العناوين الرئيسيةثقافة وفن

حارس مسرح الحمراء “محمد متولي”.. وداعاً

لم يتوقع أحد أن صورته أمام “مدخل المغادرين” في مطار دمشق الدولي ستكون الأخيرة له في العاصمة التي احتضنته واحتضن مسرح حمرائها بكل الحب.. فجر يوم الجمعة غادرنا “محمد متولي” تاركاً في قلوب محبيه غصة كبيرة.

كان من المفروض أن تكون زيارة عادية إلى بلده مصر ليُعيِّد عيد الأضحى مع زوجته السورية وابنه الوحيد “أنس” لكن اشتداد مرضه جعلها مغادرة أخيرة لدمشق التي أحبها وأحبته.

نعاه الكثير من المشتغلين في المسرح ومنهم مصمم الإضاءة ورئيس قسم التقنيات في المعهد العالي للفنون المسرحية “أدهم سفر” الذي كتب على صفحته في فيسبوك: “شكلا إجازة مفتوحة مو متل ما قلتلي يا رفيقي. الله يرحمك يا روح مسرح الحمرا”.

كما كتبت الممثلة “لوريس قزق”: “عم متولي.. ضحكتك رح ضل اسمعها بمسرح الحمرا.. لروحك السلام”، بينما عبَّر المخرج المسرحي “عروة العربي” عن حزنه بالقول: “صديقي وحبيبي.. رائحة مسرح الحمراء.. الوفي لدمشق.. كم أوجعني رحيلك يا متولي.. لروحك الرحمة والسلام أيها المصري الطيب”.

وفي تصريح خاص لتلفزيون الخبر قال “عماد جلول” مدير مديرية المسارح والموسيقى في وزارة الثقافة: “محمد متولي موظف في وزارة الثقافة منذ عام 1982 ضمن مديرية الفنون الجميلة، وبعد زمن طويل بسبب الحرب فقد بيته، واضطرت زوجته السورية من عائلة سرور وابنه الوحيد أنس للسفر إلى مصر، لكن حبه لسوريا ودمشق أبقاه فيها”.

وأضاف جلول: “مساعدةً لمتولي بعد فقدان بيته تم تكليفه كحارس ليلي في مسرح الحمراء، فكان مكان إقامةٍ له بين أصدقائه وزملائه المسرحيين والإداريين، وعمله لم يقتصر كونه حارس ليلي، بل كان يساعد المخرجين أثناء البروفات، ويقدم العون لزملائه من فنيي الإضاءة والصوت خطوة بخطوة، وكان أميناً على المسرح”.

وعن ظروف مرضه قال جلول: “منذ شهر ونصف مرض متولي، وتقرير الطبيب أوضح أنه منذ ثلاثين عاماً يعاني من التهاب الكبد الفيروسي المنتشر في مصر كثيراً، وأنه راجعه منذ ثلاث سنوات بنفس الشكوى، لكن منذ شهر ونصف اشتد عليه المرض، فدخل المستشفى إثر ذلك ليوم، ثم غادر دمشق منذ عشرة أيام، إذ فضل زيارة أهله في مصر. تابع علاجه لعشرة أيام هناك حتى وافاه الأجل رحمه الله”.

من زار مسرح الحمراء لا بد أنه التقى “محمد متولي”(١٥ نيسان ١٩٦٠) على بوابة الدخول، بابتسامته الجميلة وكلماته المصرية المحببة والتزامه بمهمته ومحبته للمسرح والعاملين فيه التي استمرت حتى غفوته الأخيرة.

بديع صنيج- تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى