ثقافة وفن

شيخ مترجمي الأدب اللاتيني.. وفاة المترجم صالح علماني عن عمر 70 عاماً

توفي صباح الثلاثاء 3 كانون الأول، في إسبانيا المترجم الفلسطيني صالح علماني عن عمر ناهز الـ70 عاماً، بعدما عرف بترجماته الكثيرة للأدب اللاتيني، أشهرها “مئة عام من العزلة”.

حيث نشر زوج ابنته “يوسف بزلميت” عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك” أنه “ببالغ الحزن والأسى تلقينا صباح اليوم وفاة عمي والد زوجتي المترجم والأديب الكبير الأستاذ صالح علماني في إسبانيا، سائلين المولى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته”.

ولد المترجم الراحل في سوريا، مدينة حمص عام 1949، ودرس الأدب الإسباني، وأمضى أكثر من ربع قرن في خدمة الأدب اللاتيني ليُعرّف القرّاء العرب على هذا النوع من الأدب.

وعمل منذ ربع قرن على ترجمة أدب أميركا اللاتينية والآداب المكتوبة بالإسبانية عموماً، كما لو أنه ورشة متكاملة، ويعود الفضل إليه في ترجمة عشرات الروايات التي شكّلت ما يسمى بموجة “الواقعية السحرية”.

في عام 1970، غادر علماني إلى برشلونة لدراسة الطب ثم تركه لدراسة الصحافة لسنة واحدة فقط، وعمل بعدها في الميناء مختلطاً بعالم القاع.

وكان روى في أحد لقاءاته أنه “بينما كان في أحد مقاهي برشلونة ذات مساء، قابل صديقاً كان يحمل كتاباً نصحه بقراءته، كانت الطبعة الأولى من “مئة عام من العزلة” لغابرييل غارسيا ماركيز”.

وأضاف “عندما بدأت قراءتها، أصبت بصدمة لغة عجائبية شدتني بعنف إلى صفحاتها قررت أن أترجمها إلى العربية، وبالفعل ترجمت فصلين ثم أهملتها”.

وتابع “عندما عدت إلى دمشق نسيت الرواية في غمرة انشغالاتي لكن ماركيز ظل يشدني، فترجمت قصصاً قصيرة له، ونشرتها في الصحف المحلية، ثم ترجمت “ليس لدى الكولونيل من يكاتبه” (1979).

لفت الكتاب انتباه الناقد حسام الخطيب، فكتب أن شاباً فلسطينياً يترجم أدباً مجهولاً لقراء العربية”، هذه الملاحظة قادت علماني إلى امتهان “حرفة” الترجمة فانتهج الترجمة، لدرجة أنه مزق مخطوط روايته الأولى من دون ندم وانخرط في ترجمة روايات الآخرين.

ترجم صالح علماني ما يزيد عن مئة عمل عن الإسبانية، هي محصلة جهوده الدؤوبة خلال أكثر من ثلاثين عاماً في ترجمة أدب أمريكا اللاتينية، والأدب الإسباني عموماً.

ومما ترجمه للراوئي غابرييل غارسيا ماركيز: (الحب في زمن الكوليرا، قصة موت معلن، ليس لدى الكولونيل من مئة عام من العزلة، عشت لأروي، ذاكرة غانياتي الحزينات، ساعة الشؤم، الجنرال في متاهة).

وترجم للراوئي ماريو بارغاس يوسا، حفلة التيس، دفاتر دون ريغوبرتو، رسائل إلى روائي شاب، امتداح الخالة من قتل بالومينو موليرو، شيطنات الطفلة الخبيثة).

وترجم للروائية إيزابيل أيندي (إنيس… حبيبة روحي، ابنة الحظ، صورة عتيقة، حصيلة الأيام، باولا).

ومن ترجماته أيضاً كتب: (كل الأسماء: جوزيه ساراماغو، انقطاعات الموت (جوزيه ساراماغو، مدينة الأعاجيب: إدواردو ميندوثا، رؤى لوكريثيا: خوسيه ماريا ميرينو).

وكان علماني يترجم من الإسبانية إلى العربية بلغة عربية رشيقة ومصقولة، ليجد القارئ نفسه منغمساً في لذة القراءة، كأن الكتاب مكتوب بلغة الضاد.

يذكر أن صالح علماني، هو صاحب أشهر ترجمة لرواية مئة عام من العزلة، وأمضى أكثر من ربع قرن في خدمة الأدب اللاتيني، ليُعرّف القرّاء العرب على هذا النوع من الأدب.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى