رياضة

اغتصبوا أحلام السوريين و اغتالوا فرحتهم .. إدارة المنتخب ولاعبوه مطالبون بالحقيقة

وصل نسور قاسيون إلى دمشق بعد ثلاثة أيام من “فضيحة الامارات” وبدأوا ممارسة بعض نشاطاتهم الاعتيادية ولاسيما التقاط الصور وتوزيع الابتسامات على وسائل التواصل الاجتماعي ولسان حالهم “قدر الله وماشاء فعل والرياضة ربح وخسارة”.

ولم تدفع دموع السوريين أحد منهم إلى التفكير بالاعتذار حتى الآن عما آلت إليه تأكيداتهم بأن “كأس آسيا لنا”، على اعتبار ان كرة القدم اصبحت “دمع وخسارة” في سوريا فقط.

معظم السوريين مازالوا في حالة صدمة وذلك ليس لأنهم اعتادوا على التأهل وتحقيق الانتصارات وليس لأنهم خذلوا وأصابتهم الخيبة للمرة المستمرة، بل لأن هذه المشاركة في امم آسيا هي الأسوأ لسوريا عبر التاريخ.

وخلال ٥ مشاركات سابقة، لأول مرة لا نحقق أي فوز ولا نجمع سوى نقطة يتيمة في وقت كان الفرصة اكبر للتأهل و كان شعارنا “كاس آسيا لنا” ياخجلتنا”، لكن ربما ما يواسينا بأنها ليست المرة الأولى التي نجر فيها الهزيمة من الدور الأول بل هي السادسة.

من يعود إلى خريطة تحضير المنتخب لبطولة أمم آسيا يعلم تماما أن المشكلة في المنتخب لا تقتصر على المدرب الألماني المتواضع فنيا والذي يسعى مسؤولو الرياضة السورية لاعتباره “كبش الفداء” الوحيد للفضيحة.

ويعلم المتابع أن قضية الخلافات على شارة الكابتن التي وصلت للتهجم بين اللاعبين وإقصاء بعضهم البعض “ياخجلتهم”، هي جزء بل نتيجة لمشكلة أعمق من كل ذلك وتعود إلى طريقة تفكيرنا وإدارتنا لأعمالنا الجماعية ومنتخباتنا الوطنية واتحاداتنا الرياضية.

كما تعود الفضيحة إلى حالة “الحوت” التي اختبرها السوريون في كثير من القطاعات، وهي حالة يعاني منها الصيادون في البحر عندما يقوم حوت كبير ومدعوم بجرف كل ما في طريقة من أسماك وغير أسماك .

وهذه الحالة أصبحت أسلوب حياة وطريقة عمل في معظم قطاعات المجتمع السوري بدءا من الاقتصاد والتجارة والصناعة وصولا إلى كرة القدم والرياضات الجماعية وليس انتهاء “بالبزنس” في الامل و التجارة في الأحلام.

وتعود هذه الفضيحة إلى اللحظة التي نفى فادي الدباس حتى التفكير بالاستقالة عندما وصل إلى مطار دمشق الدولي قادما من الامارات يجر حقائبه المحملة بالعار .

كما تعود إلى يوم نسي فيه اللاعبون أنهم فريق على قلب واحد، وفقدوا التجانس والقتالية والروح والمحبة، وصوتوا فيما بينهم وبشكل سري على استبعاد لاعب آخر بمباركة مديرهم فادي الدباس ومساعده طارق جبان اللذان يتحملان المسؤولية الاولى والأخيرة عن كل هذا الابتذال.

خبير رياضي ولاعب سابق مطلع على واقع الرياضة السورية يشرح لتلفزيون الخبر ما اسماه ” تسلل الدباس ليتحول من داعم للمنتخب إلى صاحب القرار الأول بشؤون الكرة السورية” علما أنه لم يمارس كرة القدم في حياته.

وبدأت الحكاية من اجتماع لجنة تطوير كرة القدم في مقر الاتحاد بدمشق عندما دخل المشاركون وجلهم لاعبون سابقون وخبرات رياضية معروفة، أخذوا اماكنهم ليتناقشوا بأمور كرة القدم السورية لكن لاحظوا وجود وجه غريب وغير مألوف رياضيا.
وفي تلك اللحظة التي تسمّر فيها المشاركون، وقف عبد القادر كردغلي وتساءل عن هذا الوجه الجديد وماذا يفعل في الاجتماع فجاءه الجواب من مسؤول رياضي (كبير) ” هذا داعم مالي للمنتخب” فقال الكردغلي: “ولو كان داعم مالي “شو دخلو بالاجتماع” وليش موجود و بأي صفة رسمية؟”.

وهنا تم الحديث عن الضائقة المالية والدعم الذي يقدمه ولا يستطيع أحد تقديمه وذلك لتبرير وجوده و القبول فيه على اساس (مجرد حضور و بيضل ساكت بدون مشاركة).

ومنذ تلك اللحظة التي وافق فيها خبراء الرياضة بوجود ممثل رأس المال في الاجتماع الفني والاداري حول كرة القدم، وقّعوا جميعهم على قرار اقصاءهم واحد تلو الاخر وكف يدهن من المشاركة في القرار الرياضي في سوريا.

ويضيف “بعد ذلك الاجتماع راح الوافد الجديد و( المدعوم) يرسم الامور على مقاساته وبحسب الولاء والمصالح ويقصقص أجنحة الخبرات وصلاحياتهم ويقصيهم من العمل الاداري حتى تخلص منهم كلهم وتربع على عرش اتحاد كرة القدم بالتزكية، وأصبح المرجع والآمر الناهي في الكرة السورية”.

ويقول الخبير الرياضي إن “الدباس يخاف من الخبرات الرياضية لذلك يزيح كل الخبرات من طريقه واقترحت لجنة المنتخبات تعيين نزار محروس مدربا للمنتخب وعبدالقادر كردغلي مديرا له، لكن فزع الدباس من شعبية الأثنين وقوة شخصيتهم وقام بإفشال الاقتراح”.

واضاف المصدر مثال آخر لتلفزيون الخبر ” تم اقتراح تشكيل لجان خبرات لكن عندما اطلع الدباس على الأسماء خاف منهم، فأصبح هو رئيس الاتحاد الكروي ومدير المنتخب ورئيس لجنة المدربين ورئيس لجنة التعاقدات والتطوير ورئيس أي بعثة خارجية ورئيس لجنة انتقاء المدربين ورئيس لجنة ارسال الكفاءات الكروية للخارج والقائمة تطول..”

اليوم بعد أن انهت بعثة نسور قاسيون برئاسة الدباس “فضيحة الامارات” لم يخرج رجل حكيم واحد ينطق بما ينتظره السوريون ليبرد قلوبهم، ولم يخرج حتى بيان او تصريح رسمي واحد يشير إلى تحمل المسؤولية في اغتيال أحلام شعب واحد على مدار عام كامل.

لم يعترف حتى الآن احد بإطلاق رصاصة الرحمة على حلمنا بالفرح ، ولم يعلن أحد استقالته تحت شعار “المستقيل ليس سوريا” لكن الجميع يعلم أن شعار “سوريا في قطر 2022” لن ينسي الشعب مرارة الفضيحة وقلة الاحترام، فالشعب لا ينسى أيها السادة.

كيان جمعة – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى