بالحلبي العتيق

ذاكرة المشارقة بحلب .. بقلم الكابتن عبد الكريم بيبي

غمض أو إذا بدك خليك مفتح…خلي ضهرك لباب الفرج ووقف على رصيف المتحف…المتحف على يسارك وشارع بارون على يمينك…!!! من هون بتبدا حدود حارتنا المشارقة..

خليك دوس دغري لتصل لعوجة المأمون ودخول يسار لتخلص المأمون ورجاع امشي للغرب لقبر هنانو…من هون فروق للجنوب لتصل لمجرى نهر قويق…

بس وصلت لحرف النهر رجاع برجوع لتصل لباب انطاكية…وقف وروح يسار لتصل لباب جنين…اتخيلت المستطيل اللي رسمتو..!!! هي هي حارتنا..؟؟

كان فيا كنيسة ومعبد يهودي وخمس جويمع زغار شوي ماعدا المطعيني كان كبير شوي..!! فيا مستشفى موريس كوسا…وفيا تلات جبانات ..فيا حمام القباني..وقسطل زعيربان…

الحارة كانت مقسومة خمس او ست حارات …الكتاب والشماعين والدحديلة والقسطل والمزرعة…وكان في شي عشر سمانين السمان كان يبيع خضرة كمان…

وكان فيا فاخورة وحوالي خمس كراجات وأربع دايات وقندرجي أبو مكي ومصلح بوابير أبو هلال ومجبر ومجبرة وفرنين عجيلو وأبو طالب..!!!وكان في طرنبة مازوت وأربع طرنبات مي عامة..وتلات مدارس..!!

بحارتنا ماكان في غربا ..كلون ولاد الحارة أباً عن جد…ماكان في فقرا كتير…كان في دراويش والغالبية وسط أو شوي زغيرة فوق الوسط…كان في كم سرسري بكل الحارة بس مايعملوا مشاكل جوات الحارة…بحياتو ماتقاتلوا ولاد الحارة مع بعضون وصار دم..؟؟

مزبوط كنا مشرانية وقبضايات بس ماكان في حدا معتدي..تسعين بالمية من الشباب ماكملوا دراسة وصاروا معلمين مهنة حداد صواج دوزنجي… بس المتعلمين كتير كان ألون حظوة واحترام بالحارة..

ماكان في غير “قهوة” وحدة وخربت الحارة وماصاروا تنتين..!! لهلق بس اسمع كنية أو أشوف ملامح شب بقلو أنت من بيت فلان بفنجر عينه وبقلي نعم عمو شلون عرفت…!!! بحارتنا في فوق الخمسمية عيلة بعرفون كلون..!!!

مرة أخوي يوسف الله يرحمو مسك واحد بالحارة من صدرو وقلو وين رايح ولاك..!!! قلو عبيتنا…قلو وين بيتكون … قلو سيوي..؟؟؟ سلخو يوسف كف صرعو صرع…قلو ليش ليحق البنت ولاك..!!! قلو والله ياخاي بدي ابعت أهلي…!!! ومضى عمر كل ماشاف يوسف الشب يبوسوا بعض وصار عندو عر ولاد من الصبية..!!!

الحارة سيوي كانت سد…؟؟؟
أنت وين حارتكون وليش هيك أسما ومين سمان حارتكون ومين جيرانكون ومين الببورجي والقندرجي وضراب الأبر ووين مدرستك وأش أسما ومين رفقاتك..!!
حلب أم وأبو وجوز عمة الدنيا وبتموت الدنيا وحلب بضل عزنا…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى