موجوعين

رحيل القائد ماهر اليماني الذي حارب العدو بخطف الطائرات

رحل القائد الفلسطيني البارز ماهر اليماني عن عمر ناهز السبعين سنة ، رسم خلالها الطريق إلى فلسطين وحارب الترهل السياسي والتنظيمي الذي يعيق القضية التي يحارب من أجلها جميع الاحرار في هذا العالم.

كان القائد الراحل زندا للثوره الفلسطينية المستمرة وولدها الفتي الذي اقتحم النار لتبقى، كايقونة صلبة زينت صدر الكفاح الثوري لأجيال مضت عبر عقود من الزمن.

حمل ماهر اليماني السلاح منذ نعومة أظافره وشارك في العمليات الخاصة الخارجية للجبهة الشعبية، هدفه ألا ينسى العالم فلسطين وشعبها المظلوم.

نشأ القائد الراحل في أسره مناضله في قرية سمحاتا في الجليل الفلسطيني، أسرة عرفتها فلسطين والمخيمات في دول الشتات، قدمت الشهداء والقادة والمناضلين على درب التحرير، فشقيقه الأول استشهد في أول عملية عسكرية فدائية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة القوميين العرب، وشقيقه الآخر أبو ماهر اليماني واحد من أهم القادة التاريخيين الذين أنجبتهم فلسطين بعد نكبة عام 1948.

كان القائد اليماني مبدئياً، ناكراً للذات، مناضلاً لم يساوم على قضيته ولو اختلف الزمن وغير القطار طريقه سالكاً طريق الوراء، لا يهاب التعذيب والسجن والأخطار، لطالما آمن برسالته في هذا الوجود

التجأ القائد الراحل واسرته بعد النكبة الى مخيم البداوي شمال لبنان، وعمل في العمليات الخاصة التي كان يشرف عليها الشهيد الدكتور وديع حداد فشارك ونفذ عمليات خطف الطائرات واحتجاز الاسرائليين

وكانت عملية اليماني الأشهر، نفذها ورفيقه في عمر التاسعه عشر والتي كانت ضد طائره “اسرائيليه” تابعه لشركه العال في اليونان عام 1968، حيث كانت الشركه تنقل المعدات العسكريه الى فلسطين.

بعد تنفيذ العملية وتوزيع المنشورات الخاصة في المطار والتي تدعو العالم الى النظر بوضع الشعب الفلسطيني المظلوم، وان فلسطين لم تكن خالية من السكان عندما هاجر اليها اليهود، قام ورفيقه بتسليم نفسيهما الى الشرطة اليونانية في المطار

وحكم عليهما ب31 سنة في سجن كوريدالوس ثم تم تخفيض العقوبه الى 14 سنه وثلاثه اشهر وخرجا بعد عشرين شهراً إثر عمليه تبادل بعد خطف طائره يونانيه ليتم نقلهما مع 3 أسرى آخرين إلى مصر عبر الصليب الأحمر ومنها إلى مخيم الوحدات في الأردن، حيث استقبلهم الحكيم جورج حبش ومنها الى مخيم البداوي في لبنان حيث الشهيد وديع حداد

وبعد تحريره من السجن قال القائد اليماني : المواجهة كانت حتمية وخطف الطائرات كان أحد أساليبها ولن نعتذر عن شئ

رحل القائد ماهر اليماني بعيداً عن قريته التي تسكن فيه، كما فلسطين التي تسكن قلوبنا منذ الولاده، وبقيت روحه القوية حد المطلق، وذكراه كما الوطن، كما البندقية لاتنسى، ودفن في مقبرة شهداء الثورة الفلسطينية في شاتيلا- بيروت.

محمد علي الضاهر – نلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى