علوم وتكنولوجيا

ما بين الحرب والرفاه .. كيف اختلف مفهوم عمليات التجميل؟

لم ينحصر مجال التجميل بل تطور بحسب الحاجة، واختلف باختلافها، محدثاً أشكالاً وقوالب تناسب مفهوم الجمال النسبي المتغير من عصرٍ لآخر.

ومنها ما كان مرتبط بالحاجة كأوقات الحروب التي تخلف آثاراً مدمرة للفرد، سواء على الصعيدين النفسي والجسدي، ومنها ما تعلق بالسعي للكمال والجمال المروج له، حتى غدت عمليات التجميل “التجارية” ظاهرة.

وقال أستاذ ورئيس شعبة الجراحة التجميلية والترميمية والحروق في مشفى تشرين، الدكتور فراس ملحم، لتلفزيون الخبر إن “الصفة التجارية المرتبطة بعمليات التجميل تعود للدخلاء على الاختصاص أو المراكز الغير مرخصة”.

وأشار ملحم إلى “دور بعض وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي في الترويج لمفهوم الجمال بهذا الشكل”.

وتختلف أسباب التوجه للعمليات، فيورد د.ملحم بعض الأسباب التي تدور حول “تحسين المظهر، والحصول على إطلالة مميزة تخفي آثار الزمن والتقدم في العمر، ما ينعكس إيجاباً على ثقة الشخص بنفسه، فالسعي للكمال نزعة في الإنسان عموماً لتغطي هذه الحال الفئة العمرية من العقد الثاني من العمر وصولاً للسابع”.

ومن جهة أخرى، تزداد الحاجة للعمليات التجميلية الترميمة، التي تأخذ حيزاً كبيراً إلى جانب التجميل، خلال سنوات الحرب، كما حصل في سوريا حيث “يخضع الكثير من ضحايا الحروب لعمليات الجراحات الترميميمة، كترميم مناطق النقص النسيجي من جلد وعضلات وغيرها، كذلك علاج الحروق وإزالة آثارها” وفقاً للدكتور ملحم.

وصنف د.ملحم الدوافع وراء العمليات التجميلية إلى مجموعتين “أولها عاطفية مثل إرضاء الشريك، وأحياناً لإرضاء الذات، وثانيها موضوعية، تعالج التشوهات الخلقية وآثار الحوادث المختلفة”.

ويرى د.ملحم أن “عمليات التجميل والترميم المختلفة تمثّل حلاً مثالياً للحصول على وجه جذاب وجسم متناسق، وأنقذت في كثير من الأحيان أشخاصاً من البتر الذي كان سيحولهم لأفراد غير منتجين مع ما يرتبه ذلك من أعباء على المجتمع”.

الجدير بالذكر أن تاريخ عمليات التجميل يعود للهند القديمة حوالي القرن السادس قبل الميلاد، في حين يعتبر الطبيب الهندي “سوسروثا” أول طبيب تجميلي في التاريخ.

لين السعدي – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى