سوريين عن جد

برهان بخاري الرجل الذي حارب “أمية المثقفين”

ولد الباحث السوري برهان بخاري في عام 1941 بدمشق ودرس الفلسفة واللغة الإنكليزية في جامعتها.

وابتكر برهان بخاري، وهو من أصول أوزبكية، عددا من الوسائل التعليمية الميسرة لطلاب المدارس.

وفي السبعينيات من القرن الماضي قام بخاري بمشروعه الخاص لمحو الأمية لدى الكبار في سوريا.

وكان بخاري يقوم بجولات في القرى السورية والمخيمات الفلسطينية ويقدم الدروس ويوزع مؤلفاته مجانا، كما أعد بعد ذلك مناهجه لتعليم اللغة العربية للأجانب وتعليم اللغات الأجنبية للعرب.

وذكر عنه أحد أصدقائه أن “كل مشاريع بخاري انطلقت من محو الأمية التي تشمل أيضاً أمية المثقفين، وهو مصطلح طالما ردده وحرص على محوه أيضاً، فكان يطالب بأن يفهم الطبيب ماهية المسرح كحال المسرحي الذي يتوجب عليه أن يعرف ما هو الطب”.

وفي عام 1979 دعي بخاري إلى “طشقند” عاصمة أوزبكستان للاشتراك في العيد الألفي لابن سينا، وکانت هذه الدعوة باب دخوله الواسع إلى عالم الأكاديمية، حيث ترجم لأوّل مرة قطعاً أدبية من الأوزبكية إلى العربية مباشرة”، (كانت الترجمة قبل ذلك تمرّ عبر اللغة الروسية).

ووضع بخاري الأسس العلمية لأوّل معجم أوزبكي- عربي، وعربي- أوزبكي، ونال عدداً من شهادات التقدير والألقاب الأكاديمية.

وعمل الباحث السوري خبيراً زائراً في جامعة الكويت عام،1983 ونفذ مشاريع للترجمة الآلية في أوروبا قبل أن يعود إلى دمشق في نهاية الثمانينات، حيث عكف على إنجاز مشروعه الضخم المعروف بإعادة بناء التراث العربي والإسلامي على الحاسوب.

وأمضى الباحث ثلاث سنوات في أوروبا من عام 1984 إلى 1986، في مراكزها العلمية وجامعاتها، وشارك في عدد من المؤتمرات والمعارض الدولية الخاصة بالترجمة الآلية.

ووضع أسس نظريته الخاصة بالترجمة الآلية، والتي عرفت فيما بعد بنظرية اللغة العليا “السوبرا لنغوا” والقادرة على الترجمة الفورية إلى جميع لغات العالم دفعة واحدة.

وبدأ بخاري في تشرين الأول عام 1995 بكتابة سلسلة مقالاته في جريدة “تشرين” صباح كل أحد، واستمر فيه لعدة سنوات، كما كتب سلسلة مقالات أخرى في صحيفة “الثورة” الرسمية بين عامي 2002 و2007.

وحملت تلك المقالات عناوين صارخة مثل: “لماذا نعيد كتابة التاريخ؟” و”الديمقراطية ورقعة الهوامش” و”هل نحالف الشيطان”، بالإضافة لـ “رسالة مفتوحة إلى بل كلينتون”، وغيرها من المقالات.

ويعتبر مقال “الصادق” من أهم وأجرأ المقالات التي كتبها، متجاهلاً جميع الحساسيات المذهبية والطائفية، حيث أظهر فيه “عملية التزوير والتعتيم التي تجري على تراثنا”.

ومن أبرز مشاريع المفكر الموسوعي مشروع الترجمة الآلية، حيث قام بتصميم لوحة مفاتيح حاسوب، عرفت باسم “لوحة البخاري”، قادرة على تنضيد جميع أبجديات العالم والتعامل معها.

وتوفي الباحث برهان بخاري في شهر نيسان عام 2010 بدمشق، عن عمر يناهز 69 عاماً، تاركاَ مجموعة أعمال غير كاملة، وهو الذي عرف بـ “الباحث النشيط والحالم الكبير”.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى