فلاش

شجرة الأرز السورية…. شجرة معمّرة تتعرض للقطع الجائر في غابات اللاذقية

تُعتبر شجرة الأرز من أكثر الأشجار انتشاراً في سوريا، وهي شجرة معمّرة تزيد الجو لطفاً وتعدل من الحرارة وتعطي منظراً جميلاً، إلا أن القطع الجائر أودى بالكثير من أشجار الأرز السورية المعمّرة، التي خسرتها سوريا بعد 50 عاماً على زراعتها والاهتمام بها.

وقال رئيس مشتل حراج جوبة برغال في اللاذقية المهندس أيسر الهندي لتلفزيون الخبر إن “شجرة الأرز في سوريا من أهم الأشجار وأكثرها انتشاراً في الطبيعة السورية، إلا أنها تعرضت وتتعرض بشكل مستمر للقطع الجائر، دون إدارك أهمية هذه الشجرة وصعوبة زراعتها والاهتمام بها”.

وأوضح المهندس أيسر الهندي أن “أشجار الأرز في سوريا منتشرة من سلسلة جبال الشعرة في منطقة صلنفة إلى حدود منطقة الغاب في حماة، أي أن سوريا غنية بهذه الشجرة إلى الحد الذي يجعلنا نقول أن سوريا هي بلاد الأرز وليس لبنان”.

وبيّن رئيس دائرة حراج جوبة برغال لتلفزيون الخبر أن “شجرة الأرز السورية نموها بطيء وتحتاج إلى نحو 30 إلى 40 عاماً لكي تعطي ثمارها، ومن يقوم بقطها لا يدرك مدى خطورة فعلته خاصة أنها من النوع الذي لا يُفرع، وبذلك نحتاج إلى زراعتها من جديد”.

وأضاف أن “شجرة الأرز السورية تعرضت للقطع الجائر من منطقة صلنفة وحتى حدود قرية جوبة برغال على يد بعض المهربين وقطاع الطرق والفارين من العدالة الذين يعملون بطريقة منظّمة ويحميهم عدد من المتنفذين في المنطقة”.

وشرح المهندس أيسر الهندي لتلفزيون الخبر “في المنطقة مابين جوبة برغال والغاب كانت توجد شجرة أرز عمرها نحو 70 عام، اختفت عن وجه الأرض، رغم أنه بالقرب منها يوجد حاجز عسكري، وهذا ما يثير الكثير من التساؤلات عن كيفية قطع هذه الأشجار والإتجار بها”.

وأكمل المهندس أيسر الهندي إن “المشكلة تكمن بهؤلاء المتنفذين الذي يمنعون أي حل تقدمه مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي في اللاذقية وكلما حاولنا الإمساك بهؤلاء “الزعران” تقف في وجهنا قوة هؤلاء المتنفذين ومصلحتهم الشخصية بقطع هذه الشجرة وبيعها بالطن و الاحتفاظ بسعرها في جيوبهم”.

وبيّن المهندس الهندي أن “مديرية الزراعة تعمل على منع قطع هذه الشجرة، خاصة أن نموها بطيء وتحتاج إلى تربة رطبة ورعاية خاصة، و لولا انتشار هؤلاء الأشخاص وتقديم الدعم لهم لتزايدت المناطق المزروعة بشجرة الأرز السورية أضعاف مضاعفة، ورغم ذلك مازال الكثير من اللبنانيين يأتون إلينا ويشترون منا بذور شجرة الأرز السورية”.

ولفت المهندس أيسر الهندي إلى أنه “تم تشجير “قمة النبي نوفل” و”قمة النبي يونس” بأشجار الأرز والشوح، وهناك خطط مستقبلية لتعويض الأضرار التي لحقت بهذه الشجرة المميزة والتي تعتبر من أهم الأشجار التي تنمو في سوريا”.

وختم رئيس دائرة حراج جوبة برغال حديثه لتلفزيون الخبر بالقول إن “شجرة الأرز السورية تتعرض للقطع الجائر وللسرقة كما أنها تتعرض للتهريب إلى لبنان نتيجة لانخفاض سعرها وهو 150 ليرة أي مايعادل ربع دولار بينما تباع في لبنان بـ 5 دولار لكيس البذار الواحد صغير الحجم”.

و خلال سنوات الحرب أخذت عمليات القطع الجائر لأشجار الأرز والصنوبر والغار والشوح بالازدياد في غابات اللاذقية، وفقدت سوريا آلاف الأشجار المعمّرة.

و رغم كل ما تعرضت له المحميات الطبيعية والغابات الخضراء التي تُحرق وتُقطع على مرأى من الجميع، لم تستطع الجهات المعنية إيجاد حل جذري وشامل يوقف هذه التعديات ويحمي أشجار سوريا من السرقة والقطع والتهريب.

كما تحولت السلسلة الجبلية للمنطقة الساحلية من الجهة الشرقية إلى منطقة شبه جرداء، حيث يقوم البعض بقطع الأشجار وبيع أخشابها بالطن، أو الاتجار بالحطب و الفحم الذي يستخدم بشكل واسع في “الشوي” و “الأركيلة”، ما يجعل القطع الجائر للأشجار تجارة مُربحة للعديد من المتنفذين في المنطقة.

سها كامل – تلفزيون الخبر – اللاذقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى