محليات

من دمشق إلى الموسيقار .. رسالةُ حبٍّ ردّدها سوريون بأغانٍ وألحانٍ “مِلحِميّة”

لأنه حمل سوريا في فنه وقلبه، ولأن السوريين كبروا على أغنياته وألحانه ورددوها وحفظوها، ولأنه أيقونة فنية خالدة ومدرسة فنية شاملة، و هو الذي بادل سوريا والسوريين الحب والوفاء، وكان آخر ما قدمه سوريّاً، فكان لا بد من أن يرسل السوريون رسالة من و إلى رفيق أجيالهم الموسيقار ملحم بركات.

مساء الخميس، 30 آب، وفي مجمع دمر الثقافي بدمشق كان اللقاء الذي جمع شابات وشباب ونساء ورجال سوريون في موعدٍ مع الفرح الذي بدأ بريقه بالعودة إلى أعينهم، في حفلٍ بعنوان “تحية إلى الموسيقار ملحم بركات”، أحياه المغني السوري عماد رمال وهو من المواهب الشابة الواعدة في سوريا.

وقال رمال لتلفزيون الخبر أنه “كبر على أغاني ملحم بركات، و أحب فنه وتعلم منه الكثير منذ صغره”، مضيفاً أنه “شارك في تكريم للموسيقار في العام الماضي”، لافتاً إلى أنه”يعتمد في أدائه لأغنيات الموسيقار على أسلوبه الخاص وطبقات صوته و أنه يضيف بصمته على الأغنية”.

وكان الشاب عماد رمال شارك في عمر صغير كمغني “صولو” وشارك مع الكورال في فرقة شباب سوريا، وبعدها مع فرقة نقابة الفنانين، ومع فرقة معهد صلحي الوادي، وهو حالياً مغنٍ في الفرقة الوطنية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله.

ولفت رمال إلى أن “الأغاني التي تم اختيارها لهذا الحفل هي أغاني الموسيقار التي حملت ألحانه وكلماته”، منوهاً إلى أن “ذلك الاختيار جاء للتركيز في هذا الحفل على شمولية ملحم بركات وأسلوبه اللحني الإبداعي الذي لا يخفى على أحد”.

من جهته قال المنسق الإعلامي في شركة “ايفينزا” المنظمة للحفل، باسل حاجولي، لتلفزيون الخبر أن “الشركة تعتمد على الكوادر الشبابية، وأنها بالأساس شركة شبابية تحاول استقطاب الشباب السوري وتدعوه للعودة إلى سوريا، وتركز على دعم أبناء البلد”.

وأوضح حاجولي أن “تنظيم الحفل من جهة “السيكيورتي” يعتمد على مبدأ الرقي في التعامل مع الحضور، لاسيما أنه يقام على مسرح مجمع ثقافي يتبع لدار الأوبرا”، لافتاً إلى أنه “انطلاقاً من مبدأ نشر الفرح و منح الحضور الراحة، تم تخفيف عدد “السيكيورتي” في الشركة عن ما كان عليه في العام الماضي، واعتماداً على كادر المجمع الثقافي”.

وأشار المنسق الإعلامي للشركة إلى أن “الحفل المقبل الذي يتم التنظيم والإعداد له سيكون في حلب وتحديداً في “قلعة حلب” باعتبارها صرح ثقافي وأحد أهم رموز المدينة”.

كان الموسيقار حاضراً بصوره ولحنه وأغنياته من مثل “مافي ورد، تعا ننسى، ياحبي اللي غاب، سلم عليها، على بابي، بدك مليون سنة، …” وكثير من الأغنيات التي حملت توقيعه بكلامها وألحانها، إضافة إلى أغنية “بلغي كل مواعيدي” التي أداها رمال برفقة المغنية السورية سناء بركات التي كانت ضيفة للحفل.

وتعد بركات موهبة سورية شابة أيضاً، حاصلة على إجازة في الموسيقا من المعهد العالي للموسيقا عام 2011، ومغنية في كورال “الحجرة”، وفي فرقة “تشيلي باند”، ومع كورال “القوقويو” للترنيم السرياني.

مجموعةٌ من رائعات الموسيقار أدّاها الشاب عماد رمال في الحفل بصوته الذي يحمل موهبة واعدة يعمل على إيصالها للسوريين، لكن أكثر ما كان لافتاً هو الحضور الذي بات شغوفاً إلى مقدار ذرةٍ من فرحٍ على أرضه، فردد بصوتٍ واحدٍ أغاني الموسيقار الخالدة.

وفي ختام الحفل، وعد أطفال “جوقة ألوان” السوريون، التي تأسست عام 2003، وشاركت في فعاليات سوريّة عديدة، بلدهم بالحب رغم اتشاح سنواتهم الأولى بالحرب، حملوا العلم السوري بأيادٍ صغيرة وغنوا آخر ما خلّده الموسيقار ملحم بركات “موعدنا بأرضك يا بلدنا” مع كثير من الحب والأمل بكثير من السلام.

روان السيد – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى