العناوين الرئيسيةفلاش

وصفها المسؤول بـ “كميات محدودة وبسيطة جداَ” .. الفيول المتسرب يصل إلى شواطئ جبلة 

لم تكن مشكلة السوريين يوماً، على مدى عشر سنوات من الحرب، مواجهة الموت المحتمل في كل ثانية، من مواجهة كل ضباع الأرض، إلى الوحوش الملتحية المختبئة تحت عباءة الله، إلى القتلة الذين يرتدون “كرافات” وحاصروا اقتصاديا ملايين السوريين بهدف قتلهم “خنقا”، إلى أمراء الحرب، شركاء الخارج في الخراب.

فقد تصالحوا مع فكرة أنك إن لم تقاتل على جبهتك، ستموت حتماً، لأن عدوك لا يرحم، ولا يحمل أي صفة بشرية.

كل ما يطلبه معظم السوريين، إن سألتهم، “شوية احترام” وشفافية، وأن ينهج المسؤولون طريق القيادة في صراحتها، وشفافيتها، ووضوح موقفها.

 

البداية من الأخير.. 

فوجئ أهالي مدينة جبلة بوصول الفيول المتسرب من أحد خزانات المحطة الحرارية في بانياس، لشواطئ المدينة في صباح يوم الثلاثاء، وبالتحديد للشاطئ المقابل لضاحية المجد في المدينة.

وتخوف اللاذقانيون من أن يصل لشواطئ اللاذقية، كما حدث في وقت سابق، ووصوله من شواطئ فلسطين المحتلة في عام 2006.

وشكّل وصول الفيول صدمة لدى المعنيين والمواطنين، كون رئيس نقابة عمال الكهرباء في اتحاد عمال طرطوس داوود درويش، صرّح ل “سانا” بعد عدة ساعات من انتشار خبر تسرب الفيول، بأنه تمت السيطرة على تسرب الفيول من أحد الخزانات بمحطة بانياس الحرارية.

وقال بأن فرق الصيانة في المحطة الحرارية تمكنت من السيطرة على تسرب الفيول من أحد الخزانات، نافياً أن يكون الحادث ناجماً عن عمل تخريبي.

وكان أوضح أن “تصدعاً واهتراء” في أحد خزانات الفيول بالمحطة الحرارية أدى لتسرب كميات من الفيول في البحر، لافتاً إلى أن الخزان كان مملوء بكمية 15 ألف طن من الفيول، دون ذكر الكميات المتسربة من الخزان.

ومن جهته، قال مدير عام محطة التوليد الحرارية في بانياس المهندس عيسى الصواف لتلفزيون الخبر، في يوم الحادثة: “أدى حدوث انثقاب بأحد خزانات الفيول بالمحطة لتسرب مادة الفيول منه، والعمل جار على صيانة الخزان وإصلاحه”.

وقام المعنيون برئاسة محافظ اللاذقية، بجولة عصر يوم الثلاثاء، على شواطئ جبلة للاطلاع على عدة مواقع فيها، وصولاَ للحدود الادارية مع طرطوس، لوضع خطة عمل مشتركة لرفع التلوث الذي من الممكن أن يتسببه وصول الفيول للشواطئ.

 

مدير عام المؤسسة: الكميات المتسربة محدودة وبسيطة جداَ

خرج المهندس محمود رمضان مدير عام المؤسسة العامة لتوليد الكهرباء لـ”السورية” بتصريح غريب وصف فيه الكميات المتسربة بـالـ”كمية محدودة و بسيطة جداً.”

وقال المهندس محمود في تقرير تلفزيوني “كان لدينا أقنية تصريف مطرية محدودة، أدت لتسريب كمية محدودة و بسيطة جداَ باتجاه مياه البحر”.

وأضاف رمضان “ قمنا مباشرة بإغلاق الاقنية والريغارات المؤدية لمياه البحر، خوفاَ من حدوث أي تلوث لمياه البحر” .

وتحدث عن الخزان الذي حصل به التسرب، بأنه من أقدم الخزانات الموجودة بمحطة توليد بانياس، عمره الزمني يزيد عن 35 سنة، ونتيجة تقادم العمر الزمني، تعرض بأسفله، لاهتراء بمنطقة بسيطة، أدت لحصول شق، وهذا الشق ادى لتسرب كميات الفيول.

وأضاف “نتيجة لوجود ارتفاع بالخزان يشكل ضغط، أدى لتسرب كميات الفيول باتجاه الحوض، وطبعاَ خزانات الفيول بمحطات التوليد، مصممة تلقائياَ لتحقيق كل درجات الأمان، وأي خزان فيول محاط بسواتر ترابية مهمتها حجز كميات الفيول المتسربة من كامل الخزان وعدم خروجها، خارج هذا السور الترابي”.

 

الكميات المحدودة وصلت لأربعة مناطق في جبلة

من جهته، قال رئيس مجلس مدينة جبلة أحمد قناديل لتلفزيون الخبر ”لوحظ وصول مادة الفيول المتسربة من أحد خزانات محطة بانياس الحرارية، إلى عدة مواقع بشاطئ جبلة”.

وأضاف “بقع الفيول متفاوتة الكثافة، ولوحظت بشواطئ عرب الملك، ميناء البحيص، ضاحية المجد وميناء العزة في شاطئ جبلة”.

واكد رئيس البلدية أنهم باشروا منذ صباح اليوم الأربعاء بتنظيف الشواطئ باليد العاملة وعبر آليات تابعة للصرف الصحي “ساحبة للقاذروات”، محذرا “المواطنين من السباحة لحين معالجة الكميات المتسربة.”

 

تشديد المراقبة بأسواق السمك لملاحظة علامات التلوث

وقال مدير عام الهيئة العامة للثروة السمكية الدكتور عبداللطيف علي، لتلفزيون الخبر” كنا ومازلنا متابعين لحظة بلحظة، لحالة تسرب الفيول ووصوله للشواطئ، وقمنا بجولة على الشواطئ الملوثة من التسرب الحاصل”.

وأضاف المدير العام “الكميات متفاوتة، وهناك التجمعات الكبرى للفيول على الخلجان الصغيرة، ومازالت الكميات محصورة على الشواطئ، سنأخذ عينات من المياه لتحليلها”.

وتابع الدكتور علي “وجهنا المراقبين والمعنيين لمراقبة الأسواق والتشديد بذلك، لملاحظة علامات التلوث، والسلامة الصحية للمنتج والمستهلك”.

 

كلمة أخيرة ..

يشير تصريح المدير العام للمؤسسة حول “الكميات المتسربة محدودة وبسيطة جداَ” إلى أحد أمرين، أولهما أنه لم يقدر الكميات المتسربة إلى درجة وصلت إلى محافظة أخرى، أو أنه لم يكن “شفافاً” في التعامل مع الرأي العام، وفي كلتا الحالتين، الأمر يثير أسئلة.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى