محليات

لماذا سميت السويداء بهذا الاسم ؟

تقع محافظة السويداء في أقصى الجنوب السوري، بمساحة تبلغ 6550 كم مربع مليئة بالآثار والمعالم التاريخية التي تعود لآلاف السنين، لأن كافة الممالك والامبراطوريات التي وصلت للسويداء أبدعت في إعمارها، حتى أن فيليب العربي سماها روما الصغيرة “شهبا” وصممها بطريقة مشابهة لروما، بدلالة المسرح الروماني المعروف.

وتعددت الأسماء التي أطلقت على المدينة حتى وصلت لإسمها الحالي، علماً أن المدينة كانت تسمى في العصور القديمة “سوادا”، أي المدينة السوداء، نسبةً إلى طبيعتها البركانية وحجارتها السوداء.

وتغير اسم المدينة على مر العصور لتصل إلى السويداء التي تعني باللغة العربية الشرف والمجد والغلبة، فهي مشتقة من كلمة ساد، وسويداء القلب تعني وسطه، وسود تعني جزء.

وكلمة سويداء بشكل عام تدل على وسط الشيء والرابط له والأمر السائد عليه الذي يزول بزوال تلك السيادة، ومن هنا كانت تسمية السويداء بشكل ثابت بعد إعلان الوحدة بين سوريا ومصر، لأن السويداء شكلت الصمام الرئيسي لوحدة سوريا فشكلت القلب.

ويخبرنا التاريخ أيضاً أن سبب اعتماد هذا الاسم يعود لحضارة سؤادة التي كانت تسود الجبل في تلك المنطقة، والتي أخذت اسمها من المعاني المذكورة سابقاً بأنها سادة وغلبة.

ونذكر بعض الأسماء المهمة التي كانت تطلق على مدينة السويداء أيضاً كاسم جيرا نواي وهي تسمية أشورية معناها الارض المجوفة، وترايهونيتيد التي تعني إغريقياً بلاد الحجارة والشدة.

وأطلق الكنعانيون اسم باشان على المدينة، والتي تعني بلاد الخصب والماء، ليأتي بعدها اسم جبل حوران المعروف.

وقصة اسم جبل حوران يرويه بعض الباحثون بأن امرأة بدوية اسمها أم حوران دفنت بإحدى قمم الجبل، ويقال أن هذا هو سبب تسمية قمة أم حوران بهذا الاسم والتي ترتفع 1800 م.

وللسويداء اسم آخر معروف هو جبل الريّان والذي أطلق عليها في العصر الاسلامي كتسمية عربية لخصوبة أرض الجبل وكثرة مياهه.

وتغنى الشعراء بهذا الجبل كالشاعر العربي جرير الذي قال: “يا حبذا جبــل الريــَّان مــن جبلٍ…….وحبــذا ســاكن الرَّيان من كانا… وحــبذا نفحــات من يمـانيـة…….تأتيــك مــن قبــل الرَّيان أحياناً”.

وسمت القبائل العربية أيضاً السويداء بالضلع نسبةً لأنها تشكل ضلعاً بين البادية والسهل، كما أطلق عليها اسم الجبل الأسود لكثرة الحجارة السوداء البازلتية.

أما تسمية جبل العرب فظهرت وأعلنت في اجتماع سينما البتراء عام 1937م بعمان، في حفل سلطان باشا الأطرش أثناء عودته من المنفى حيث قال العلامة عجاج نويهض “إلى جبل العرب عائدون”.

وترسخت تلك التسمية عام 1938م بإحدى جلسات البرلمان السوري لأن الجبل كان مأوى لكل أحرار سوريا الهاربين من ظلم الاستعمار الفرنسي، وكان نواة الثورة السورية الكبرى التي حصلت سوريا بعدها على الاستقلال.

وفا أميري – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى