العناوين الرئيسيةمحليات

بورصة المكدوس في حمص..250 ألف ليرة لكل100 كيلو “من قريبو”

قلبت سنين الحرب الكثير من طرق الحياة ومصطلحاتها في البلاد بشكل عام، فلم يعد “العز للرز .. والبرغل لم يشنق حاله”، لأن كليهما باتا رمزا للعز أن أمكن تأمينها بشكل دائم في مطبخ العائلة.

كذلك المكدوس، لم يعد أكلة الفقير التي يلجأ لها كأفضل وأوفر الحلول لاسيما في فصل الشتاء، واختفى ما كان يُغنى سابقا لسائقي السرافيس ” ياشوفير دوس دوس الله يبعتلك عروس شقرا بيضا من طرطوس ما بتاكل الا المكدوس”، مع تحوله لأكلة باهظة الثمن يحسب لها ألف حساب.

حيث تحولت تلك الأكلة الشعبية المحببة للكثيرين، والتي لا تكتمل مائدتهم دون وجود صحن ممتلئ بها بجانب بعض “النواشف” المحفوظة في قاموس الاسرة السورية، إلى همّ يضاف إلى هموم الحياة مع غلاء أسعار مكوناتها أضعافا مضاعفة.

وفي حمص، المحافظة العاشقة للمكدوس، لا يستغرب الأمر عند سماع النقاش يدور حوله معظم الأحيان، حيث تهرع النساء إلى محال الجملة لشراء الباذنجان والفليفلة والزيت الذي كوت أسعاره جيوب أرباب معظم الأسر.

تقول أم علاء وهي ربة منزل في حي السبيل لتلفزيون الخبر” كنا في السابق نقوم بتموين 300 كيلو من المكدوس، كون عائلتي تحبه جدا، كما أقوم بإرسال كميات إلى أبنائي في اللاذقية، إلا أنه وفي كل عام تتناقص تلك الكمية، حتى أصبحت 100 كيلو “ونص الغراض بالدين”.

وتضيف” أحاول كحال كل النساء أن أجد أرخص أنواع المكونات، فقد تحول المكدوس من مونة دائمة إلى حلم الفقير بسبب ارتفاع تكلفته”.

وبين أحد المواطنين في حي العباسية لتلفزيون الخبر وهو ينتظر انتهاء زوجته من شراء الفليلفلة “أن كلفة 100 كيلو باتت تكلف 250 الف ليرة سورية “.

وأشار الى أن” المصيبة تكمن في الزيت الذي يتم احتكاره وبيعه بأسعار مرتفعة، حيث وصل سعر الليتر الواحد إلى 12000 ليرة في بعض الأحيان، ناهيك عن غلاء الجوز الذي وصل إلى 35 ألف للكيلو، إضافة للفليفلة والثوم، حيث بدأنا نستعيض عنها بمكونات أخرى كفستق العبيد أو نضطر لتقليل الحشوة كحل نهائي”.

وفي حي الزهراء، قالت سيدة لتلفزيون الخبر أن” ما يزيد الطين بلة هو عدم وجود الغاز والكهرباء، والبحث عن بديل لسلق الباذنجان وعدم القدرة على شراء الحطب، حيث اضطر للسفر إلى ريف طرطوس وسلقه على نار الحطب عند ابنتي”.

وأوضحت سيدة أخرى في حي المهاجرين ” سعر كيلو الباذنجان وصل حسب آخر مرة اشتريته إلى 800 ليرة في محل جملة ليرة، وكيلو الجوز تراوح بين30_40 ألف حسب، أما كيلو زيت الزيتون وصل إلى 15 ألف ليرة، وهذا ما “بطّلناه” حيث استعضنا عنه بزيت “اونا”.

بالتالي، ومع التنويه إلى اختلاف أسعار المواد بين منطقة وأخرى، والفروقات اليومية بأسعار المكونات، فإنه وبعملية حسابية لمونة مقدارها 100 كيلو، نجد أن تكلفة الباذنجان تترواح بين80_100 ألف، و 10 كيلو من الفليفلة ب15 ألف ليرة، بينما وصل سعر كيلو الثوم إلى 3500 ليرة، و5 ليتر زيت ب50 ألف، وفي حال شراء نصف كيلو جوز ب20 ألف ليرة.

رقم بات أي مواطن يحسب له حساب، مع محدودية الدخل الشهري، خصوصا وتزامنه مع بدء المدارس وما ترتب عليه من دفع مبالغ مالية قيمة التجهيزات من لباس وقرطاسية وغيره.

يذكر أن سعر الجوز ارتفع بمقدار الضعف مع بدء تطبيق قرار منع استيراده، مع قيام التجار والباعة على حد سواء بزيادة أسعار ما وجد في مستودعاتهم لكسب أرباح أكبر”.

وأمام هذا الواقع، تكون الأسرة السورية ولاسيما سيداتها أمام خيارين أحلاهما مر، فإما تقليل الكمية إلى حدودها الدنيا، وإما تقليل المكونات “الحشوة” إلى اقصى حد ممكن، مع تبديل زيت الزيتون بأنواع اقل جودة وأسوأ طعما، واستبدال الجوز بفستق العبيد، حلول لا مهرب منها تجنبا لفقدان المكدوسة التي يتشابه فيها المواطن الحمصي مع ” سلنكو” بحبه لها.

عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر_ حمص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى