مع تزايد سطوة “عصر الديجتال” وانتشار منصات الاستماع الإلكترونية التي تتيح لأي يكن أن يغني “على ليلاه” دونما حسيب أو رقيب ، أصبح طرح الأغاني أسهل “من شربة المي”.

ومع اختلاف المعايير الأساسية التي تضمن نجاح الأغاني من صوت جميل وكلام موزون وموسيقى راقية، وقع كبار الفنانين ممن يمتلكون أرشيفاً فنياً كبيراً في حيرة من أمرهم بعد أن غدا بإمكان أي شخص أن يصبح “نجماً” بسبب “أغنية واحدة ضاربة”.

 

توفيق بيطار – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى