فلاش

المقاهي السينمائية في اللاذقية.. حل بديل لإغلاق جميع دور العرض بوجه زوارها

عاشت مدينة اللاذقية لسنوات طويلة عصرها السينمائي الذهبي، لم تُخفِ شوارعها وأسواقها الصغيرة المُتلاصقة دور وصالات العرض السينمائية، بخلاف ما تعيشه المدينة اليوم.

وتوافد حينها الجمهور السينمائي على هذه الصالات، التي بلغ عددها 12 دور عرض، إلى أن بدأت تتناقص وتتلاشي لتُغلَق جميعها، ويحلّ محلّها المقاهي السينمائية أو ما يسمى بـ “Home Cinema”.

وكانت حاجة الجمهور المتعطّش لحضور فيلم سينمائي، في مدينة لا أحد يعلم من المسؤول عن إضاعة إرثها السينمائي، نقطة الانطلاق لفكرة جديدة و رشيقة، لبّت حاجة الجمهور.

وانتشرت المقاهي التي تعرض الأفلام السينمائية التي يختارها الزبون، مع بعض الخدمات الجانبية كالأركيلة والمشروبات والبوشار.

ولاقت الفكرة إقبالاً من قبل أهالي المدينة، الذين أُغلقت في وجوههم جميع دور العرض، وكان آخرها سينما الكندي، التي أَقفلت أبوابها منذ أكثر من ثلاث سنوات، وكُتب على زجاجها من الخارج “مُغلق بسبب الصيانة”.

وقال دانيال ديوب، صاحب أحد المقاهي السينمائية في المدينة لتلفزيون الخبر إن “فكرة عرض فيلم سينمائي داخل مقهى، وُلدت من متابعتي للأفلام السينمائية، وما يُعرف بـ “Home Cinema” أي أن تستطيع أن تجعل المشاهد يشعر بأنه يتابع الفيلم وكأنه في منزله”.

وتابع ديوب “أما الجانب الآخر فهو الافتقار إلى صالة عرض سينمائية في المدينة، وتداول أحاديث بين الشباب عن حاجة المدينة إلى إعادة تاريخها السينمائي السابق ولكن كيف؟ فكانت فكرة المقهى السينمائي”.

وأضاف ديوب “ما يُميز فكرة المقهى السينمائي أن المشاهد يستطيع أن يختار الفيلم الذي يريده، والأشخاص الذين يريد أن يشاهد معهم الفيلم”.

وأكمل ديوب “كما يستطيع أن يتناول طعاماً أو يحتسي شراباً، وكأنه في منزله تماماً، كانت فكرة وليدة الحاجة ثم تحوّلت إلى ثقافة تُميز أهالي المدينة”.

وقالت زينة، طالبة أدب عربي، لتلفزيون الخبر “أحب أن أُشاهد فيلم سينمائي في هذه المقاهي، لأنها الوحيدة المتوفّرة، إلا أنها لا يمكن أن تكون بديلاً للسينما الحقيقة التي نتمنى أن تعود لمدينتنا”.

وأضافت زينة “عندما تذهب إلى السينما وتحصل على بطاقة الدخول، لتشاهد فيلم حديث يُعرض لأول مرة على شاشة سينمائية كبيرة، هذا يعني أنك تمارس ثقافة وعادات وتقليد جميلة وطقوس لا يمكنها أن تُنسى، إنها حكايات الآباء والأجداد عن العهد الذهبي للسينما في اللاذقية، والذي لم يحالفنا الحظ لنمارسه أو نعيشه”.

وقال حمزة طالب، أدب انكليزي، لتلفزيون الخبر، إن “ما يُميز هذه المقاهي أنها استطاعت أن تسد الفجوة الكبيرة التي تركها إغلاق جميع دور العرض في المدينة”.

وتابع حمزة “في الوقت ذاته تمكّنت هذه المقاهي من لم شمل الأصدقاء لحضور فيلم سينمائي يختارونه ويجمعون عليه، ربما يمكن لأي شخص أن يشتري فيلم ويتابعه في المنزل، إلا أن هذه المقاهي استطاعت أن توفر أجواء قريبة من جمعة الأصدقاء لمشاهدة فيلم، ولكن بشاشة كبيرة ودقة عالية وترجمة ممتازة”.

وقالت مايا، طالبة أدب انكليزي، إن “المقاهي السينمائية في اللاذقية فكرة مميزة لاقت إقبالاً واسعاً، لأنها بسيطة ومبتكرة، كما أن روادها من أجيال مختلفة”.

وأضافت مايا “فكلما ذهبنا لحضور فيلم سينمائي في هذه المقاهي نجد عائلة بأكملها تجلس وعيونها معلّقة بالشاشة الضخمة، من الجَد والجَدة إلى الحفيد، وهذا بحد ذاته إنجاز رائع”.

وواكبت مدينة اللاذقية الحركة السينمائية خلال العقود الماضية، حيث كانت الأفلام توزّع على دور العرض السينمائي المنتشرة في أنحاء المدينة الصغيرة.

وتم تحويل جميع العروض السينمائية إلى المركز الثقافي الجديد، والذي يَعرض الأفلام التي تنتجها المؤسسة العامة للسينما، بينما تغيب عن شاشته الكثير من الأفلام السينمائية العالمية الحديثة.

وتجاوزت دور العرض السينمائي في اللاذقية في مرحلة الثمانينات 12 دوراً، ثم تقلصت إلى أربعة دور عرض وهي سينما الزهراء والأهرام وأوغاريت ليتم إغلاقها، و آخرها الكندي التي أُسدلت الستار عليها واغلقت منذ عدة سنوات.

وكانت سينما الزهراء من أبرز دور العرض المتواجدة في اللاذقية، والتي توافد إليها محبي السينما في اللاذقية إلا أنها مغلقة منذ أكثر من عشر سنوات.

بالإضافة إلى سينما الزهراء أيضاً سينما الأهرام وسينما أوغاريت التي تعتبر معلماً سياحياً للمدينة ومركزاً رئيساً لا يمكن لأي مواطن في اللاذقية إلا يعرفها، لتحل اليوم محلها المقاهي السينمائية، ويبقى السؤال “من المسؤول عن قتل السينما في اللاذقية؟”.

سها كامل – تلفزيون الخبر – اللاذقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى