كاسة شاي

مغلي الولادة .. عادة قديمة متجددة حافظت على نفسها ومكوناتها

المغلي أو الكراوية هو نوع من المشروبات الساخنة التي تقدم لاستقبال المهنئين بولادة طفل جديد في العائلة، تعده كبيرات السن بطريقة خاصة، ويدخل في إعداده عدد كبير من التوابل والمكسرات.

وهو جزء من تقاليد مختلفة ارتبطت بولادة المولود الجديد، أهمها “البهارات”، ويطلق عليه بالعامية “المغلي”، ويعتبر مشروباا مفيدا وصحيا، وله فوائد كبيرة للأم بعد الولادة.

وقالت السيدة مهيبة جلبوط، (60 عاماً)، لتلفزيون الخبر، عن هذا الطقس الذي تشتهر فيه بلاد الشام ككل، “تقدم السيدات لزوارها بعد الولادة المغلي أو الكرواية، وهناك نوع آخر للمغلي هو القرفة المغلية”.

وتابعت جلبوط “أجمل ميزة لهذا التقليد أنه يعد بيد “الحماية” أو الأم، حيث يقمن بهذه المهمة بعد الولادة بيومين أو ثلاثة، لنسمع رنة “الهاون” وهو جرن النحاس الذي تدق به حبات البهارات لتخلط ضمن المقادير المحددة والمتعارف عليها، وتصبح جاهزة للغلي”.

وأضافت السيدة “من العادات أيضاً أن يقدم المهنئين هدية للمولود الجديد، وهي في الأغلب قطع نقدية تقدم بعد احتساء المغلي، ويطلقون الدعوات وتمنيات العمر المديد للطفل، وعدد من العبارات التي تقال في هذه المناسبة”.

ولفتت جلبوط إلى أنه “رغم مرور السنوات بقيت هذه الضيافة متداولة بشكل واسع، مع أنها أصبحت مكلفة لكنها من العادات المحببة التي لا يمكن الاستغناء عنها”، مشيرة إلى أن “تكلفتها ارتفعت بسبب ارتفاع اسعار المكسرات التي تعد مادة اساسية في تزينها”.

وأردفت السيدة أنه “عند اقتراب موعد الولادة وتحضير احتياجات الأم ومولودها الجديد، تتجه السيدة للسوق برفقة والدة الزوج أو والدتها، وتشتري مجموعة من التوابل والبهارات بمعايير محددة لتحضير المغلي الذي ستضاف له المكسرات ليكون ضيافتها الأساسية التي ستقدمها للزوار في هذه المناسبة”.

وأوضحت جلبوط أنه “لا تستخدم الماكينات الحديثة في طحن البهارات وهرسها تطبيقاً للأصول، بل تطحن بالطريقة التقليدية القديمة”، مضيفة “كان الأهالي يستخدمون الجرن الحجري ومن بعدها بقي الهاون، فالمطلوب هرس الحبات الكبيرة وليس طحنها لتغلى في الماء لوقت طويل ونحصل على المغلي الذي يقدم ساخناً”.

وأشارت إلى أنه “يصنع المغلي أو “الكراوية” من مطحون الأرز، ويقدم في فناجين كبيرة من الزجاج، يقتنيها الأهالي لهذه الغاية، وتضاف إليه كمية من الجوز وجوز الهند والفستق الحلبي والكاجو واللوز، ويقدم محلى بالسكر”.

وتابعت “وهناك نوع ثاني من المغلي وهو القرفة المغلية بتركيز مع الزنجبيل، وهذا النوع مفيد لصحة الأم أيضاً خلال فترة “النفاس”، فتشرب منه الأم بشكل يومي”، مردفة أنه “في النوعين تتزين الفناجين بحفنة من المكسرات المنوعة”

وأوضحت جلبوط أنه “تسمى مكونات المغلي “التحويجة” وتسمى بهذا الاسم لاحتوائها على كافة احتياجات صنعها وتباع مع بعضها البعض، وهذه التحويجة لها مكونات أساسية يعرفها التاجر ويحددها حسب المقادير المطلوبة ولا تحتاج السيدة إلا أن تطلبها من التاجر “.

يذكر أن المغلي أو الكراوية والقرفة المغلية يقدم لأربعين يوماً، وهي فترة النفاس، حيث تكثر الزيارة من الأهل والأصدقاء بأعداد كبيرة تبارك وتقدم التهاني بالمولود وسلامة الأم، وهي من العادات والتقاليد القديمة التي يحافظ عليها في دمشق وماحولها وفي منطقة بلاد الشام.

روان السيد- تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى