كاسة شاي

هل يجوز الترحم على ستيفن هوكينغ ؟ وماذا قال مظفر النواب بهذا الخصوص ؟

ما إن أتى خبر العالم البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ، (أتى خبره بالعامية يعني مات)، حتى تسابق عدد كبير من المسلمين لاستلال سيف السؤال الأشهر الذي يطلقونه في وجه طاحونة لا أحد يراها سواهم.

“هل تجوز الرحمة على ستيفن هوكينغ الملحد ؟”، سؤال يتكرر عند موت أي شخصية في هذا العالم، فينقسم المسلمون، وبالطبع السوريين معهم، في سؤال محير ومهول عن جواز الرحمة والترحم على المتوفي، وهل سيدخل الجنة أم النار؟.

ويعيد هذا السؤال اللأذهان حادثة تاريخية مشابهة ومطابقة لما يحدث حالياً في بلادنا العربية من المحيط الشاسع للخليج الرائع، حادثة اقتتال أهالي بيزنطة على جنس الملائكة هل هي ذكر أم أنثى.

اقتتال أهالي بيزنطة، القسطنطينة حالياً في تركيا، على جنس الملائكة أدى لـ “خناقات” بين المتقاتلين وسقط على إثرها ضحايا، ولكن الأغرب كان أن هذا الاقتتال تزامن مع حملة لجيش الاحتلال العثماني على المدينة، حيث كانت جيوشه على أبوابها.

في خضم كل ما يحدث في بلادنا، وبالرغم من كل ما بيننا من شروخ وصلت لحد الحروب الجارية حالياً، ترانا دائماً نبدع في اختلاق اقتتالات جديدة، ونبرع في انتاج أسئلة لا تفيد إلا في انتاج حروب جديدة، تتفاوت حديتها بين الحرب الكبيرة أو الحرب “الفيسبوكية”.

مما لاشك فيه ان ستيفن هوكينغ كان أحد أبرز وأهم العقول في عصرنا الحالي، إن لم يكن أهمها، وقصة حياته وكفاحه تعتبر من أهم القصص الملهمة في التاريخ كله، فإنسان شخص بمرض وقال له الأطباء أن معه سنتين ليموت، وظل لعمر الـ 76 وعلى كرسي نقال ولا يستطيع الكلام ولا يتحرك فيه سوى رمش عينيه، واخترع آلة تترجم رفَّات رموشه وتحولها لكلام، لا شك أنها قصة غاية في الالهام.

بطبيعة الحال نحن كبلدان عالم ثالث مستهلكين لكل ما يرميه الغرب لنا، لن تفيدنا أبحاث هوكينغ في حياتنا اليومية ولا في مجمل تاريخنا الحالي، وذلك مرده لسبب معروف، هو أن بعضنا لم يقرأ هوكينغ، ولا غيره حتى، ولكن كل ما يهمه هو معرفة هل يجوز الترحم عليه؟، وهذا البعض، أحببنا أم لا شئنا أم أبينا هو بعض كثير.

بالمناسبة يعرف عن هوكينغ مواقفه الواضحة من قضايا تهم منطقتنا، حيث وقف بحدة ضد حصار العراق في التسعينات، وكذلك ضد احتلال الامريكان للعراق، وكان موقفه واضحاً جداً بخصوص فلسطين، التي رفض ما يتعرض له أهلها من ظلم، وقرر ألا يلقي اي محاضرة في أرضها المحتلة تضامنا، كما أن موقفه الانساني من الحرب في سوريا معروف.

كل ما سبق، لم يشفع لهوكينغ عند الأحفاد الروحيين للمتقاتلين على جنس الملائكة في بلادنا، لا بل قد يصل انحطاط البعض للقول “اي شو عمل يعني هاد؟”، نعم يخلعون عنه صفة العالم، وهو الذي كان صادقاً مع نفسه حد التراجع عن إحدى نظرياته بعد أن ثبت أنها غير صحيحة، معترفاً بأنه أخطأ، غير مدافع عن رأيه أمام الحقيقة.

بالعودة للعنوان، ماذا قال الشاعر العراقي مظفر النواب عن قضية هوكينغ ؟ طبعاً المبدع العراقي لم يخرج للإعلام منذ فترة طويلة، نظراً لشيخوخته، ولكن نسنطيع استعارة إحدى قصائده التي يقول فيها “ما أوسخنا .. ما أوسخنا .. ما أوسخنا .. ونكابر ما أوسخنا”.

علاء خطيب – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى