فلاش

“حراس” معرض دمشق الدولي يقفون منذ خمسة عشر عاماً .. وما يزالون

يستمر معرض دمشق الدولي باستقبال زواره منذ عشرات السنين (ماعدا 2011حتى 2016 بسبب الحرب)، ولطالما كان مقصداً للمستثمرين والفعاليات الاقتصادية والشركات الاجنبية، ويقصده مئات الآلاف من الزوار سنوياً .

وتحمل أرض هذا المعرض عدة تماثيل حجرية صاغها مجموعة من النحاتين السوريين، حيث تقف هذه التماثيل بين آلاف الزوار كل سنة، لتكون وجوهها، الوجوه الوحيدة التي حفظها كل الزوار .

وقال رائد (63 عاماً) لتلفزيون الخبر: “أنا أزور المعرض كل سنة، وهذه التماثيل جزء أساسي منه، وفي كل عام ألتقط لها عدد من الصور، وأراها تكبر مثلي كل سنة”.

وأضاف: “بين هذا الضجيج تراهم ينظرون للمارة بصمت، وكأنهم يخزنون في ذاكرتهم وجوه الناس، ويعرفون كل واحد منهم، فأسميتهم سراً حراس المعرض”.

وقال المستشار في المؤسسة العامة للمعارض المهندس عبد الهادي المصري لتلفزيون الخبر: “المنحوتات أتت في السياق العام للتحضير لافتتاح مدينة المعارض عام 2003( المدينة سابقا كانت في البرامكة)، وكانت المدينة تحتاج للمسات جمالية ومعمارية لتحسين واقعها”.

وأضاف المصري: “استعنا بكلية الفنون الجميلة وبعض الأساتذة منها للمساهمة في عملية اختيار المنحوتات، واختيار الفنانين المناسبين لهذه المهمة، وتم تشكيل ملتقى نحتي أعلنا عنه، وطلبنا من الفنانين تقديم أعمالهم”.

وشرح المستشار في المؤسسة أن “هذه التماثيل وضعت ضمن شروط أبرزها أن تكون مستوحاة من العقل السوري والحضارة السورية، وهي تعكس حقبات تاريخية قديمة ومعاصرة، ومعظمها تتكلم عن الإنسان السوري وصراعه لبقاء أرضه”.

وعن كيفية اختيار المنحوتات، أوضح المصري: ” تقدم حوالي 150 عمل وشكلنا لجنة لدراسة العروض المقدمة، ووقع الخيار على 50 منحوتة تتناسب مع المعرض كمرحلة أولية”.

وتابع المصري “ومن ثم أجرينا مفاضلات لنختار فقط 11 تمثال من أصل 150، ولاحظنا أن عدد الأعمال قليل، فأطلقنا ملتقى نحتي آخر ليرتفع العدد ل 26 منحوتة تم توزيعهم على أرض المعرض”.

وقال المستشار: “العوامل الجوية أثرت في بعض التماثيل وسنقوم بصيانتها وربما نستبدل بعضها، وهذا الأمر مكلف مادياً، والسنة لم نكن نملك ميزانية كافية لأعمال الصيانة، وعدم انضباط الزوار أحياناً برمي الأوساخ يؤثر على جماليتها، ووردت فكرة أن نمنع الزوار من الاقتراب منها، لكننا وجدناها غير مناسبة”.

ونوه المصري إلى أن” أعداد الزوار في ازدياد وهذا يدفعنا للتفكير بشكل مغاير عما كنا نفكر فيه في 2003 لتحسين جمالية المعرض وبما يتناسب مع المرحلة القادمة فالأعداد هذه السنة والسنة الماضية بلغت الضعف تقريباً”.

و تابع: “نسمع من الزوار السوريين والأجانب إعجابهم بالتماثيل والمنحوتات، وبعضهم يعتبرها جولة فنية في معرض فني وليس اقتصادي”.

يذكر أن معرض دمشق الدولي في يومه السادس استقبل 222 ألف زائر، و مستمر باستقبال الزوار حتى الـ15 الجاري من الساعة الخامسة عصراً حتى الساعة الحادية عشرة ليلاً.

يزن شقرة ــ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى