محليات

“اليوم العالمي لأبناء الشمس”… فعالية تلقي الضوء على طفل الشارع في اللاذقية

بعد سبع سنوات من الحرب، وما خلّفته من أزمات على الأسرة، بدأ المجتمع المدني بالتحرك، وأصبحت الناس تسمع بالعديد من المشاريع والمبادرات التي نظّمها شباب سوريون متطوعون ومنها مشروع “سيار” الذي أطلق “اليوم العالمي لأبناء الشمس” في اللاذقية.

و مشروع “سيار المعني بمساعدة طفل الشارع، بدأ منذ نحو عام في مدينة اللاذقية و أطلق “اليوم العالمي لأبناء الشمس” في الأول من تموز من كل عام.

و في حديقة البطرنة باللاذقية، وتحديداً في الأول من تموز، احتفل فريق “سيار” باليوم العالمي لأبناء الشمس، وامتلأت الحديقة بالأطفال المتسولين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم أطفال لا يدركون حقيقة عمالتهم أو وجودهم في الشارع.

و رغم أن قضية تسوّل الأطفال هي من القضايا الشائكة، والتي تحتاج إلى تدخل الجهات الرسمية، إلا أن ذلك لم يُوقف المبادرات الشبابية لمساعدة هؤلاء الأطفال للعودة إلى منازلهم ومقاعدهم الدراسية بأبسط الطرق المتوفرة.

و قالت المنسق الإعلامي لفريق سيار في اللاذقية كيندا عياش لتلفزيون الخبر إن “مشروع سيار تأسس في دمشق منذ نحو خمسة أعوام، و في اللاذقية منذ نحو عام، ويعمل في مختلف المحافظات السورية الآمنة مع الأطفال المهمشين ضمن أربعة محاور، برنامج تعليمي، وتوعوي، وعلاج بالفن، و تنشيط “.

و أوضحت عياش أن “المتطوعين من الشباب والشابات يعمل كل منهم على محور، ونجتمع مع الأطفال كل يوم ثلاثاء في حديقة الزراعة، بدأنا معهم أول خطوة، وهي تعليمهم كيف يستخدمون القلم، لأن أغلبهم ليسوا في المدارس”.

وعن طريقة جمع الأطفال قالت كيندا عياش “لدينا ما يسمى بـ “اللمة” في بداية كل أسبوع ننتشر في الشوارع، ونبحث عن الأطفال، ونطلب لقاءهم في يوم محدد وننتظرهم، منهم من يأتي ومنهم من يغيب، وفي المقابل لدينا العديد من الأطفال الذين التزموا بحضور الدروس والنشاطات كل ثلاثاء في حديقة الزراعة”.

وعن فعالية “اليوم العالمي لأبناء الشمس” قالت عياش إن “الهدف منها تسليط الضوء على هذه الفئة من الأطفال، ومساعدتهم للعودة إلى المدرسة، ولفت النظر إلى الأطفال فاقدي الرعاية”.

وعن الأطفال قالت عياش “أطفالنا دائماً يتغيرون، ومن الممكن أن يأخد الطفل درسين أو ثلاثة دروس ثم يغيب فترة طويلة لأنه يغيّر مكان عمله، ومنهم من لديه عائلة أب وأم ويتسوّل، ومنهم من ليس لديه عائلة ويتسوّل ويمارس مهنة عمالة الأطفال، وأغلبهم خارج المدرسة”.

شهد حمّال منسقة فريق “سيار” في اللاذقية قالت لتلفزيون الخبر “أطلقنا فعالية “اليوم العالمي لأبناء الشمس” وهي نقطة بيضاء للإضاءة على قضية هؤلاء الأطفال المتسولين في الشارع”.

وأوضحت حمّال أن “الفعالية تمت بالشراكة بين جمعيات منها جمعية “تنظيم الأسرة” و مؤسسة “إدارك” ومبادرة “ضيعتنا” وعدة فرق، وتضمنت أغاني، ورقص، ورسم، وتلوين، و ألعاب الكورال وتحضير دفاتر، وسنطلق في نهاية الفعالية، الحملة السنوية الخاصة بنا وهي “أنت أقوى” لمناهضة إدمان الأطفال”.

وتابعت حمّال “لاحظنا استجابة لدى الأطفال، تغيّر في سلوكياتهم و تعاملهم مع بعضهم، كما ظهر تغيير على مستوى تعامل الطفل مع صديقه، وتغير في لغته ومفرداته التي يستخدمها، نحن نعمل على المدى الطويل، ونسعى لمساعدة طفل الشارع بكل الإمكانيات المتاحة”.

إحدى الفتيات وهي طفلة صغيرة عمرها 11 عام قالت لتلفزيون الخبر “تغير علينا كل شي.. حبيت الآنسات والدروس والألعاب… تعلمت الألف والباء والتاء وتعلمت “ون تو ثري”، وتعملت كتير شغلات ما كنت بعرفها”.

هبة محفوض أمين سر فريق “سيار” في اللاذقية قالت لتلفزيون الخبر “فعالية أبناء الشمس أطلقت العام الماضي “اليوم العالمي لأبناء الشمس” في الأول من تموز من كل عام، وهو اليوم العالمي لطفل الشارع، استمد الاسم من معاناة طفل الشارع تحت الشمس، ومن ناحية ثانية هؤلاء الأطفال هم أولاد الشمس ولابد أن يخرجوا من الظلام ويعودوا للضوء”.

وأكملت محفوض “هناك أكثر من دولة تحتفل معنا بهذا اليوم، وبهذه الفعالية وهذا البرنامج، كالعراق ولبنان والأردن، “سيار” أطلق هذا اليوم، الآن يتم الاحتفال به في أكثر من دولة عربية بالإضافة إلى تسع محافظات سورية “.

وعن مشاركة جمعية “تنظيم الأسرة” منسق شباب الجمعية مصطفى المزة قال لتلفزيون الخبر إن “مشاركة الجمعية مع مشروع “سيار” محاولة لجمع أكبر عدد من الأطفال المتواجدين في الشوارع، لتوعيتهم ضمن الأشياء الخطيرة علي حياتهم، أولها التسوّل وثانيها المخدرات، وخاصة تعاطي مادة الشعلة”.

وأوضح منسق شباب جمعية “تنظيم الأسرة” أن “مادة الشعلة رائجة بين الأطفال المتسولين في اللاذقية، وهي مادة لاصقة تُعبأ ضمن أكياس، ويستنشقها الطفل، وتؤدي لأخطار كبيرة”.

وتابع “هؤلاء الأطفال يتعاطون هذه المادة بطريقة منظّمة، كما أنهم يتسوّلون بطريقة منظمة، ولديهم من يدفعهم إلى ذلك، لاستغلالهم والحصول على المبالغ المادية التي يجمعونها”.

وأشار منسق جمعية “تنظيم الأسرة” إلى أنه “تم جمع عدد كبير من الأطفال لدينا الآن 70 طفل، نعمل على مساعدتهم عبر النشاطات التعليمية والتوعوية، لكن نحن لا نستطيع أن نأخذهم أو يتم تبنيّهم لأن معظمهم لديه عائلة أب وأم، وبالتالي لا يمكننا إبعادهم عن عائلاتهم”.

وتبقى المبادرات الشبابية هي الأمل الأكبر في مساعدة أبناء المجتمع، وإلقاء الضوء على مشاكله، وخاصة معاناة أطفال الشوارع الذين كانوا وما زالوا ضحية لمصالح غيرهم، أو ربما ضحية لعدم وجود قوانين حديثة تمنع تسوّلهم أو تحاسب عائلاتهم على السماح لهم بالتسوّل.

سها كامل – تلفزيون الخبر – اللاذقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى