طافشين

اللاجئون السوريون في ألمانيا… إحدى قصص الحرب الحزينة

بعد سبع سنوات من الحرب المستمرة، يعود الزمن بنا إلى العام 2014 الذي شهد أكبر موجة لجوء للسوريين، والوجهة كانت لمعظمهم بلد “الرايخ” ألمانيا.

و رغم أن قضية اللاجئين السوريين، وغرق معظمهم في مياه المتوسط، تشكل نقطة سوداء وألم شديد يشعر به كل سوري تجاه أخيه، إلا أن نقاط مضيئة ظهرت في حياة اللاجئين السوريين، خاصة أصحاب الشهادات العالية منهم.

و بنى العديد منهم حياة جديدة في البلد المضيف، معززين الطلب على منتجات “صنع في سوريا” هناك، مع محاولتهم تسكين ألم الحنين إلى الوطن بقطعة ثمينة من حياتهم السابقة.

ومن بين المنتجات الشائعة وسط نصف مليون سوري قدموا إلى ألمانيا، المكسرات والحلويات والطحينة والملابس والشوايات المستخدمة في عمل الشاورما.

واحتفظت ألمانيا بأكبر عدد من الأطباء السوريين في مستشفياتها، لتسد النقص الحاد في الأطباء في الكثير من التخصصات.

وفي المقابل ظهرت العديد من القصص والحكايات على الانترنت التي تتحدث عن المطبخ السوري في ألمانيا، وكيف استطاعت المرأة السورية أن تنقل ثقافة بلدها إلى بلد غربي مختلف.

و بدأ لجوء السوريين عبر مياه البحر الأبيض المتوسط في صيف 2014، حيث كانت الحرب على أشدها، وظهرت تجارة البشر في الوقت نفسه، ليذهب ضحية هذا اللجوء المئات إن لم نقل الآلاف من السوريين الأبرياء.

وأصبح السوريون خلال تلك الفترة من الحرب، مادة دسمة للصحافيين، والمصوريين، الذين بدأوا بالمتاجرة بصور الأطفال السوريين على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، فيما لم يصدر أي تصريح حكومي يبدي رأي الدولة السورية بما يجري.

و شكل السوريون منذ العام 2014 النسبة الأكبر من عدد طالبي اللجوء في ألمانيا بنسبة 20.3% بواقع حوالي 32 ألف لاجئ، من أصل 160 ألفاً من جميع الجنسيات، طبقاً لبيانات المكتب الاتحادي الألماني.

و شهدت ألمانيا صاحبة أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، تدفقاً قياسياً للاجئين من كل أنحاء العالم، إلا أن البيانات الرسمية الألمانية لأعداد السوريين اللاجئين المسجلين في دوائرها ليس بالعدد الذي يروج له.

واستمرت ألمانيا بسياستها المرحبة باللاجئين السوريين في العام 2015، و شرّعت ألمانيا أبوابها أمام اللاجئين السوريين، وسط تحفّظ أغلب شركائها الأوروبيين وتحذيرات بعضهم من تداعيات هذه الموجة الكبيرة والقياسية على مستقبل القارة.

وفي المقابل، صرّحت المستشارة الألمانية “أنغيلا ميركل” أن “بلادها يمكنها تدبر أمر اللاجئين في العام 2015 دون زيادة للضرائب.

و ذكرت صحيفة ” فرانكفورت تسايتونغ ” أن تكلفة استقبال ألمانيا لأعداد قياسية من اللاجئين فاقت 10 مليار يورو، أي 4 أضعاف ما تم إنفاقه على اللاجئين في العام الفائت 2014″.

ومع بداية العام 2016، وبعد ضغوط كبيرة تعرضت لها “ميركل” بدأ التشديد الألماني على اللاجئين السوريين، وحُرم معظمهم من “لم الشمل”.

واعتباراً من بداية العام 2016 تم التشديد على اجراءات “لم الشمل” لتصل في نيسان 2017 إلى ما يشبه المنع، مع استثناءات خاصة.

ومع بداية العام 2018 شُغلت الصحف الألمانية بوضع اللاجئين السوريين، خاصة بعد عودة الحياة تدريجياً إلى معظم القرى والبلدات السورية، وأصبح أمر اللاجئين السوريين في ألمانيا يشكل الحيز الأكبر من عناوين الصحف الألمانية.

و تساءلت صحيفة “دي فيلت” الألمانية “إلى أية درجة تعتبر سوريا آمنة”، وكتبت: “الحرب في سوريا تنتهي، وتنظيم “داعش” في الواقع هًزم، والدولة السورية استعاد السيطرة على أراضٍ واسعة بمساعدة روسيا، ماذا عن عودة اللاجئين السوريين في ألمانيا إلى ديارهم؟”.

و سلّطت صحيفة “هانوفرشه ألغماينه تسايتونغ” الضوء على النقاش حول اللاجئين في ألمانيا، وكتبت: “سيكون توافق ألماني حول موضوع اللاجئين مطلوباً على وجه السرعة، والذي يمكن أن يكون من خلال فتح المجال بشكل أكثر من ذي قبل للذين يلتزمون بالقوانين، حتى بالنسبة لمسألة “لم شمل العائلة”.

وأضافت الصحيفة “أما بالنسبة لأولئك الذين لا يلتزمون بالقوانين، والذي يبدأون بإخفاء هوياتهم، والحصول على أموال مزدوجة من أكثر من جهة، فيجب ترحيلهم ليكون العام 2018 حاسماً لوضع اللاجئين السوريين في ألمانيا”.

ورغم أن عدد السوريين في ألمانيا الآن هو الأكبر بين اللاجئين إلا أن التقارير تشير إلى أن معظمهم يريد العودة إلى منزله و وطنه، ليتوقف معظمهم عن ترديد أغنية “سفرني ع أي بلد وتركني وانساني”، ولتفتح سوريا ذراعيها لأبنائها وتحتضنهم بقوة.

سها كامل- تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى