كاسة شاي

متفائلاً بالمسارعة لصونه.. آخر “مخايل” سوري يروي حكاية “خيال الظل” في سوريا

“في سوريا نوع واحد من مسرح خيال الظل وهو المسرح الكلاسيكي الذي يتحرّك بعصا مثبتة بالدمية، شخصيات “خيال الظل” الرئيسية “كركوز و عواظ” وأحياناً “كروش” وهو حمار الخيمة، بدأت حكايتي مع العصا والدمية منذ العام 1993، إضافة إلى إعادتي الحكواتي إلى مقهى النوفرة عام 1990″.

بهذا الشرح بدأ شادي حلاق آخر “المخايلين” أمام الظل حديثه لتلفزيون الخبر، شادي حلاق الرجل الدمشقي ذو ال 43 عاماً والذي حمل على عاتقه مهمة إكمال رسالة “الحكواتي”، والده في البداية، إلى أن وصل إلى مسرح خيال الظل بشغف جعله يتخذ من هذا العمل مهنته.

وتابع حلاق “باقي شخصيات خيال الظل فيما عدا “كركوز وعواظ” والتي تصل إلى 1600 شخصية هم من الواقع لكن أسماءهم لاتمت للمجتمع السوري مثل “فادوس أبو سبع روس أم شكردم طرمان”.

وأوضح “المخايل” أنه “خلال الحرب كان لخيال الظل حفلة في دار الأوبرا، حاكت الواقع لأناس لم تكن على دراية بما كان يجري حينها، وكان ذلك في عام 2011، إلى أن انتقل مسرح خيال الظل في العام 2012 إلى لبنان، تحديداً المدارس التي تضم أطفالاً سوريين”.

وأضاف حلاق “في عام 2014 عاد المسرح إلى سوريا مع وعود لتأمين فرص عمل جيدة له لكنه توقف واقتصر على مجهوده الشخصي”، مردفاً “لم يهتم أحد بإعادة إحياء خيال الظل أو مد يد العون له”.

وعن تاريخ “خيال الظل”، قال حلاق إن “بدايات ظهوره غير معروفة، لكن تاريخه يعود إلى زمن الأباطرة الصينيين، وانتقل عبر طريق الحرير لبلاد الشام، وكان عبارة عن حيوانات وبعدها طوره ابن دانيال الموصلي إلى حيوانات برؤوس إنسان وأيام العثمانيين اتخذ هيئة الإنسان”.

وتابع حلاق “قمت بإحياء هذه المهنة المنسية من خلال الدراسة العميقة للقصص القديمة وكتب التاريخ، إضافة إلى أنه كان يصنع العرائس بمفرده من جلد الإبل والبقر والحمير”.

وذكر حلاق أنه “عندما اتخذ هذه الحرفة مهنة له عام 1993 كان مسرح خيال الظل التاريخي الشهير مهمل ومنسي في دمشق”، أما عن طريقة العروض، يشرح “المخايل” أنه “يتم التحكم في الدميتين بالعصي ويضغطان على الجزء الخلفي من الشاشة ويصوب الضوء من خلفهما بحيث يظهر ظلهما فقط على الشاشة”.

وأشار شادي حلاق إلى أنه “دبت فيه روح التفاؤل اتجاه شغفه بمسرح خيال الظل بعد أن أدرجته اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي للبشرية “اليونيسكو” ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى الصون العاجل”.

يذكر أن مسرح الظل كان جزءاً أساسياً من يوميات المقاهي الدمشقية حيث كان يستخدم كل حكواتي جلد الحيوانات المصبوغة كدمى أو عرائس ويمضون ساعاتٍ في الترفيه عن رواد المقاهي من خلال الحكايات الطويلة المشوقة والأغاني الساخرة وأبيات الشعر التي تعكس حال المجتمع.

روان السيد – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى