علوم وتكنولوجيا

“نَفَس” أركيلة واحد يعادل تدخين أربع علب سجائر على أقل تقدير

يجتمع العديد من الشبّان والرجال والنساء على حد سواء على “نَفَس أركيلة” في المقهى، إنها الجلسة المفضّلة التي تفوح منها رائحة المعسّل، ويلتقي فيها الأصدقاء، كما يختلف ترتيب المقاهي من الأفضل إلى الأسوأ حسب نوعية المعسّل الذي تقدمه، وإذا كانت الأركيلة “طيبة”.

وانتشرت عادة تدخين الأركيلة في مقاهي اللاذقية وبين مختلف فئات المجتمع، حيث يرى البعض أن تدخين الأركيلة أقل خطراً على الصحة من السجائر، بخلاف ما يقوله الطب الحديث.

وقالت ريم طالبة جامعية لتلفزيون الخبر “اعتدت على تدخين الأركيلة في المنزل أحياناً و في المقهى مع أصدقائي، إنها عادة مقبولة اجتماعياً، لا يرفضها المجتمع، كما أنها أفضل من شراء علبة سجائر كل يوم، وأقل ضرراً، لأنك لا تستطيع أن تُشغل “نَفَس” أركيلة في أي وقت تريده كما السيجارة”.

وقال أسعد مهندس مدني لتلفزيون الخبر “كل مرة أدخن فيها الأركيلة أَعد نفسي أنها المرّة الأخيرة، لكن كل محاولتي ذهبت أدراج الرياح، أصدقائي جميعهم مدخنون، عادة التدخين وجلسات الأركيلة، أصبحت عادة يومية رغم أضرارها المتعددة”.

من جانبه قال الدكتور أحمد محمد من فريق “ميدوز” لتلفزيون الخبر إن “جلسة أركيلة واحدة تعادل تدخين أربع علب سجائر على أقل تقدير، هذا يعتمد طبعاً على نوع الدخان ونوع المعسّل المستخدم، حيث أن مخاطر تدخين الأركيلة تتعدى تلك الناجمة عن تدخين السجائر”.

وأوضح الدكتور أحمد محمد أن “الأركيلة والتدخين كلاهما عادات سيئة، وتسببان العديد من الأمراض في مقدمتها أمراض القلب والسرطان، كما أن الشخص المدخن معرّض للإصابة بأمراض الرئة والأمعاء والأوعية، إن التدخين يؤثر على جميع أجهزة الجسم سلباً”.

وبيّن أن “مدخني الأركيلة يتعرضون إلى كمية من أول أكسيد الكربون والدخان تتعدى تلك التي يتعرض لها مدخنو السجائر، كما أن الأركيلة المستخدمة في المقاهي لا يتم تنظيفها بشكل صحيح، مما يهدد بانتشار الأمراض المعدية”.

وبالنسبة للسجائر قال الدكتور محمد أحمد إن “السجائر تحتوي على خليط من المواد الكيميائية أول أكسيد الكربون، والقطران، والفورمالديهايد، والسيانيد والأمونيا والنيكوتين، والكثير منها تسبب السرطان”.

وعن طريقة التخلي عن الأركيلة أو السيجارة قال “لابد أن تتوافر الرغبة في البداية، وعند توافرها يصبح التخلي عن التدخين أمراً سهلاً يحتاج إلى اتباع خطوات يومية، وهي تخفيض عدد جلسات الأركيلة أو تخفيض عدد السجائر، يمكن للمدخن انقاص عدد السجائر التي يدخنها كل يوم سيجارة واحدة، فيدخن 19 بدلاً من 20، هكذا بالتسلسل، سيشعر بعد فترة أن رائحة الدخان مُزعجة”.

وعن السيجارة الإلكترونية قال “ليست حل بديل طبعاً، لأن مضارها متعددة، و المقلق الأساسي في مسألة التدخين هو النيكوتين الموجود في السيجارة الإلكترونية، كونه مادة إدمانية تسبب أعراض جانبية عند أخذ جرعات منخفضة منه، مثل القيء، والغثيان، آلام البطن، وتهيج العين”.

وأضاف الدكتور أحمد محمد “عند تناول الجرعات العالية يسبب أعراض مختلفة، كعدم انتظام دقات القلب، وارتفاع ضغط الدم، والنوبات، والغيبوية، وغيرها من الأعراض، كما أن العديد من السجائر الإلكترونية انفجرت أو اشتعلت بسبب أخطاء في البطارية أو خلل في شحنها”.

ولا يوجد رواية واضحة عن أصل “الأركيلة” فقد تضاربت الروايات بين أن أصلها فارسي من بلاد فارس أو أنها من أصل هندي.

وأكثر الروايات تداولاً عن أصل الأركيلة هي التي تقول أن “أصلها من الهند، كانت تُصنع من ثمار و لحاء جوز الهند، من أجل تدخين نبات القنب الذي كان يدخنه الهنود في وقت بعيد، ثم انتقلت إلى شبة الجزيرة العربية من خلال خطوط التجارة المفتوحة مع الهند.

ويربط البعض انتشار الأركيلة في الوطن العربي، بالدولة العثمانية التي حكمت المنطقة العربية لوقت طويل، و أدخلت عادة الأركيلة إلى مختلف المناطق التي سيطرت عليها.

سها كامل – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى