فلاش

التنين من يحمي قلعة حلب .. باحث تاريخي يدعو لتغيير اسم باب القلعة

“يبدو هذا العنوان غريباً بل غريب جداً” بهذه العبارة بدأ المحامي والباحث التاريخي علاء السيد مقالاً نشره على صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. وتابع: فأسطورة التنين جاءت حسبما اعتدنا سماعه من الصين وشرق آسيا.

وتابع “ من المفاجىء أن صورة التنين بل صورة أربعة تنانين نقشت على مدخل قلعة حلب الرئيسي منذ ما لايقل عن سبعمائة عام”

وعن الباب الرئيسي للقلعة قال المحامي السيد : أُطلق عليه مطلع القرن العشرين أي منذ مائة عام تقريباً فقط، وهو زمن حديث نسبياً، اسم باب ” الحيات” في جمع لكلمة “حية” أو ثعبان لوجود نقش يبدو للوهلة الأولى لأربعة ثعابين أو “حيات” تتداخل فيما بينها أعلى الباب ولا يوجد مرجع واضح يحدد من أطلق هذا الاسم المغلوط والذي عم وانتشر.

وتابع : اشتهر من يومها هذا الباب بهذا الاسم، بل اعتبر بعض الباحثين أن هذه الثعابين ترمز للحياة المديدة وانها رموز لحماية القلعة من الشرور.

واستطرد السيد “ لم ينتبه هؤلاء جميعاً أن النقش هو لتنين وليس ل”حية ” فالأفعى أو الثعبان لا اذنين لهما، وينفرد التنين فقط بذلك” .

وقال المحامي والباحث أن أسطورة التنين انتشرت في العالم بعد ربطها بمعركة القديس جرجس مع التنين الذي يلتهم الفتيات.

ومنهم من يعتبرها أسطورة شرقية سورية موغلة بالقدم، ومنهم من يعتبرها قد جرت زمن الرومان بداية العهد المسيحي.

وبحسب السيد فإن هذه الأسطورة غزت الغرب وكنائسه مع وصول الصليبيين للأراضي السورية في القرن الثاني عشر الميلادي بعدما ظهرت الأيقونات المسيحية الشهيرة التي تصور المعركة مع التنين.

وأضاف السيد : اذا عدنا لكل الايقونات التي رسمت معركة القديس جورجس (الذي يطلق عليه المسلمون اسم ” الخضر” ) مع التنين، نجد أن التنين المرسوم في هذه الأيقونات تطابق صورة رأسه صورة تنين قلعة حلب.

وتذكر الأساطير أن معركة القديس جورجس مع التنين كانت في سوريا، ومنها من يقول أنها كانت في فلسطين أو لبنان، وقد اتخذت بيروت أيقونة “سان جورج والتنين” شعاراً لها، واتخذته كذلك مدن جنوا وموسكو وغيرها كثير.

ودلل أنه لا يمكننا أن نتجاهل وجود مقام الخضر أو جورجيوس قرب باب التنين في مدخل القلعة ولا يمكننا أن نتجاهل الربط بينهما.

وبحسب السيد فإن المراجع التاريخية تقول أنه في عام 1212م بنى الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي البرج الرئيسي بالقلعة والذي يوجد على بابه حالياً رمز التنين.

ولا يمكن التغاضي عن العلاقات التي طالت لما يزيد على المائتي سنة بين الصليبيين والسوريين بعدما استوطن الصليبيون سوريا وبنوا قلاعهم الشهيرة فيها، وأقاموا العلاقات التجارية مع أهلها وأبرموا المعاهدات مع ملوكها.

وتابع السيد: وآخرهم صلاح الدين الأيوبي الذي تفاوض حول عرض شهير بأن يقوم شقيقه الملك العادل بالزواج من شقيقة ريتشارد قلب الأسد ليحل الوئام بينهما.

وطال وجود الصليبين حتى أواخر العهد الأيوبي وبداية العهد المملوكي.

وسأل المحامي السيد في مقاله : ولكن هل نفترض تأثر الظاهر غازي بأسطورة جرجس والتنين التي تبناها الصليبيون مما دعاه لوضع شعار التنين وبناء مقام الخضر جرجس في مدخل القلعة ؟ أم أن هذه الأسطورة سورية أصيلة وتأثر بها الأيوبيون و الصليبيون معاً؟

الإشكالية الأخرى بحسب السّيد أن المراجع تشير إلى تعرض البرج للدمار على يد هولاكو وإعادة بنائه في زمن السلطان المملوكي قلاوون عام 1291م كما هو مكتوب على النقش الحجري أسفل رسم التنين في باب التنين .

وأضاف السيد : كما أعيد تجديد البرج زمن السلطان المملوكي برقوق عام 1384م كما هو مكتوب في النقوش الاثرية على واجهة البرج الرئيسي.

فهل أضيف رسم التنين على واجهة القلعة في الزمن المملوكي أم كان الظاهر غازي هو من وضعه ؟ لا توجد دراسات أثرية حتى الآن تحدد ذلك بدقة.

ووجه المحامي والباحث علاء السيد دعوة إلى تغيير اسم باب ” الحيات” في مدخل قلعة حلب إلى باب “التنين” وتغيير ذلك في كافة المراجع الحديثة التاريخية والسياحية والتي كُتبت حول قلعة حلب.

ولتكن مدينة حلب مدينة ” التنين”.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى