فلاش

بعد انتظارهم سنوات .. أهالي ياسنس بريف اللاذقية يردمون حفرهم على نفقتهم

رغم إجماعهم على أن البلدية والخدمات الفنية هي المسؤولة عن تحسين واقع حال قريتهم، إلا أن مجموعة من شباب قرية ياسنس التابعة لناحية المزيرعة قاموا بمبادرة تطوعية لردم 100 حفرة في قريتهم التي وصفوها بالمنسية وذلك على نفقتهم الخاصة عملاً بالمثل القائل:”ماحك جلدك غير ظفرك”.

مهند حسن صاحب فكرة المبادرة التطوعية يقول “لتلفزيون الخبر”: السبب الرئيسي وراء هذه المبادرة هو أن أهالي القرية لم يعودوا قادرين على تحمل الوضع أكثر، فالحفر المنتشرة في شوارع القرية عميقة جداً وقد تسببت بحوادث كثيرة مدللاً على ذلك بوقوع إحدى السيارات العابرة في القرية بإحدى الحفر الكبيرة.

ويضيف “ اقترحنا الفكرة على المهندس كنان محمد رئيس بلدية طرجانو ( البلدية التي تتبع لها قرية ياسنس ) فأبدى ترحيباً كبيراً بالمبادرة وعرض تقديم المساعدة لنا لتنفيذ هذه المبادرة من خلال الحصول على موافقة المحافظ ودعمنا بالآليات المطلوبة، بالإضافة إلى التبرع إلى جانب الأهالي لشراء مستلزمات ردم الحفر.

وأردف حسن “ انتقلنا فيما بعد إلى مرحلة جمع التبرعات من الأهالي لشراء المستلزمات، وقمنا بردم 100 حفرة في إطار المرحلة الأولى وسنبدأ قريباً بالمرحلة الثانية“.

وأشار إلى أن المبلغ المتبرع به لم يكفِ لردم سوى نصف عدد الحفر فيما لا يزال هناك حفراً كثيرة وخاصة في الطريق المؤدية إلى القرية والبالغ طولها 300 متر والتي تحتاج إلى مبلغ 200 ألف ليرة كحد أدنى لردم الحفر الموجودة فيها.

وعن المسؤول عن الحفر المنتشرة في الشوارع، يقول حسن “ يوجد عدد من الأعمال غير المنتهية لعدة مديريات منها الصرف الصحي والاتصالات والمياه، موضحاً أنهم تقدموا بشكاوى عن طريق البلدية إلى المعنيين في المحافظة، لكنهم لم يتلقوا أي رد”.

و لم تكن هذه المبادرة التطوعية هي الأولى التي يقوم بها الأهالي لتحسين واقع حال قريتهم، إذ قال حسن “ قمنا بوقت سابق بمبادرة تطوعية في مدرسة القرية حيث أصلحنا أنابيب المياه لإيصالها إلى المدرسة التي لم تكن تصلها سابقا, كما قمنا بشراء قفل للمدرسة، مشيراً إلى أن المدرسة مهملة كثيراً ما يضطر الطلاب للذهاب إلى المدارس المجاورة.

بدوره، قال حسن حيدر أحد المتطوعين لـ تلفزيون الخبر “ رغم إجماع الجميع على أن ترميم الطرقات وصيانتها من واجب الخدمات الفنية إلا أننا قمنا بتنفيذ المبادرة التطوعية لان وضع الطريق من جسر المزيرعة إلى ياسنس سيئ جداً حيث تنتشر الحفر والمطبات بالجملة”.

وأضاف “لأننا لا نستطيع معالجة الحفر على كامل الطريق، قررنا أن نردم الحفر في قريتنا كخطوة مبدئية لتحسين واقع حال ياسنس المنسية من كل الخدمات”.

كما أشار حيدر إلى أن “الأشجار والأعشاب ممتدة إلى الطرق الضيقة أصلاً، والانكى انه إذا التقت سيارتان على الطريق فإن أحد السائقين يضطر للوقوف حتى يمرر السيارة الأخرى، ناهيك عن الحفر المنتشرة على جانبي الطرق والمطبات التي توجد بكثافة وخاصة في المرتفعات.

كما أنها لم تكن المبادرة التطوعية الأولى فإنها لن تكون الأخيرة، إذ أوضح ثائر حسن أحد المتطوعين لـ”الخبر” أنهم يفكرون بمبادرة لإزالة الأعشاب المنتشرة بكثافة على جانبي الطرق الضيقة أساساً ولا ينقصها أعشاب تزيد الطين بلة.

وأضاف “ الحفر التي قمنا بردمها عمرها خمس سنوات ولم يصار إلى ردمها وتزفيت الطرق التي تشهد غالباً حوادث سقوط
السيارات في الحفر مما حفز الأهالي على القيام بمبادرة ردم الحفر” .

المهندس كنان محمد رئيس بلدية طرجانو المسؤولة عن قرية ياسنس قال “لتلفزيون الخبر”: رحبنا كثيراً بالمبادرة التطوعية من قبل أهالي ياسنس انطلاقاً من واجب البلدية في تقديم المساعدة وتسهيل الأمور وفقاً للمرسوم التشريعي رقم ١٠٧ لعام ٢٠١١ والذي ينص على أهمية العمل التطوعي والشعبي.

وأوضح محمد انه تم إرسال كتاب لمحافظ اللاذقية وبعد الحصول على الموافقة عرضت البلدية تقديم الآليات ورفد الشباب المتطوعين بالعمال، كما تبرعت بخمسة أضعاف المبلغ المتبرع به من قبل الأهالي .

وعن حال واقع الحفر المنتشرة في طرقات القرية والتي تسببت بالكثير من الحوادث، بيّن محمد أنهم أرسلوا ثلاثة كتب رسمية عن طريق مكتب المحافظ بخصوص ردم الحفر التابعة لمؤسسة الاتصالات وحتى تاريخه لم يتم الرد, مؤكدا أن مدير الخدمات الفنية وعد بأنه سيتم مسح خط المزيرعة وصيانة الطريق .

كما أشار محمد “المعين رئيسا لبلدية طرجانو منذ سبعة أشهر فقط”، إلى انه يعمل على جملة أفكار لمشاريع تطوعية جديدة تخدم المنطقة مثل حملة النظافة وتوسيع الطريق في قرية طرجانو، مبيناً انه يقوم يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع بزيارة واحدة من القرى الـ 22 التابعة لطرجانو ولقاء الأهالي بغية الاطلاع على الواقع الخدمي وسماع شكواهم وهمومهم.

وأضاف “ فضلاً عن نشر ثقافة العمل التطوعي التي تعد حديثة على مجتمعنا وليس بالأمر السهل تطبيقها إذ تتطلب طاقات وعلاقات كبيرة بالإضافة إلى الدعم الذي بدونه لا يمكن لأي عمل أن يحقق النجاح المطلوب”.

المبادرة التطوعية لردم الحفر، كشفت خدمات غائبة عن ياسنس التي تعاني بصمت إذ اشتكى الشباب المتطوعون بلسان حال الأهالي من سوء توزيع المياه فهناك بيوت نادراً ما تصل المياه إليها, وخزان المياه الموجود في القرية لم تجرى له أي عملية صيانة منذ 35 عاماً.

ورغم أن مؤسسة المياه أجرت دراسة حوله وقررت استبداله منذ 10 سنين إلا انه وحتى تاريخه لم يتم استبداله ولا حتى “تعزيله”.

واشتكى المتطوعون من معاناتهم المريرة مع وسائل النقل اذ لا يوجد سوى ثلاثة سرافيس لتخديم 7 قرى ” ياسنس ,كيمين, دوير الشلف، الستانية، رويسة هليل، الساجان، الزهراء”، فمن يريد أن يذهب إلى دوامه عليه الاستيقاظ عند الساعة 5,30 صباحاً والانتظار على الطريق ريثما يأتي السرفيس حيث يجلس الركاب خمسة في المقعد الواحد.

كما اشتكى المتطوعون من الهواتف التي تتعطل باستمرار ولفترات طويلة, فهناك هواتف معطلة منذ سنتين ولم تجد طريقها إلى الإصلاح رغم مراجعة مقسم الهاتف وتسجيل شكاوى بالجملة، ناهيك عن عدم توفر خدمة الانترنت رغم توفره في القرى المجاورة.

وطالب المتطوعون مديرية التربية بايلاء الاهتمام بمدرسة القرية من خلال رفدها بالكادر التعليمي فمن غير المعقول أن يوجد في المدرسة 8 معلمين بينهم الكادر الإداري.

صفاء إسماعيل – تلفزيون الخبر – اللاذقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى