موجوعين

ارتفاع أسعار البذار وانعدام الدعم الحكومي.. فلاحو الحسكة يشتكون

اشتكى عدد من فلاحي الحسكة عبر تلفزيون الخبر من ارتفاع أسعار بذار الشعير والقمح في الأسواق المحلية في المحافظة بشكل ملحوظ، نتيجة إقبال الفلاحين والمزارعين على أعمال الزراعة والفلاحة بعد هطول الأمطار الأخيرة مع انعدام الدعم الحكومي لهم.

وأوضح الفلاحون أن “الارتفاع الكبير لأسعار بذار القمح والشعير في الأسواق كونها باتت الجهة التي يمكن للفلاح شراء البذار منها، بعد تحديد كمية محددة من قبل فرع المؤسسة العامة لإكثار البذار في الحسكة، وحصر التمويل بعقود الإكثار والبيع نقدا”.

وتابع المشتكون “يعود ارتفاع الأسعار إلى الموسم الماضي السيء بإنتاجه، وإلى قلة الأعلاف و المواد العلفية الخاصة بالمواشي في مناطق المحافظة، فضلاً عن الإقبال الملحوظ من الفلاحين على أعمال الزراعية رغم غلائها”.

وبين أبو صالح، أحد المزارعين من منطقة تل بيدر لتلفزيون الخبر، أن “ارتفاع الطلب على بذار القمح والشعير زاد السعر بشكل كبير، حيث وصل سعر الطن الواحد من بذار القمح والشعير إلى 205 آلاف ليرة سورية، أي سعر الكيلو تراوح بين 200 إلى 205 ل.س”.

وأضاف أبو صالح أن “ارتفاع الأسعار لم يتوقف عند البذار، بل يضاف إليها أجور الفلاحة المرتفعة التي يتقاضاها أصحاب الجرارات الزراعية، الأمر الذي أرهق الفلاح وزاد من أعبائه”.

بدوره، قال أبو أحمد، تاجر في سوق المحاصيل و المواشي في مدينة الحسكة لتلفزيون الخبر، أن “سعر الكيلو الواحد من الشعير سجل يوم السبت 195 ل.س، وتم بيعه من قبل التجار للفلاحين، بينما سعر كيلو القمح وصل إلى 190 ل.س في سوق المواشي بحي المشيرفة في مدينة الحسكة، في حين سجل في مناطق أخرى 205 ل.س للكيلو”.

وأشار أبو أحمد إلى أن “أسعار البذار و الأعلاف و المواشي ارتفعت بشكل ملحوظ وكبير، نتيجة الأحوال الجوية الجيدة خلال الفترة الماضية، حيث سجل سعر كيلو “التبن” الشعير من 35 إلف إلى 40 ألف ل.س للطن الواحد و “التبن” القمح من 45 ألف إلى 50 ألف ل.س، بينما المواشي وصل سعر الخروف إلى 60 ألف ل.س”.

وبتفاؤل، قال الفلاح مصطفى من قرى تل براك أن “الموسم الحالي يحمل مؤشرات إيجابية تشجع على الزراعة، لجهة الأمطار التي عمت المنطقة خلال الأيام الماضية، لكن المعضلة الوحيدة هي ارتفاع الأسعار الخاصة بالبذار وأعمال الفلاحة، حيث استغل التجار حاجة الفلاح ورفعوا الأسعار”، متوقعاً “ارتفاعاً إضافياً خلال الأيام القادمة”.

وتساءل الفلاح محمد العيسى “لماذا لم يتم تمويل الفلاحين من قبل مؤسسة إكثار البذار دينا؟، وبغض النظر عن المديونية والتزام الجهات المعنية بوعودها لجهة تأمين البذار والأسمدة اللازمة، أسوة بباقي المحافظات”، داعياً إلى “الاهتمام أكثر بقطاع الزراعة”.

من جانبه، قال مصدر في فرع إكثار البذار في الحسكة لتلفزيون الخبر، إن “الفرع ملتزم بتعليمات الإدارة العامة لجهة بيع البذار نقدا للفلاحين، بعد الحصول على التنظيم الزراعي”.

وأضاف المصدر “يوجد لدى الفرع كمية عشرة آلاف طن يتم تحضيرها”، مؤكداً “استمرار عمليات توزيع البذار للحقول الإكثارية المتعاقد عليها لإنتاج بذار محسنة، حيث وزع لتاريخه 770 طنا من بذار القمح”.

ونوه المصدر إلى أن “الحاجة الفعلية من البذار، في حال تم تمويل الفلاح بغض النظر عن المديونية، تتجاوز الـ 80 ألف طناً، ولكن بما أنه تم حصر بيع البذار نقداً، فالكميات كافية في الوقت الحالي، حيث يباع الطن الواحد من بذار القمح بسعر 180 ألف ليرة، وطن الشعير 150 ألف ليرة سورية”.

وبحسب إحصائيات زراعة الحسكة، فإن “عمليات الزراعة انحصرت، خلال الفترة الماضية، بالزراعة البعلية لمحصول الشعير، حيث زرع حتى تاريخه 16 ألف هكتارا”، متوقعة “زيادة المساحات المزروعة خلال الأيام القادمة، نتيجة تحسن الظروف الجوية، وملائمتها لعمليات الزراعة”.

وبينت المديرية أن “الحاجة الفعلية من البذار وفق الخطة الزراعيةتقارب 150 ألف طنا من بذار القمح، ونحو 150 ألف طنا من بذار الشعير”.

وأوضحت المديرية أن “الخطة للموسم الحالي تتضمن زراعة 298 ألفا و367 هكتارا من القمح المروي، و24 ألفا و 331 هكتارا من الشعير المروي، و 445 ألفا و526 هكتارا من القمح البعل، و 333 ألفا و 534 هكتارا من الشعير البعل”.

يذكر أنه خلال المواسم السابقة توجه أغلبية أبناء محافظة الحسكة إلى الزراعة البعلية، بسبب انخفاض تكاليف الإنتاج الزراعي، إضافة إلى الانتشار الواسع للزراعات العطرية على حساب المحاصيل الإستراتيجية الشعير و القمح.

إلا أن ارتفاع التكاليف لهذا الموسم، وحصر مؤسسة الإكثار للتمويل نقداً، شكل عبئاً إضافياً على الفلاح الراغب بالزراعة بعلاً، نظراً لاستحالة زراعة المروي كونه يحتاج إلى مبالغ كبيرة لتأمين مستلزمات إنتاجه من بذار وأسمدة ومحروقات وأعمال فلاحة، وكلها معدومة من دعم “الحكومة” في عاصمة الزراعة السورية.

عطية العطية – تلفزيون الخبر – الحسكة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى