رياضة

فلسطينيو سوريا في كأس آسيا منقسمون: مباراة بين القلب والروح

أوقعت القرعة الآسيوية منتخب سوريا في المجموعة الثانية برفقة كل من أستراليا والأردن، وكان المنتخب الثالث هو المنتخب الفلسطيني، في قرعة “زعجت” كل فلسطيني-سوري.

“هي مباراة بين القلب والروح كيف بدك يكون شعوري فيها ؟”، يختصر عبد الناصر الناجي، 28 عاماً، كل ما يدور بخلده عن مباراة سوريا وفلسطين في نهائيات كأس آسيا بهذه الجملة.

عبد الناجي فلسطيني من مخيم اليرموك، ولعب في صفوف نادي المجد السوري لفترة، شارك صورة للاعب منتخب فلسطين محمود وادي يقول فيها: “لا خاسر بين منتخب فلسطين ومنتخب سوريا، فنحن بلدان جريحان ومن بلاد الشام وتربطنا علاقات كثيرة مع أخوتنا السوريين”.

ويعتبر نادي المجد السوري، الذي يلعب في صفوف دوري الدرجة الأولى بالدوري السوري الممتاز، فريقاً للجالية الفلسطينية في سوريا، وذلك لقرب مقره من مخيم اليرموك الذي كان يضم أكبر تجمع للفلسطينيين في دمشق، وفي سوريا بشكل عام.

يقول جمال الشهابي، الذي لعب في نادي المجد السوري أيضاً ولمنتخبي فلسطين وسوريا: “كنا نلاحظ انو فلسطينيين الداخل مابينظرولنا ع إننا فلسطينيين متلنا متلن، بالعكس كانو يقولوا عننا انتو السوريين أو انتو الشوام كوننا من سكان الشام”.

وتابع جمال، 28 عاماً، “بيحسسونا انو احنا المهجريين واللاجئين عن فلسطين كانو جدودنا باعو فلسطين بيع مش إنو الاحتلال طرد جدودنا”، مضيفاً “خلال زيارة بعثة المنتخب لمخيم اليرموك اتفاجؤا انو بمخيم اليرموك في لسا حب وصور وتعاطف وارتباط وتمسك بالقضية الفلسطينية متل إلي عند فلسطينية الداخل وأكتر”.

جمال الشهابي يدرس حالياً ماجستير تربية رياضية باللاذقية، يختصر مسيرته في كرة القدم بين سوريا وفلسطين “لعبت أكتر من عشر سنوات في نادي المجد في دمشق من الصغار حتى الرجال، وسنتين مع التضامن في اللاذقية، وفترات محدودة مع حطين وتشرين في اللاذقية، ومثلت المنتخب السوري لفئة الناشئين والشباب، والمنتخب الفلسطيني للرجال”.

ولعب لمنتخب سوريا لاعبون عدة من الفلسطينيين، أغلبهم من خريجي نادي المجد السوري، كعمر خليل وسامر عوض ومحمد منصور غيرهم.

سعيد الشهابي، فلسطيني سوري أيضاً من مخيم اليرموك يقول: “المنتخب يلي رح أشجعه بيبين من جنسيتي، متلي متل أي حدا بهالعالم، أنا فلسطيني سوري مين أشجع ؟”.

يتابع سعيد، 29 عاماً، “صدقني ما فيني أفصل أو أفضل منتخب ضد التاني، بس ما بكذب في أفضلية بسيطة لفلسطين بحكم الشوق، وبحكم أنو كونك فلسطيني فلازم تكون مقاوم بكل المجالات، والرياضة وحدة منها”.

فيما تقول آية طروية، فلسطينية-سورية من حماة، “ببساطة إذا كنت بالبيت مع أبي و جدي أكيد أشجع فلسطين، تعاطفاً مع ظروف اللاعبين وعائلاتهم الصعبة”.

وتكمل آية “بينما إذا تابعت المباراة مع رفقاتي السوريين سأشجع المنتخب السوري، بكل تأكيد، قلبي حينبض بالفرح بعد كل غول لسوريا، كما العادة”.

وتضيف آية “السوريون هم يلي شاركوني نفس المناهج الدراسية ونفس الذكريات حضرنا سوا السورية الأرضية و برامج الأطفال كان ياما كان، البؤساء غدا نلتقي بآخر كل سهرة، و شاركت الفلسطينيين مأساتهم وحرمانهم”.

وبحسب آية “بظن الحالة السورية غير البقية، مثلاً الفلسطيني اللبناني حيشجع فلسطين، لأنه لبنان ماكان وطن إله متل سوريا، وفلسطينية الأردن أظن يكونوا متلي”.

فيما يرى أحمد حديدة، فلسطيني-سوري مقيم في ألمانيا، أنه “بصراحة المنتخب الفلسطيني ما بعرف عنو شي و غالبية الفلسطينين السوريين متلي”.

ويتفق أحمد، ذو 25 عاماً، مع جمال الشهابي في فكرة أن “لما نلتقي مع حدا فلسطيني سواء من الداخل أو الضفة و غزة أو حتى دول الشتات التانية غير سوريا بنحس بفرق بينا و بينن كلهجة مثلاً و كطريقة تعبير خليني أقول”.

ويضيف أحمد “عموماً الفلسطيني-السوري فيك تعتبر عندو هويتين بيحكي و بيناقش بالقضية الفلسطينية لأنها قضيتو، وبنفس الوقت بيحكي و بيناقش بقضايا سوريا لأنها كمان قضاياه و عايشها وعم يعاصرها، ومنها المنتخب”.

ويذكّر أحمد بقصة “وقت تصفيات كأس العالم كان في نسبة مو قليلة من السوريين ما عم بيشجعوا المنتخب السوري، وشمتوا فيه لما خسر من استراليا، ومن الجهة التانية فلسطينيين كتار شجعوا المنتخب السوري بغض النظر اذا كانوا معارضين او مؤيدين”.

عبد الناجي يتمنى أن تنتهي المباراة بفوز أحد الفريقين على الآخر ليتعزز حظوظ الفائز بالتأهل لأول مرة للدور الثاني، علماً أن المنتخبين سابقاً، سوريا خمس مشاركات في النهائيات، وفلسطين مشاركة واحدة، لم يسبق لهما أن تأهلا للدور الثاني.

فيما يرى جمال الشهابي “احنا كفلسطينيين سوريا، أول بمباراة بين الفريقيين رح نكون فايزين وخسرانين بنفس الوقت، لهيك بتمنى التعادل، مقابل تعادل منتخبين استراليا والأردن، لتضل الحظوظ متساوية للمنتخبين السوري والفلسطيني”.

كما يتمنى سعيد الشهابي أن تنتهي المباراة تعادل، أو “ما تنلعب بالخالص”، مردفاً “انا مشكلتي كلها اني بنفعل كتير، يعني لاعب خبط لاعب أو عمل فاول عليه لازم اسبو، طيب اسب لاعب فلسطين يلي عمل فاول ع لاعب سوريا واسب لاعب سوريا يلي عمل فاول ع لاعب فلسطين ؟ بتزبط هاي ؟”.

يتذكر عبد الناصر عبد الناجي إحدى المباريات التي جرت بين منتخبي سوريا وفلسطين العسكريين ضمن إحدى البطولات، “إجوا أربع باصات ع الملعب من المخيم، وعينك تشوف التشجيع، فرصة لسوريا والعالم تشجع، مرتدة لفلسطين برضو العالم تشجع”.

وآخر مباراة جمعت في المنتخبين كانت في الشهر الثامن من عام 2018، في الدور الـ 16 من دورة الألعاب الأولمبية في اندونيسيا، وجمعت بين المنتخبين الأولمبيين، وانتهت بفوز نسور قاسيون على الفدائي بهدف وحيد سجله اللاعب أحمد الأشقر، الذي استدعي لصفوف منتخب النسور في هذه البطولة كأصغر لاعب في المنتخب 22 عاماً.

علاء خطيب – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى