العناوين الرئيسيةفلاش

كنائس دير الزور .. كيف دمرتها الحرب

احتضنت مدينة ديرالزور عبر التاريخ، عائلات من الطائفة السريانية التي فرّت من حروب شمال العراق ومجازر السريان القديمة بماردين، إضافة للسريان القدامى فيها، وهم من السكان الأصليين لمدن الجزيرة السورية.

وضمت أيضاً الأرمن الناجين من المجازر العثمانية بعد تركهم في الصحراء بين مدينتي الرقة وديرالزور، حيث قام أهالي المحافظة حينها، بإيوائهم وإعطائهم أراضٍ لبناء كنائسهم.

وتوجد في دير الزور أربعة كنائس تعتبر من أبرز المعالم التاريخية للمنطقة الشرقية في سوريا، وهي: كنيسة اللاتين (يسوع الملك)، وكنيسة السريان الأرثوذوكس، وكنيسة الأرمن الكاثوليك، وكنيسة الأرمن الأرثوذوكس (كنيسة شهداء الأرمن).

وطال الدمار الكنائس الأربعة، حيث قام مسلحو “جبهة النصرة” بتفخيخها وتفجيرها الواحدة تلو الأخرى، مع عدد كبير من المساجد والمقابر، وما يقارب ٨٠% من أحياء المدينة.

وطال أكبر التفجيرات كنيستي مريم العذراء وشهداء الأرمن، وهما أعرق كنائس الشرق، التي كان يتوجه إليها الأرمن في كل عام لإحياء ذكرى المجازر العثمانية.

وخلت المدينة تدريجياً خلال سنوات الحرب من رعايا الكنائس، إلا أن شادي دوما بقي في مدينته ولم يغادرها، فكان شاهداً على ما حلّ في كنائسها وأحيائها من خرابٍ وتدمير، وفق تعبيره.

وقال شادي لتلفزيون الخبر: “بقيت في المدينة ولم أغادرها لهذه اللحظة، بقينا نقيم الصلوات والإحتفالات الدينية لغاية حزيران عام 2012، وحين قامت الجماعات المسلحة بالدخول إلى المدينة، غادر القساوسة والراهبات من المدينة، وأغلقت الكنائس، وبدأت حركة النزوح باتجاه المحافظات الأخرى”.

وتابع شادي: “استمرت حالة النزوح لبداية عام 2013، ولم يبق في المدينة سوى بضع عائلات خرجت في وقتٍ لاحق، وبقينا أنا وأمي وأبي، حتى عام 2015، حين خرجَ والدايَ وبقيت هنا وحدي”.

وقال توما “كان المسيحيون يعيشيون في أحياء القصور والرشدية وسيما فؤاد بشكل أساسي، معظمهم من طوائف السريان والأرمن والكلدان، وكان عددهم قبل عام ٢٠١٠ ما يقارب ٣٠٠ عائلة، هاجر معظمهم خارج سوريا وتوزع البقية بين المحافظات السورية”.

وأضاف شادي “عملت خلال بقائي هنا في الإعلام الحربي إلى أن تحررت المدينة، وأعلنتها محررة بصوتي على أحد القنوات التلفزيونية، هذه اللحظة كانت بصمة جميلة جداً بحياتي”.

وأقيم أول قداس بعد التحرير، في شباط ٢٠١٨، في كنيسة السيدة العذراء للسريان الأرثوذكس، حضره البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية.

وقالت أم شادي لتلفزيون الخبر: “قبل الأزمة كنا نحتفل بأعياد الميلاد مع أهلنا وجيراننا المسيحيين والمسلمين، ونقوم بتزيين المنازل ونضع شجرة الميلاد ونحضر ضيافة العيد”.

وتابعت: “في هذا العام أضأنا شجرة الميلاد في منزلنا، وأقمنا الصلاة في المنزل أنا وأفراد أسرتي، وقمت بتجهيز حلوى العيد لاستقبال جاراتي وصديقاتي اللواتي اعتدت على زيارتهن ومعايدتهن لنا في جميع مناسباتنا وأعيادنا”.

يذكر أن كنيسة شهداء الأرمن، التي وضع حجر أساسها عام 1985، تمثل مقاماً كان يتوافد إليه الأرمن في مناسبة ذكرى المذبحة من جميع دول العالم، وما يزيد من أهميتها العامود المشيد في منتصفها (عامود الانبعاث)، الذي يضم تحته رفات ضحايا الأرمن من مختلف المناطق الشرقية.

Image may contain: people standingImage may contain: outdoorImage may contain: one or more people

 

حلا المشهور- تلفزيون الخبر- ديرالزور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى