سوريين عن جد

صبا.. جميلة في الـ 14 من عمرها تقود دراجتها النارية وتقارع الحياة

تقود صبا حبيلي، ابنة الأربعة عشر عاماً، دراجتها النارية يومياً لتأمين احتياجات المنزل، ومحل صغير لبيع الألبسة في ناحية الفاخورة.

تعيش صبا مع والدتها وشقيقتها منذ وفاة والدها قبل نحو 9 سنوات، حيث قامت والدتها بافتتاح محل لبيع الألبسة في القرية ليكون مصدر دخل للعائلة.

تقول صبا “على الرغم من انني الابنة الصغرى إلا أنني كنت أشعر بالمسؤولية وواجب مساعدة والدتي التي افتتحت محل البسة بالقرية، لتتمكن من اعالتنا وتؤمن لنا حياة كريمة”.

عانت الفتاة من صعوبة كبيرة في التنقل، خصوصاً أيام الشتاء الماطر والبرد القارس “كنت أضطر للانتظار طويلاً لأجد وسيلة تقلني” تقول، وتتابع “كنت أراقب الشبان وهم يتنقلون بسهولة على دراجاتهم كان يزداد يقيني لحاجتي لوسيلة نقل خاصة بي”.

تشرح صبا أن الأمر بدأ بمزحة قبل نحو ثلاث سنوات، إلا أن أمها وخالها حولا الأمر إلى واقع، وتضيف “علمني خالي قيادة الدراجة منذ ثلاث سنوات، وفي العام الماضي فقط حصلت على دراجتي الخاصة”.

تعرضت صبا في البداية لمضايقات كثيرة “وصارو ينادوني حسن صبي”، تقول الفتاة، وتستطرد “ولكني لم أعرهم أي اهتمام، فكما تقول والدتي:مابيخجل إلا يلي بيعمل عيب وطول ما أنت واثقة من شغلك لاتهتمي لحكي العالم”.

تعلمت صبا كل مايلزم معرفته من أعمال الصيانة البسيطة كتبديل العجلة وشحن البطارية للدراجة، حيث تحتفظ بصندوق “عدة” صغير في صندوق دراجتها.

مع أزمة البنزين التي تعاني منها سوريا، وأمام الازدحام الشديد في محطات الوقود، شعرت صبا ببعض القلق من فكرة الوقوف في طابور طويل فتاة وحيدة بين كل هؤلاء الرجال، إلا أن ما جرى في محطة الوقود زرع فيها الطمأنينة.

تقول صبا “شهامة رجالنا بددت هذه المخاوف فبمجرد وصولي إلى الكازية تسابق الجميع لإعطائي دورهم بكل رضا وابتسامة لطيفة على محياهم قائلين: عيب علينا نخلي بناتنا تنطر ونحنا موجودين”.

تعتبر ابنة الأربعة عشر عاما أن الدراسة هي الأهم، وتحلم أن تصبح طبيبة، حيث تسعى دائماً للحفاظ على تفوقها، وتمارس الرسم والعزف على العود وتتقنه مذ كانت في السادسة من عمرها، إضافة إلى ممارسة رياضة الكارتيه حيث تملك ثلاثة أحزمة.

لا تعرف صبا أنها وعلى الرغم من صغر سنها قد تمكنت من كسر “تابوهات وهمية” في المجتمع، وفتحت الباب أمام نساء وفتيات أخريات لقيادة الدراجات النارية أيضاً، والتي تعتبر من أبرز وسائل التنقل في ريف اللاذقية.

زياد علي سعيد _ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى