علوم وتكنولوجيا

الأجهزة الذكية قد تعيق الأطفال عن الكتابة بالقلم

راجت في الآونة الأخيرة بشكلٍ لافت ظاهرة استخدام الأطفال للأجهزة الذكية، وأسرف آباؤهم بفسح المجال كي يصبح الجهاز الذكي نمط حياة لا ينفصل عن الأطفال.

وما يجهله الآباء، وفقاً لآراء بعض الخبراء، أن هذه الأجهزة الذكية كالهواتف اللوحية تعيق قدرة الأطفال على اكتساب مهارات دقيقة يحتاجونها للكتابة بخط اليد.

وأكد تربيون لتلفزيون الخبر أن “معاناتهم تطول مع محاولاتهم المستمرة لإعادة تلاميذهم للتعامل مع أقلامهم وكتبهم بشكل طبيعي، فما حاجة طفل بثمان أو تسع سنوات لهاتف محمول يرافقه؟ على حد تساؤل أحدهم.

ونقل موقع “بي بي سي”، عن حديث مديرة في مجال العلاج الوظيفي بطب الأطفال بمؤسسة “قلب إنجلترا”، تدعى سالي باين، أن “الإنسان يحتاج إلى تحكم قوي في عضلات الأصابع، حتى يكون قادرًا على إمساك القلم وتحريكه، بحسب باين التي رصدت أدلة على ذلك”.

واعتبرت باين أن “تسلل الهواتف الذكية إلى حياة الأطفال، أعاق قدرتهم في تطوير مهارات تسمح لهم بإمساك القلم، مشيرةً إلى حاجتهم إلى فرص كثيرة لإتقان هذه المهارات”.

ورصد تلفزيون الخبر حالات مشابهة تقوم على استخدام أطفال دون العاشرة من عمرهم للأجهزة الذكية بشكل كبير، بينما لا يحرك ذويهم ساكن تجاه ذلك.

وقالت والدة الطفلة سيما عباس لتلفزيون الخبر والتي بدت مسرورة باستخدام طفلتها، ذات الثمان سنوات، للهاتف اللوحي مدعية أن ذلك “دليل ذكاء وفطنة”، أن هذا الهاتف يؤدي إلى توسيع مدارك طفلتها.

وأضافت “استخدامها للجهاز الذكي يمنحني فسحة لانجاز مهامي المنزلية، و يشعرها بالهدوء بينما تستخدم هي الأخرى هاتفها الذكي أيضاً”.

ويقول أحد الآباء أن “الألعاب القديمة باتت “دقة قديمة” كما في وصفه لألعاب المكعبات أو القص واللصق أو تكوين أشكال دمى بالحبال، بينما تؤكد باين قدرة تلك الألعاب على بناء عضلات الأطفال.

و أكدت معلمة الحلقة الأولى في إحدى المدارس الخاصة في دمشق لتلفزيون الخبر وتدعى هبة عساف، أن “الهواتف النقالة الذكية تمنع المعلمين من التواصل الفعال مع التلاميذ”، مؤكدة أن “الأطفال باتوا يفتقرون لمهارات البحث والاستنتاج، وقدرة الطفل على التخيل والإبداع قد تصل إلى العدم مالم يتم تنظيم استخدامهم للهواتف الذكية”.

واختلف الخبراء في مدى تأثير الأجهزة الذكية على إبعاد الأطفال عن استخدام الأقلام كما كان الحال سابقاً، ويعتقدون بعدم وجود رابط بين الأجهزة اللوحية وافتقاد المهارات الحركية لدى الأطفال، وفق ماذكرت “BBc”.

ويبقى الأهم في ذلك هو تنشئة الأطفال على الاعتدال في أسلوب حياتهم، وهذا ما يبدع به كثير من الآباء ويغفل عنه كثيرون، ممن يرون أن انشغال أطفالهم بهذه الاختراعات من شأنه أن يوفر لهم فترة هدوء لا يضطرون خلالها لرعاية أبنائهم بها.

روان السيد – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى