فلاش

ازدحامات وهمية على أفران حلب بسبب “تجار الخبز”.. ومدير التموين: هذه الظاهرة إلى زوال

كثرت الشكاوى التي وصلت لتلفزيون الخبر حول قيام معظم أفران المدينة بتفضيل بيع الخبز لبائعي الأرصفة الذين أصبحوا يسمون “تجار الخبز”، عوضاً عن تزويد الأهالي مباشرةً، وذلك لأن أؤلئك البائعون يدفعون مبالغ زائدة ثمناً للربطة.

وجاءت الشكاوى من أحياء صلاح الدين والحمدانية والشهباء وحلب الجديدة، علماً أنه لا تخفى على أحد تلك الممارسات الواضحة من خلال اصطفاف الطوابير من المواطنين على الفرن، حيث يتم تخديم 3 أو 4 منهم كل نصف ساعة.

وأثناء وقوفك على دور الخبز ترى شخصاً يتجاوز الطابور متجهاً مباشرةً إلى نافذة البيع وهو يصرخ “أبو محمد” أو “خالد” أو أي “كلمة سر” تدل على أنه أحد “تجار الخبز”، ليحصل على ما يريده ويغادر بسرعة، ليتخذ ركناً على إحدى الأرصفة أو “المفارق” ويبيع الخبز.

وبحسب تأكيدات المشتكين، فإن “سبب الازدحامات التي تحصل حالياً على الفرن، والتي لا تقارن بما كان سابقاً خلال الحرب، هو بعض المستنفذين و”تجار الخبز” الذين مازالوا حتى الآن يحصلون على مايريدون من الفرن، بالاتفاق مع أحد عماله”.

وبين أحد المشتكين أن “التأخر في تزويد المواطن بالخبز يلاحظ أنه مقصود لدفع الأهالي لشراء الخبز من أولئك التجار بسعر 50 – 100 ليرة زائدة، مستغلين ساعات الوقوف الطويلة المتعبة والتي تدفع للاستسلام في النهاية”.

ورأى المشتكي أن “المشكلة الأكبر ليست بوجود هذه الظاهرة، أي لا أحد يمنع رزق أي شخص يقوم ببيع خبز خارج الفرن، لكن ما يحصل من ازدحامات وتأخر في تزويدنا بالخبز بسبب هؤلاء الأشخاص هو المشكلة”.

بدوره، أكد مدير مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحلب أحمد سنكري لتلفزيون الخبر أن “هذه التجاوزات غير مقبولة بالطبع وتتم ملاحقتها بشكل يومي، عبر مصادرة كميات من الخبز ومعاقبة المخالفين”.

وشدد سنكري على أن “هذه الظاهرة إلى زوال، والأيام القادمة سيلاحظ خلالها تحسن كبير في الوضع، فنحن نعمل على تشديد الرقابة والملاحقة، فالخبز ملك الشعب والدولة تقوم بدفع مبالغ هائلة في دعمها للمادة، ومن غير المقبول مطلقاً أن يتحول إلى تجارة”.

وانتشرت ظاهرة بيع الخبز على الأرصفة للمرة الأولى في حلب عند الحصار الذي تعرضت له المدينة خلال سنوات الحرب التي كانت حوالي نصف أحيائها تحت سيطرة المسلحين المتشددين.

وبسبب قلة المادة حينها وما نتج عن هذا الأمر من ازدحامات شديدة على أفران المدينة، بدء بعض الأشخاص ببيع الخبز الذي يقفون على دوره لساعات تتجاوز الأربعة للمواطنين بزيادة عن سعره 100 ليرة سورية، كتوفير عناء الوقوف الطويل على المشترين.

وكان ومازال معظم البائعين الذين تراهم على الأرصفة أو في زوايا الساحات هم من الأطفال أو اليافعين، علماً أنه خلال سنوات الحرب ومع أزمات الخبز التي كثرت على المدينة، كان أولئك البائعون وسيلة حل للمواطن واختصار لجهد وتعب، ومنه انتشرت ظاهرة “تجارة الخبز”.

وبعد تحرير مدينة حلب بشكل كامل بقيت هذه الظاهرة منتشرة، رغم عدم وجود أزمات خبز أو ازدحامات خانقة على الأفران، لتصبح هذه “التجارة” واحدة من مفرزات الحرب التي لم تتوقف حتى الآن.

وفا أميري – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى