اخبار العالمالعناوين الرئيسية

علماء النفس يكشفون فوائد التباعد الاجتماعي في زمن “كورونا”

يعرّف قاموس “ويبستر” التباعد الاجتماعي على أنه ممارسة تهدف للحفاظ على مسافة جسدية أكبر من المعتاد عن الأشخاص الآخرين، أو تجنب الاتصال المباشر بالأشخاص أو الأشياء في الأماكن العامة أثناء تفشي مرض معدٍ، من أجل تقليل الإصابة به أو انتقال العدوى.

وعلى الرغم من أن الحياة الجديدة في ظل التباعد الاجتماعي قد تبدو جديدة للكثيرين، فإن علماء النفس يؤكدون أنه من المهم أن نفهم أن الشعور بالقليل من البعد في الوقت الحالي أمر طبيعي.

وتقول نائبة الرئيس في قسم الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إليسا إبل، إن: “التباعد الاجتماعي يساعدنا على التأقلم والتكاتف معاً من أجل إبطاء انتشار الفيروس، خاصة إذا تمكنا من إدارته بشكل جيد”.

وتؤكد إبل أن “التباعد الاجتماعي يشكل فرصة للتفرد بالذات ومنحها قسطاً من الراحة وممارسة الأنشطة المنزلية التي كان الإنسان يتوق لها خلال زحمة انشغالاته اليومية العادية”، بحسب موقع “سكاي نيوز”.

وتنصح إبل “بعدم التعرض بشكل مفرط لوسائل التواصل الاجتماعي أو المتابعة الإخبارية المتواصلة لأخبار الفيروس أثناء فترة التباعد الاجتماعي”، مؤكدة أن “هذه الأمور تزيد القلق لدى الناس، وتعزز مشاعر الخوف عندهم، مما يضعف الاستجابة المناعية للجهاز العصبي للتصدي للفيروسات”.

وتضيف: “يمكننا أن نركز على أفضل ما لدينا وأن نكثف الحديث عن الأشياء الإيجابية والهادفة التي تحدث الآن”، مردفة “العواطف مثل الفيروسات، معدية. لذا علينا الانتباه عند نقل عواطفنا للآخرين”.

كما يقول أستاذ علم النفس والطب النفسي في جامعة ويسكونسن ماديسون، ريتشارد ديفيسون، إن: “علينا النظر إلى التباعد الاجتماعي على أنه “عمل سخي نقدم من خلاله الخير لأنفسنا وللآخرين، باعتباره عملا أساسيا من أعمال الكرم”.

ويضيف ديفيدسون أنه “علينا إعادة صياغة ظروفنا الحالية، فجميعنا ناقلون محتملون للفيروس، لذلك، في كل مرة نمارس فيها التباعد الاجتماعي، نشارك في عمل مفيد للآخرين”.

ويبيّن ديفيدسون أنه: “إذا استجبنا لنصيحة أخصائيي الرعاية الصحية، فإننا ننخرط في إجراءات من شأنها تعزيز رفاهنا الجماعي وإخراج أفضل ما لدينا”.

ويوصي ديفيدسون باعتبار الظروف التي فرضها التباعد الاجتماعي كوسيلة لإعادة التفكير في مفاهيم الاعتماد المتبادل لدينا، قائلا: “لا يمكننا التفكير في أنفسنا كجزيرة منعزلة. الطبيعة ببساطة لا تحترم تلك الفروق. هذه فرصة لتوسيع حدود تفكيرنا لتشمل الآخرين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى